أكدت مديرة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة-تطوان-الحسيمة وفاء شاكر أن تنظيم قطاع التعليم الأولي يندرج ضمن مسار إصلاحي مهيكل، نافية أن يكون حادث وفاة طفلة داخل حضانة بالمدينة "المحرك الوحيد" لتدخل وزارة التربية الوطنية من أجل تجويد هذا المجال. وأوضحت شاكر، خلال ندوة صحفية أعقبت انعقاد المجلس الإداري للأكاديمية، أنه لا يوجد أي توجه رسمي لمحاربة الجمعيات العاملة في القطاع، مشددة في المقابل على أن خيار هيكلة هذا السلك بات مسألة مفروغ منها في إطار تنزيل خارطة الطريق 2022-2026 لإصلاح المنظومة التربوية. ودعت المسؤولة الجهوية الجمعيات الشريكة إلى الالتزام بالحد الأدنى من الشروط القانونية والتربوية، لا سيما التوفر على مقرات لائقة تستجيب لمعايير السلامة والاستقبال، معتبرة أن تنظيم المجال يهدف أساسا إلى حماية الطفل وضمان جودة التعلمات، وليس إقصاء الفاعلين الجمعويين. ويأتي هذا الموقف بعدما أثارت وفاة رضيعة داخل حضانة غير نظامية بطنجة موجة استياء واسعة، عقب كشف تحقيقات أمنية عن اختلالات خطيرة في شروط التأطير والسلامة، ما أدى إلى إحالة عدد من المسؤولين عن تسيير المؤسسة على القضاء، وأعاد النقاش حول واقع مراقبة فضاءات التعليم الأولي غير المهيكل إلى الواجهة. وتشير معطيات رسمية حديثة إلى أن نسبة التمدرس في التعليم الأولي للأطفال البالغين من العمر بين 4 و5 سنوات بالجهة لا تتجاوز 55 في المئة، وهو معدل يقل عن المتوسط الوطني، مع استمرار الفوارق بين الوسطين الحضري والقروي، مما يجعل ورش التعميم والجودة من أكثر الأولويات إلحاحا. وشددت مديرة الأكاديمية على أن الدولة ستظل حاضنة للتعليم الأولي عبر آليات الدعم والمواكبة، مؤكدة أن الرهان الحالي ينصب على تعزيز الحكامة باعتبارها مدخلا بنيويا لإصلاح المنظومة، وليس مجرد استجابة ظرفية لحوادث معزولة، وذلك في أفق إرساء تعليم أولي مهيكل ومؤطر وآمن.