شارك ناصر الزفزافي، المحكوم بعشرين سنة سجنا على خلفية "حراك الريف"، في مراسيم دفن والده أحمد الزفزافي، بعد أن حصل على ترخيص استثنائي من المندوبية العامة لإدارة السجون، في خطوة أثارت تفاعلا واسعا واعتُبرت مؤشرا جديدا على مسار تهدئة محتمل. وظهر الزفزافي، في أول خروج علني له منذ اعتقاله عام 2017، وسط حشد كبير من المعزين أمام منزل أسرته بمدينة أجدير، دون أصفاد، ليلقي كلمة مؤثرة أكد فيها أن "لا شيء فوق مصلحة الوطن"، مشددا على وحدة المغرب من شماله إلى صحرائه. وتخللت كلمته هتافات الحاضرين المطالبة بالإفراج عنه. وقال الزفزافي إن حضور الناس بهذا الشكل هو "انتصار للوطن"، معبرا عن شكره للمندوبية العامة على السماح له بتوديع والده، الذي وصفه ب"أب الأحرار والحرائر". الحدث اعتُبر "لحظة استثنائية" من طرف وزير العدل والحريات الأسبق، مصطفى الرميد، الذي كتب أن السماح للزفزافي، المحكوم بأقل من نصف المدة، بالخروج دون قيود، والحديث بحرية ونضج، هو مؤشر واضح على أن الملف يوشك أن يصل إلى "منعطفه الأخير"، على حد تعبيره. وسبق للسلطات أن سمحت له بزيارات عائلية خاصة لأبويه خلال السنوات الماضية، وهي إشارات متكررة، بحسب متابعين، على تليين تدريجي في التعاطي مع أحد أبرز ملفات الاحتجاجات الاجتماعية التي عرفتها البلاد خلال العقد الأخير.