نظمت جمعية أصدقاء الفلسفة أيام الجمعة 9 والسبت 10مارس الجزء الثاني من قافلة ابن رشد للتنمية الفكرية وحوار الثقافات في موضوع ما الذي يريده المغرب من ابن رشد ؟ حضر افتتاح أشغال هذه القافلة مجموعة من المفكرين والمشتغلين بالفلسفة بالإضافة إلى تلاميذ مؤسسات تعليمية وطلبة الكلية.دلك في إطار اعتبار مدينة فاس عاصمة الفلسفة في المتوسط حيث ستنتقل القافلة نحو مدن الشمال إلى أن تصل إلى اسبانيا .الأرض التي ولد فيها فيلسوفنا وفي انتظار وصول القافلة إلى شمال المغرب حضر إلى العاصمة العلمية فاس مجموعة من التلاميذ يترأسهم استاذ مادة الفلسفة بثانوية عمرا لجيدي التأهلية بجماعة اسطحة إقليم شفشاون للمشاركة في أشغال هده القافلة في إطار تبادل الزيارات بين الجمعية و نادي الأوراش الفلسفة بالمؤسسة المذكورة أعلاه .ولم تقف هده الزيارة عند حدود العلم و المعرفة الفلسفية بل تعداه إلى جولة سياحية بأهم أزقة المدينة العتيقة وكد الجديدة ,الأمر الذي أدخل الفرحة والبهجة لقلوب هؤلاء التلاميذ كما أن افتتاح القافلة في جزءها الثاني على الساعة الرابعة بعد الزوال ودلك بقصر المؤتمرات بفاس .حيث أكد الدكتور عزيز الحدادي رئيس جمعية أصدقاء الفلسفة بعد الترحيب بالحضور على ضرورة الاهتمام بالشأن الفلسفي ومنحه الدعم اللازم من الجهات المسؤولة التي تسهر على الشأن الثقافي بالبلد. كما أكد على الفكر العقلاني والدعوة إليه باعتباره هو مخلص مجتمعنا من ثقافة الخرافة وهدا الفكر أي العقلاني هو موجود عند فيلسوفنا تقريبا قبل9 قرون من الزمن الأمر الذي يلزمنا الاقتضاء به في كثير من الأمور خاصة في ما يتعلق بعلاقة الشرعية والحكمة.وكذا معرفة الأخر, حيث اعتبر إن هناك علاقة اتصال بين كل من الفلسفة والشريعة وذلك من خلال إن كل منهما يدعو إلى الحق وان كان بطرف مختلفة لكن الهدف واحد . و كما يقول ابن رشد في كتابه ( فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من اتصال). “الحق لا يضاد الحق بل يوافقه ويشهد له” كما يقول رشد في نفس الكتاب . ” فبين انه يجب علينا إن نستعين على ما نحن بسبيله بما قاله من تقديمنا في دلك سواء أكان دلك الغير مشاركا لنا في الملة أو غير مشارك في الملة “.في سياق ذاته أكد الدكتور عبد الوهاب التازي سعود عميد كلية الأدب ضهر المهراز فاس ورئيس جامعة القرويين سابقا انه لايمكن للمجتمع التقدم في غنى عن ماضي المجتمع وعن رجالاتهم و منهم بطبيعة الحال ابن رشد لكونه قدم إجابة عن قضايا تؤرق الحضارة المعاصرة و خاصة علاقة الشريعة أو الدين بالفلسفة . فكانت إجابته مقنعة لمن أراد أن يقتنع كما أنه أكد على ضرورة قراءة مؤلفات ابن رشد خصوصا كتابة “فصل المقال فيما بين الحكمة و الشريعة من اتصال ” فرغم صغر حجمه إلا أنه يعالج قضايا قمة في الحداثة رغم أنه توفي قبل أزيد من تسعة قرون . كما اعتبر ابن رشد شخصية متميزة في تاريخ المسلمين لكونه الوحيد الذي كان قاضيا و عالما بأمور الدين وكذلك في نفس الوقت ملما بالشأن الفلسفي أكثر من غيره. الشيء الذي جعله يحضى بمكانة متفردة في عصره إلا أن أيادي الغدر امتدت إليه حسدا أو غيضا لتنال منه بالدسائس و الكذب . ليعترض للإقصاء و النفي هو و أعماله لتغتال بذلك الفلسفة و ترحل إلى الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط و تقوم من ثم حضارة بكاملها على فكره. بالنسبة للجنة المنظمة تقدمت الأستاذة فوزية الزهراوي في كلمتها بشكر الحضور الكريم و بشكر خاص لكل من ساهم في تمكين إقامة هذا الجزء الثاني من قافلة ابن رشد. تستمر المداخلات في اليوم الثاني من القافلة ولتختم على إيقاع أسئلة الحضور و توزيع الجوائز على بعض التلاميذ تشجيعا لهم. مع تسليم هدايا من قبل تلاميذ ثانوية عمر الجيدي التأهلية بإقليم شفشاون عربونا للمحبة و اعترافا بحسن الاستقبال لكل من الدكتور عزيز الحدادي و الأستاذة فوزية الزهراوي و كذا الدكتور عبد الوهاب التازي سعود. عبد الالاه المنيا ري