تكتسي شوارع مدينة طنجة حلة حمراء وخضراء لافتة، قبل أقل من أسبوع على انطلاق منافسات كأس أمم إفريقيا 2025، وعشية خوض المنتخب الوطني الرديف المباراة النهائية لكأس العرب ضد الأردن، حيث يعيش الشارع الطنجاوي حمى اقتناء الأقمصة والرايات، في مشهد يعكس حماس جماهيري كبير تغذيه سلسلة إنجازات عالمية غير مسبوقة. ويقبل المشجعون بكثافة على نقاط البيع في "عاصمة البوغاز"، مدفوعين بنشوة الألقاب التي راكمتها الكرة المغربية مؤخرا، بدءا من ملحمة مونديال قطر 2022 وبرونزية أولمبياد باريس، مرورا بتتويج منتخب الشباب (تحت 20 سنة) بكأس العالم في تشيلي في إنجاز تاريخي، وصولا إلى تأهل "الرديف" لنهائي كأس العرب الذي يجرى غدا، وهو ما جعل الطلب على الزي الوطني يبلغ مستويات قياسية. وفي شارع "المكسيك" وسط المدينة، سارع تجار الملابس الجاهزة إلى تكييف معروضاتهم مع هذا "المزاج العام"، حيث تخلت واجهات المحلات عن الأزياء التقليدية والموضة العالمية مؤقتا لفائدة أقمصة المنتخب، لتتحول هذه الفضاءات، إلى جانب سوق "كاسابارطا" الشعبي، إلى نقاط جذب رئيسية للجماهير الراغبة في الاحتفال. وبالموازاة مع ذلك، تواجه المطابع المحلية في المدينة ضغطا استثنائيا لتلبية طلبيات الرايات الوطنية، التي زينت واجهات المباني والسيارات، فيما انتشرت عند المدارات الطرقية الكبرى ظاهرة "الوحدات التجارية المتنقلة"، حيث يركن شباب سياراتهم الخاصة فاتحين صناديقها الخلفية لعرض الأعلام والأوشحة، مستهدفين السائقين والمارة بعيدا عن زحمة الأسواق. ويؤكد عصام أزواغ، مسير علامة "عصام سبور" المتخصصة في المستلزمات الرياضية والراعية لتغطية هذا الحدث الكروي، أن السوق يشهد انتعاش غير مسبوق. ويوضح أزواغ في تصريح لجريدة طنجة 24 أن "توالي الإنجازات، وآخرها اللقب العالمي للشباب ونهائي كأس العرب غدا، خلق دينامية استهلاكية مستدامة"، مشيرا إلى أن علامته التجارية سجلت طلبا متزايدا يعكس رغبة الجماهير في اقتناء منتجات ذات جودة عالية تواكب قيمة الحدث القاري الذي تحتضنه المملكة. وتدعم البيانات الاقتصادية هذا الطرح، إذ تقدر مبيعات الأقمصة والرايات بحوالي 5 مليارات درهم في السنوات الأخيرة، وسط تنوع في العرض يراعي كل القدرات الشرائية، حيث تتراوح أسعار الأقمصة الرسمية التي أعلنتها الجامعة بين 850 و950 درهم، بينما يوفر السوق المفتوح ومنصات التجارة الإلكترونية بدائل تتراوح ما بين 290 و980 درهم. وتعيش طنجة حالة تعبئة شاملة، حيث يمتزج الرواج التجاري في الأسواق بالحماس الوطني في المقاهي والساحات، في انتظار أن تكتمل الفرحة بانتصار عربي غدا، وتتويج إفريقي مرتقب على الأرض المغربية.