جرى اليوم الاثنين بميناء الدارالبيضاء تسليم 257 حافلة جديدة في إطار تفعيل البرنامج الوطني الجديد للنقل الحضري العمومي بواسطة الحافلات للفترة 2025-2029، والذي يهدف إلى تجويد خدمات النقل الجماعي بمختلف المدن المغربية، وفي مقدمتها مدينتا طنجةوتطوان. وتعد طنجةوتطوان من أبرز المدن المستفيدة من هذه الدفعة الأولى، إذ خصص لهما 56 حافلة لطنجة و68 حافلة لتطوان، في خطوة تعكس الأهمية التي توليها الحكومة لمدن الشمال كمحركات للتنمية الحضرية والسياحية. ووفق معطيات رسمية، فإن هذا المشروع يندرج في إطار رؤية وطنية تروم تزويد جميع المدن المغربية بوسائل نقل حديثة، صديقة للبيئة، ومجهزة بأنظمة ذكية تمكن من تحسين تجربة الركاب وضمان تتبع دقيق لحركة الأسطول. وأوضح المدير العام لشركة التنمية المحلية "مراكش موبيليتي"، عبد العزيز فارس، أن الدفعة الجديدة من الحافلات تأتي في إطار النموذج المبتكر لعقود التدبير المفوض الذي أطلقته وزارة الداخلية بشراكة مع السلطات المحلية، مؤكدا أن الحافلات الجديدة سيتم تجهيزها بأنظمة رقمية متقدمة تمكن من تتبع الرحلات والاطلاع الفوري على مواعيدها وترددها. وستمكن هذه الحافلات، المزودة بأنظمة الدفع الإلكتروني، المواطنين من اقتناء تذاكرهم عبر المنصات الرقمية أو الشبابيك الآلية، بما يواكب التحول الرقمي الذي تعرفه المدن المغربية الكبرى، وخاصة طنجة التي تواصل تعزيز مكانتها كمدينة ذكية رائدة في شمال إفريقيا. وتبلغ كلفة البرنامج الوطني للنقل الحضري العمومي حوالي 11 مليار درهم، ويشمل اقتناء نحو 3800 حافلة جديدة موزعة على 84 مدينة وتجمع حضري، لفائدة 37 سلطة مفوضة عبر مختلف جهات المملكة. وينتظر أن يشكل البرنامج خطوة حاسمة نحو إرساء حكامة جديدة للتنقل المستدام، انسجاما مع التوجيهات الملكية السامية الواردة في الرسالة التي وجهها الملك محمد السادس إلى المشاركين في المناظرة الوطنية الثانية حول الجهوية المتقدمة، التي انعقدت بمدينة طنجة في دجنبر 2024. وبهذا المشروع الطموح، تواصل جهة طنجة-تطوان-الحسيمة ترسيخ ريادتها في مجال البنيات التحتية والخدمات الحضرية الحديثة، في أفق جعل مدنها فضاءات عصرية تجمع بين جودة الحياة والاستدامة البيئية.