يعيش المصلون في حي "البرانص" بمدينة طنجة حالة من الترقب والاستياء المتزايد، جراء استمرار إغلاق الطابق العلوي لمسجد "القدس" لما يقارب عاما ونصف العام، مما حول أداء الشعائر الدينية، خاصة صلاة الجمعة، إلى معاناة أسبوعية تدفع بالعشرات للصلاة في الشارع. ويواجه مرتادو المسجد الواقع في تقاطع شارعي "ابن أثير" و"ابن هشام"، تحديات كبيرة بسبب ضيق مساحة قاعة الصلاة الرئيسية، بعد خروج الطابق الأول عن الخدمة إثر قرار رسمي بإغلاقه ل"دواعي الإصلاح والترميم" نتيجة تضرر بنيته. ورغم مرور مدة طويلة على وضع المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية لطنجة – أصيلة، لإعلان يتحدث عن "إغلاق جزئي مؤقت لقاعة الصلاة للرجال بالطابق الأول إلى حين القيام بالإصلاحات اللازمة والضرورية"، إلا أن الوضع لا يزال يراوح مكانه دون رصد أي تحركات ميدانية أو بوادر لانطلاق ورش الصيانة الموعودة. ويضاعف هذا الوضع من معاناة الساكنة في المنطقة المكتظة عمرانيا، حيث كان الطابق العلوي يشكل متنفسا أساسيا لاستيعاب الأعداد الكبيرة من المصلين. وأدى استمرار الإغلاق إلى اضطرار المصلين لافتراش الشارع المحاذي للمسجد لأداء صلاة الجمعة، في مشهد يتكرر أسبوعيا ويصبح أكثر تعقيدا مع التقلبات الجوية وتساقط الأمطار التي تشهدها المدينة خلال فصل الشتاء. وتتصاعد مخاوف الساكنة المحلية مع اقتراب شهر رمضان المبارك، الذي لا تفصلنا عنه سوى بضعة أشهر، حيث يستحضر السكان بمرارة ظروف شهر الصيام المنصرم، حيث واجهوا صعوبات بالغة في أداء صلوات التراويح وصلاة العيد بسبب محدودية الطاقة الاستيعابية، وهو السيناريو الذي يخشون تكراره إذا لم تتدخل الجهات الوصية لتسريع وتيرة الإصلاحات. ويطالب السكان الجهات المعنية بضرورة التعجيل بإنهاء هذا "الإغلاق المؤقت" الذي تحول إلى وضع شبه دائم، وإعادة فتح مرافق المسجد لضمان أداء الشعائر الدينية في ظروف تحفظ كرامة وسلامة المصلين.