تستعد سلطات مدينة طنجة، على غرار باقي الحواضر المغربية الكبرى المرشحة لاستضافة نهائيات كأس الأمم الإفريقية، لتنظيم حملة واسعة لتأهيل قطاع سيارات الأجرة بصنفيها، حيث ستباشر المصالح، تزامنا مع تحركات مماثلة في المدن الست المعنية، عملية توزيع إشعارات ملزمة للسائقين المهنيين تدعوهم إلى ضرورة الالتزام الصارم بمعايير الجودة في خدمة الزبناء، سواء كانوا مواطنين أو سياحا أجانب، وذلك في إطار الاستعدادات المكثفة للحدث القاري. وعملت السلطات في مختلف العمالات الأقاليم الأخرى المعنية بهذا الحدث على عقد اجتماعات ماراطونية مع ممثلي السائقين والمهنيين، بهدف تحسيسهم بمركزية دورهم في تسويق صورة حضارية عن المملكة، خصوصا في ظل المخاوف من تكرار حوادث استغلال السياح التي وثقتها مقاطع فيديو انتشرت مؤخرا في وجهات سياحية أخرى كمراكش. وقد تم بالفعل، في بعض الجهات، توجيه تحذيرات صريحة بأن أي تجاوزات تتعلق بالابتزاز، أو رفض الوجهات، أو الاحتيال في الأسعار، ستواجه بصرامة قانونية تصل إلى السحب النهائي ل"رخصة الثقة" وحجز العربة، لضمان عدم تعكير صفو العرس الكروي المرتقب. ولتفعيل هذه التوجيهات ميدانيا، اعتمدت هذه الجهات آلية رقابية تعتمد على "المتسوق السري"، حيث تم نشر لجان تفتيش تضم موظفين بزي مدني يجوبون شوارع المدينة لتجربة خدمات سيارات الأجرة كزبائن عاديين. وتعمل هذه اللجان على رصد المخالفات بشكل مباشر، وتقييم سلوك السائقين، ومدى التزامهم بتشغيل العدادات، بالإضافة إلى مراقبة الحالة الميكانيكية والجمالية للعربات، مع رفع تقارير فورية يتم بموجبها اتخاذ قرارات زجرية آنية ضد المخالفين. وشددت لائحة التوجيهات التي تم تعميمها على مهنيي النقل في المدن المستضيفة، على ضرورة الإسراع بإصلاح المركبات التي تعاني من أعطاب ميكانيكية أو تهالك في الهيكل، وضمان نظافة السيارة بشكل دائم لترقى إلى مستوى تطلعات الزوار. كما ركزت التعليمات بشكل خاص على إلزامية العناية بالهندام والتحلي بسلوك مهني راقٍ في التعامل مع الركاب، واعتبار سيارة الأجرة واجهة أساسية لاستقبال ضيوف المغرب، مما يفرض احترام المعايير الدولية المعمول بها في كبريات الوجهات السياحية العالمية.