حِذَاءٌ يُوشِي بخِيانة

أيَّاماً عَن البَيت ،مُكْرهاً غِبْتُ
بعدما بِعْت وتعِبْت واشتريتُ
عُدت إليها بهدية من حيث أتيتُ
دون عِلمي بنار قد أُضْرمَتْ
في فراش عليه يوما أُأْتُمِنتْ
حَاوَلَتْ إطفاءَهَا بنسيم الحفاوة
ورذاذ البسمة الزائدة المفتعلة :
رسمتْ على خدي أطول قبلة
خلايا شَهْدِها جافة من الحلاوة
طول مَعسول كلامها مشبوه اللذة
لتفسح للخيانة هروبا من النافذة
فُسْتَانُها اللَّيْلِي يَكشفُ أسْرارها
يكاد يشتكي ُظلمَها لَهُ ، وَلِي خِيَّانتها
خصَلاتُها المُحرجة ٌعلى صدرها
خجولة من نفسها على غير عادتها
تُحَاولُ عَبثا العودة أعلا كتفيها
عِطرُ غريمي ، يحتمي خوفا بثناياها
هديتي لا يفارق خياشيمي عَبَيُرها
الإحساس بالذنب يصفع وَجْنتيها
مُلَوِّنُ الشفاه الغريب تاه على شفتيها
من َرضَابِ العِشق والقُبَل وشُعْلتِها
سايَْرتُ عبثا فصولَ أدْوار مَسْرحِيتها
لعلني أكون مخطئا، وأصدق عَرْضِها
ظُهُوُر الحِذاء فجأة كشف رَدَاءَة أدَاءِها
أطل علينا من خلف الكواليس محتشما
باغتها مُخطابا نيابة عن الفستان مندفعَا :
لا تكذبي، حَذارلا تُنكِري ،رأيتكما معَا
أحْجَمتْ لَمْ تُعَقبْ على شهادته أو تدافعَ
نكَّستْ أهدابَها، لصوتٍ لمْ تقوَ أن ترفعَ
لِعِلمِها صِدْقَ الأحذية وفاءً وشجاعَة
هَمَسَ لِي الشاهِد مُتوسِّلا ومُتضَرِّعَا :
بالله ،لا تقسَ أو تأسَ على شيء ضاعَ
ضَمّنتْ حقيبَتَها أمتعَتها وقلبها الأوجاعَ
جَمعتْ أشتاتها،وغادرت بهدوء المَضْجَعَ
مِفتاحٌ بالباب وخاتمٌ عَرّتْ مِنه الأُصْبُعَ.
تَرَكَتْهُما مُبلَّلان بالدمع ، دون أن تودِّعَ
عجبا للإنسان يلاحق الشر عنه ما تورع َ
وسبحان الذي أنار له سُبُل الهدى فأبدع
غيران ابن آدم لغير عدوه يأبى أن يَسمعَ...
------