ألقى ناصر الزفزافي، أبرز قادة "حراك الريف"، أول تصريح علني له منذ اعتقاله سنة 2017، من فوق سطح بيت أسرته المتواضع في مدينة الحسيمة، حيث تجمّع حشد غفير من المعزين الذين توافدوا منذ الصباح لتقديم التعازي في وفاة والده أحمد الزفزافي. وقال الزفزافي إن "لا شيء فوق مصلحة الوطن، أولا وأخيرا"، مؤكداً أن الوطن يشمل شمال المغرب وجنوبه وشرقه وصحراءه وسهوله وجباله، في ما بدا رداً على الاتهامات التي وُجهت سابقاً للحراك وقادته بالانفصالية. وأضاف: "وجودكم اليوم هو انتصار للوطن".
ووصف والده الراحل بأنه "أب الحرائر والأحرار"، موجهاً شكره للمندوبية العامة للسجون على الجهود التي بُذلت من أجل تمكينه استثنائياً من حضور جنازة والده. كلمة الزفزافي قوطعت مراراً بهتافات من الحاضرين الذين رددوا اسمه وهتفوا "الحرية لناصر"، في مشهد أعاد إلى الأذهان الأجواء التي رافقت مسيرات "حراك الريف" عامي 2016 و2017 قبل اعتقاله وإدانته بالسجن عشرين عاماً. ظهور الزفزافي العلني لأول مرة منذ ثماني سنوات، والاستقبال الشعبي الكبير له لتشييع والده بمقبرة المجاهدين في أجدير، اعتُبر لحظة رمزية أعادت ملف معتقلي الحراك إلى صدارة المشهد، وأحيت النقاش حول طبيعة تعامل الدولة مع مطالب الريف الاجتماعية والسياسية.