الطالبي العلمي يؤكد على ضرورة تعزيز السيادة الوطنية لتحقيق تنمية مستدامة في إفريقيا    "ماركا": الوداد يقتحم سباق التعاقد مع كريستيانو رونالدو استعدادا للمونديال    الخدمة العسكرية 2025.. تعبئة مجموعة من الوسائل التكنولوجية لمساعدة الأشخاص الذين تعذر عليهم ملء استمارة الإحصاء بوسائلهم الخاصة    بورصة البيضاء تفتتح التداولات بارتفاع    التامني تنتقد "هيمنة أمنية" في مشروع المسطرة الجنائية وتوسيع صلاحيات الضابطة القضائية دون رقابة    طنجة تحتفي بالثقافات في أولى دورات مهرجان الضفاف الثلاث    البرازيل في ورطة صحية تدفع المغرب لتعليق واردات الدجاج    المغرب يمنح أول ترخيص لشركة خاصة بخدمات الطاقة    الكونفدرالية الديمقراطية للشغل تجدد دعوتها لإحياء "سامير" وتحذر من خطر وطني بسبب تعطيل المصفاة    حجيرة: أمريكا الوجهة الأولى لصادرات الصناعة التقليدية المغربية    "سي.إن.إن": معلومات أمريكية تشير إلى أن إسرائيل تجهز لضرب منشآت نووية إيرانية    اجتماع الرباط يعزز الزخم الدولي بشأن حل الدولتين    مجلس المستشارين يعقد الثلاثاء المقبل جلسة مساءلة أخنوش    الوداد ينفصل عن المدرب الجنوب إفريقي موكوينا    طائرة خاصة تقل نهضة بركان إلى تنزانيا لملاقاة سيمبا في النهائي    وزارة التربية تطلق برنامجا لتكوين مدرسي الهيب هوب والبريك دانس بالمؤسسات التعليمية    توقيف ثلاثيني للاشتباه في التغرير بقاصرات ومحاولة الاعتداء الجنسي    نقابة أساتذة ابن زهر: حملة مغرضة تستهدف الجامعة وما حصل من فساد كنا قد حذرنا منه لسنوات    بإذن من أمير المؤمنين.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته الربيعية العادية بالرباط    في مجاز الغيم: رحلة عبر مسجد طارق بن زياد    اعتقال رئيس سابق لجماعة بني ملال ومتهمين آخرين باختلاس أموال عمومية    الدفع بالبطاقات البنكية يتفوق على الدفع النقدي في أوروبا    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الأربعاء    لقاء دبلوماسي بطابع ودي جمع ولي العهد المغربي آنذاك وسفير الصين سنة 1992    المغرب يعزز التعاون مع بوركينا فاسو في مجال الأمن العسكري    حكيمي ضمن تشكيلة الموسم في أوروبا    هذه تفاصيل إجتماع المجلس الاستشاري مع المكتب الحالي للرجاء بخصوص إنشاء شركة رياضية للنادي    الإماراتية ترسل مساعدات لقطاع غزة    ألمانيا تفكك خلية إرهابية متطرفة    سطات.. "بزناسة" يطلقون الرصاص على الأمن    العثور على جثة امرأة في ثانوية والتحقيق يقود إلى اعتقال الزوج    إنذار رسمي لأرباب المقاهي بالناظور.. الأرصفة يجب أن تفرغ قبل الخميس    إيداع رئيس جماعة بني ملال السابق سجن "عكاشة" رفقة مقاول ومهندس    إصلاح الجامعة ضرورة ملحة    واشنطن تُعيد رسم سياستها تجاه سوريا: دعم مشروط ولقاءات رفيعة المستوى تمهد لمرحلة جديدة    تعاون مغربي-أمريكي يجسد الجاهزية العسكرية خلال مناورات الأسد الإفريقي 2025    الصين تطالب الولايات المتحدة بوقف الإجراءات التمييزية ضد منتجاتها من الرقائق الإلكترونية    مرصد: النسيج المقاولاتي يستعيد ديناميته بإحداث نحو 24 ألف مقاولة سنويا    ترامب يعلن بناء الولايات المتحدة درعا صاروخية تحت مسمى "القبة الذهبية"    الاتحاد العام لمقاولات المغرب يطلق علامة "المقاولة الصغرى والمتوسطة المسؤولة"    طقس الأربعاء: أجواء حارة نسبيا بعدد من المناطق    لقجع لنجوم منتخب الشباب: الجماهير المغربية كانت تنتظر أداءً أكثر إقناعًا واستقرارًا    المغاربة... أخلاق تُروى وجذور تضرب في عمق التاريخ    وفد من مركز الذاكرة المشتركة يزور الشيخة الشاعرة والمفكرة سعاد الصباح    حديث الصمت    بعد مشاركتها في معرض للصناعة التقليدية بإسبانيا.. مغربية ترفض العودة إلى المغرب    نقل إياب نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم إلى زنجبار    تلك الرائحة    موريتانيا تقضي نهائيا على مرض الرمد الحبيبي    هذا المساء في برنامج "مدارات" : لمحات عن علماء وأدباء وصلحاء منطقة دكالة    نداء إلى القائمين على الشأن الثقافي: لنخصص يوماً وطنياً للمتاحف في المغرب    مسرح رياض السلطان يواصل مسيرة الامتاع الفني يستضيف عوزري وكسيكس والزيراري وكينطانا والسويسي ورفيدة    مستشفى صيني ينجح في زرع قلب اصطناعي مغناطيسي لطفل في السابعة من عمره    تفشي إنفلونزا الطيور .. اليابان تعلق استيراد الدواجن من البرازيل    مهرجان "ماطا" للفروسية يحتفي بربع قرن من الازدهار في دورة استثنائية تحت الرعاية الملكية    تشخيص إصابة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن بنوع "عدواني" من سرطان البروستاتا    من المغرب.. مغادرة أولى رحلات المستفيدين من مبادرة "طريق مكة"    رحيل الرجولة في زمنٍ قد يكون لها معنى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



احد الشهود يكشف أن حامي الدين متورط في قتل ايت الجيد وعلى العدالة ان تأخذ مجراها
نشر في تليكسبريس يوم 08 - 04 - 2013

وعيا منها بضرورة استجلاء الحقيقة الكاملة وتفعيل العدالة في ملف اغتيال آيت الجيد محمد بنعيسى، فتحت جريدة "المستقل" حوارا مع سعيد العمراني، أحد المسؤولين الوطنين لفصيل الطلبة القاعديين التقدميين إبان فترة اغتيال آيت الجيد محمد بنعيسى وأحد رفاقه.

ونظرا لما ورد في الحوار من معلومات بشأن قضية اغتيال ايت الجيد محمد بنعيسى، والتي طفت على واجهة الاخبار الصحافية هذه الايام، بعد مطالبة عائلة القتيل وأصدقاؤه بمحاكمة المتورطين في عملية الاغتيال وعلى رأسهم حامي الدين، القيادي في حزب العدالة والتنمية، فإننا ننشر نص الحوار كاملا تعميما للفائدة.

خرج حامي الدين عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية ببيان جاء فيه بأن "حياته كانت في خطر يوم الأربعاء 27 مارس، بحيث واجهه أشخاص غرباء على حد تعبير البيان، رافعين في وجهه لافتات ورقية تشهر باسمه وتتهمه بتورطه في حادث مقتل آيت الجيد قبل أزيد من 20 سنة". بصفتكم أحد رفاق آيت الجيد كيف تقيمون هذا الحدث؟

أولا يمكن الإشارة بأن بيان حامي الدين تنطبق عليه عبارة "ضربني واشكا اسبقني وابكا". حامي الدين متهم باغتيال آيت الجيد وإن محاضر الشرطة والشهود تثبت ذلك. أما عائلة الشهيد ورفاقه لا يطالبون من القضاء إلا فتح تحقيق جدي ونزيه مع جميع المتهمين المتورطين بطريقة أو أخرى في تلك الجريمة بدون استثناء، بما فيهم حامي الدين، لأن هذا الأخير سبق له أن تم اعتقاله في نفس الملف ويعرف جيدا حقائق ما جرى، بالرغم أنه كذب على القضاء لكي يخفف الحكم عليه آنذاك، عندما صرح كذبا عند اعتقاله وأمام العدالة بأنه كان طالبا قاعديا.

أعتقد أن مشاركة حامي الدين في ندوة في الجامعة الآن بالضبط، هو استفزاز للطلبة ولرفاق آيت الجيد وتحدي لهم. لم أكن حاضرا في جامعة القنيطرة يوم 27 مارس لأعرف تفاصيل ما حدث، لكن أعتقد بأن الطلبة القاعديين احتجوا على حضور متهم بقتل رفيقهم المناضل اليساري القاعدي التقدمي آيت الجيد محمد بنعيسى، بطرق سلمية وهذا ما يؤكده حتى بيان حامي الدين نفسه عندما أشار بان "بعض المجهولين رفعوا لافتات ورقية" ولا شيء غير "الورقية".

بصفتكم أحد مسؤولي الطلبة القاعديين آنذاك من في نظركم قتل آيت الجيد؟

أؤكد بأن الشهيد آيت الجيد قتلته الإصلاح والتجديد (العدالة والتنمية الآن) والعدل والإحسان بتواطؤ مكشوف مع السلطات.

أولا، إن هاذين التنظيمين الإسلاميين سبقا لهما ان نسقا مع بعضهما البعض في غزوتهما ضد الجامعة المغربية من اجل "تحريرها من القاعديين". هذا التنسيق استمر طيلة التسعينات، و أن الهجمات المنظمة ضد العديد من المواقع الجامعية سنتي 91/92 و 92/93 تؤكد ما أقول. و أن هذه الهجمات أسفرت عن اختطاف الشهيد المعطي بوملي و قطع شرايينه حتى استشهد و هو ينزف دما، واختطاف المناضل سعيد الفارسي، وحجزه لمدة أسبوع من طرف الإصلاح و التجديد بوجدة في أكتوبر 1991. (وسعيد الفارسي لا زال حيا يرزق إن أراد أحدا أن يسمع شهادته).

ثانيا، في فاس نظم هجوما تثريا فجرا على الحي الجامعي بتاريخ 25 أكتوبر 1991، والطلبة نيام، فكسر فك وساق الرفيق نور الدين جرير وضرب وجرح العديد من الطلبة.

ثالثا، أنا شخصيا وأحد رفاقي (موحا محمد) حكمت علينا العدل والإحسان بالإعدام. وتنفيذا ل"حكمهم" تم طعن الرفيق موحا بالسكين مباشرة بعد أن انهينا نقاشا في أحد مدرجات كلية الآداب بتطوان كما هاجمتنا عناصر لا علاقة لها بالكلية يوم 25 فبراير 1990/1991، بفيلقين عسكريين، ثم استمرت مطاردة الطلبة في الشوارع والمقاهي والبيوت وحتى في المدن المجاورة لتطوان.

شخصيا نصب لي كمين رفقة خمسة مناضلين آخرين (أحمد القبيل، أحمد القبالي ونعيم الرحموني ورشيد العشاب وعبد السلام من العرائش) قرب محطة طنجة، من طرف عصابة إسلاموية يتجاوز عددها 70 فردا طاردونا في الشوارع وضربونا بالسلاسل وسلبت منا أمتعتنا وفلتنا بأعجوبة من تلك المصيدة الفاشية. محاضر الشرطة بطنجة وثقت كل ما حدث لكنها لم تقم بأي إجراء لاعتقال المعتدين. كما أن الخبر أوردته جريدة المسار آنذاك.

رابعا، إن الشرطة تواطأت مع هاذين التنظيمين من أجل وضع حد لسيطرة القاعديين على الجامعة. فهدف النظام آنذاك كان واضحا هو خلق نوع من التوازن بين اليسار والإسلاميين.

كل هذه الجرائم والفتاوى وحتى التداريب على فنون القتال في واد لاو، نواحي تطوان، وغيرها، مرت أمام مرأى ومسمع المسئولين الأمنيين لكنهم لم يحركوا ساكنا بل ظلوا متفرجين بل حتى متآمرين. الإسلاميون "كيسلخوا والبوليس يعتقل" (حالة الرفيق نور الدين جرير مثلا الذي حوكم بعد تعرضه لمحاولة قتل حقيقية ب 10 سنوات سجنا نافذة، وحالة الرفيق الخمار رفيق الشهيد بنعيسى الذي انزل من سيارة طاكسي وعذب تعذيبا وانتهى باعتقاله ومحاكمتة بسنتين سجنا نافذة) .

وما حقيقة انخراط حامي الدين في عملية اغتيال الشهيد آيت الجيد بنعيسى؟

حامي الدين من الأسماء التي وردت في محاضر الشرطة وسبق له أن اعتقل وكذب عن العدالة، عندما صرح أنه كان طالبا قاعديا، ليبرئ نفسه من دم الشهيد بنعيسى، علما أنه كان مسئولا لتيار الإصلاح والتجديد/ العدالة والتنمية الآن.

وبكوني أحد المسئولين الوطنيين للطلبة القاعديين التقدميين آنذاك، أشهد أن حامي الدين لم يكن يوما طالبا قاعديا ولا متعاطفا معهم بل كان عدوهم وخصمهم السياسي.

على حامي الدين أن يعترف لماذا كذب على العدالة أولا.
لأنه لم يكن قاعديا أبدا، بل كان طالبا نشيطا في صفوف طلبة الإصلاح والتجديد. لهذا السبب بالضبط نحن رفاق وأصدقاء الشهيد نطالب بإعادة فتح تحقيق جدي حول عملية الاغتيال ومعاقبة القتلة سواء كانوا منفذين أو مخططين. ومعاقبة من موه وكذب على العدالة، عملا بمبدأ عدم الإفلات من العقاب.

ثانيا، هناك شهود أبرزهم الخمار الحديوي الذي كان صحبة آيت الجيد في سيارة الأجرة التي تعرضت للهجوم و الخمار ذكر أمام المحكمة أسماء القتلة بالاسم و من بينهم حامي الدين.

ثالثا، هناك شهادة سائق الطاكسي الذي أدلى بشهادته للشرطة ورسم لها كيف مرت الجريمة وكيف تم الهجوم ومن شارك فيه.

رابعا، كان هناك شرطي بلباس رسمي قريب من مسرح الجريمة، فبعد أن تمت تصفية آيت الجيد صرح "يالله صافي امشيو فحالكم"، وهذا دليل عن تورط الشرطة في هذا الحدث الأليم.

خامسا، إن السلطة متورطة لأنها لم تعطي العلاجات الضرورية للشهيد والصور تشهد بأن الشهيد لم يتلقى العلاجات الضرورية (لا أوكسجين ولا دواء ولا عملية جراحية، بل أهملوه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة). ومتورطة أيضا في عملية تهريب جثة الشهيد من فاس إلى طاطا، دون إخبار العائلة ولا رفاقه ولا الجمعية المغربية لحقوق الإنسان التي كان ينتمي إليها. وظل قبر الشهيد مجهولا أكثر من عقد من الزمن.

ما السر إذن وراء استثناء حامي الدين من المتابعة، رغم ظهور قرائن تؤكد تورطه في اغتيال الطالب القاعدي بنعيسى؟

المحكمة استدعت بعض المتهمين في الملف مؤخرا، أعتقد أن وجود العدالة والتنمية على رأس الحكومة ووزارة العدل تحديدا عرقل التحقيق، وحال دون استدعاء والاستماع لحامي الدين. لكن الحقيقة سترى النور عاجلا أم آجلا.


هل تجزمون بأن حامي الدين قتل آيت الجديد؟

أجزم أن حامي الدين متورط في عملية القتل وعلى العدالة إثبات دوره بالضبط في هذه الجريمة.

حمل حامي الدين القيادي في حزب "‘العدالة والتنمية"' المسؤولية الكاملة لما تعرض أو قد يتعرض له في المستقبل إلى "الجهات التي تشن ضده الآن حملة إعلامية مسعورة مليئة بالتحريض والتشهير وشحن النفوس".

نحن كرفاق الشهيد نقف إلى جانب عائلته في محنتها و التي تطالب بفتح تحقيق جدي، مستقل ونزيه حول جريمة مقتل بنعيسى من أجل معرفة كل الحقيقة حول هذا الملف. أين التشهير في هذا؟ أين هو التحريض الذي يتحدث عنه حامي الدين في كل هذا؟

على كل أطمئن حامي الدين بأنه لن يتعرض لأي أذى، لأن التاريخ شاهد على أن الذي يقتلون هم الإسلاميون الظلاميون و ليس اليسار. الإسلاميون هم الذين سبق لهم أن قتلوا عمر بنجلون والمعطي بوملي وآيت الجيد في المغرب، كما سبق لهم أن اغتالوا رموزا للفكر في لبنان كحسين مروة ومهدي عامل، وفرج فودة في مصر وأخيرا وليس آخرا اغتالوا المناضل اليساري التونسي البارز شكري بلعيد. ولذلك أتحدى الإسلاميين أن يثبوا للعالم أن اليسار قتل إسلاميا واحدا مغربيا كان، أو مغاربيا. إذن أقول لحامي الدين لا حاجة للتهويل والتضليل.


ربما حامي الدين يقصد الحملة التي تشنها الأصالة والعاصرة ضد حزب العدالة و التنمية؟

هذا شأنهم، نحن كرفاق وأصدقاء الشهيد نرفض رفضا قاطعا أي استغلال سياسي من طرف أي حزب كان لملف الشهيد. ونتعهد بالتصدي لكل من سولت له نفسه الاتجار بهذا الملف واستعماله لأغراض سياسية كان "البام" أو غيره. نحن وعائلة الشهيد لا نطالب إلا بفتح تحقيق قضائي جدي ونزيه ومستقل حول جريمة قتل أودت بحياة شاب ذكي وفي مقتبل العمر. وأنه من حقنا أن نعرف الحقيقة الكاملة حول هذه الجريمة ومدبريها.

لماذا إذن هذا التحرك في هذه الظرفية وفي هذه السنة بالضبط على ملف آيت الجيد؟

أولا ليس هي المرة الأولى التي تنظم فيها ذكرى استشهاد الشهيد بن عيسى، فرفاقه في الجامعة يخلدون ذكرى اغتياله كل سنة. كما أعتقد أنكم على علم بأنه سنة 2007، تشكلت بفاس لجنة لمتابعة ملف الشهيد وكان منسقها الرفيق علي القيطوني الإدريسي. تلك اللجنة نظمت عدة لقاءات تواصلية ومهرجانات. كما نظمت قافلة تضامنية من فاس إلى طاطا عندما اكتشف لأول مرة قبر الشهيد.

أشير فقط أن السنة الماضية أي في مارس 2012، تشكلت لجنة أخرى من رفاق وأصدقاء الشهيد في القصر الكبير وخلدت ذكرى الشهيد ونظمت بالمناسبة مهرجانا كبيرا حضرته العديد من الفعاليات السياسية والنقابية والجمعوية.

أما لماذا هذه السنة، فأعتقد أن اللجنة المنظمة لتخليد الذكرى في الرباط، وضحت ما فيه الكفاية في الندوة الصحفية التي نظمتها صباح يوم السبت 23 مارس المنصرم، لكل الحاضرين صحفيين ومهتمين ومناضلين، دلالات ومغزى تنظيم الذكرى العشرين لاغتيال الشهيد وتبرأت من كل استغلال سياسوي لها، بل أكدت جليا على أن تخليد الذكرى العشرينية بهذه الطريقة تتحكم فيه عدة معطيات أبرزها:

- مرور 20 سنة عن الاغتيال دون أن تظهر الحقيقة بعد.

- ان الدولة و مؤسسة القضاء لم يقوما بدورهما كاملا للكشف عن المجرمين الحقيقيين منفذين كانوا أم مخططين.

- إن المتهمين بالقتل وصلوا اليوم إلى سدة الحكم في عدة بلدان (مصر و تونس) ويتقاسمون الحكم في المغرب.

- إن تونس الجارة، شهدت مؤخرا اغتيالا سياسيا مماثلا ذهب ضحيته القائد اليساري البارز الشهيد شكرى بلعيد. ويبقى المتهم هو دائما نفس المجموعات الظلامية المتطرفة.

- إن تخليد الذكرى العشرينية هذه تتزامن مع حراك مغربي ومغاربي وعربي أسفر إلى حدود اليوم عن سقوط بعض الأنظمة في المنطقة.

- إن الدول التي، نجحت فيها الثورات، بدأت فيها اصطفافات سياسية واضحة بين صف يميني رجعي ومحافظ، من جهة، وصف يساري تقدمي وحداثي من جهة ثانية. علينا إذن أخذ العبر من كل ما يحدث قبل فوات الأوان.

كما أعتقد انه من حق رفاق الشهيد أن يخلدوا بشكل جماعي ذكرى شهيد عزيز عليهم جميعا، و أن يلتقوا لتجديد العهد للشهيد ولعائلته لمواصلة النضال حتى تشرق شمس الحقيقة كاملة و معاقبة القتلة و معرفة حيثيات ذلك الاغتيال الشنيع الذي اقترفته المجموعات الظلامية في واضحة النهار ومطالبة النظام للكشف عن أولئك الذي أعطوا الأوامر لاختطاف جثة الشهيد وتهريبها ليلا من فاس إلى طاطا ومعاقبتهم دون علم لا عائلته ولا رفاقه.

نجح حامي الدين في تعبئة العديد من الحقوقيين والسياسيين وحشدهم لدعمه في هذا الملف الذي يسميه هو بالتحريض والتشهير، كيف تنظرون إلى هذه الخطوة؟

أعتقد أن كل الموقعين على تلك العريضة أو على الأقل أغلبيتهم، لا علم لهم بكل ما جرى في بداية التسعينات من القرن الماضي، ويجهلون تفاصيل حادثة اغتيال الشهيد آيت الجيد، وأن حامي الدين استغل موقعه كأستاذ جامعي ومسئول في جمعية كرامة، وقيادي في الحزب الحاكم لتوريط شخصيات لها وزنها ومكانتها في المشهد الحقوقي والسياسي بالمغرب.

إن من طبيعة الإسلاميين، أنهم يلتجئون دائما للمناورة والتمويه والتقية. ما يعاب على الموقعين أنهم وقعوا نفس البيان وبنفس الصيغة التي صاغ بها حامي الدين بيانه في القنيطرة بتاريخ 27 مارس. كما أن تلك العريضة لم تكن بأي شكل من الأشكال بيانا متوازنا لكي يجعلوننا نتفهم خطوتهم هاته.
لو كان هؤلاء الموقعون على العريضة منسجمون مع أنفسهم لوقعوا بيانا تضامنيا مع حامي الدين، لكن من الواجب الأخلاقي والحقوقي والإنساني كان عليهم أيضا أن يتضامنوا مع عائلة الشهيد ويطالبوا بفتح تحقيق نزيه وشفاف لكشف حقيقة اغتيال المناضل اليساري آيت الجيد محمد بنعيسى. لكن للأسف لم يفعلوا ذلك مما يجعلنا نطرح الف سؤال على خطوتهم تلك؟

مثلا، إني أعرف جيدا أحد الموقعين على العريضة، المسمى سعيد فكاك عن حزب التقدم والاشتراكية. سعيد فكاك يعرف الحقيقة كلها أو على الأقل جزءا منها. كان يشارك معنا في الحوار الوطني الفصائلى باسم طلبة التقدم والاشتراكية في حين كنت أمثل فيه- إلى جانب رفاقي بوستة، سعيد زريوح واقبالة- فصيل الطلبة القاعيين التقدميين. يعرف سعيد فكاك أن الحوار الوطني الفصائلي الذي شاركت فيه كل الفصائل التاريخية لأوطم جاء أساسا لإنقاذ الجامعة وأوطم ووضع حد للقتل الذي دشنته القوى الظلامية في الجامعة. سعيد فكاك درس في فاس ويعرف جيدا ما أقول، لكنه وقع العريضة في إطار ما يسمي التضامن الحكومي….. نعل الله السياسة عندما تكون بلا مبادئ…

نؤكد مرة أخرى، أننا لا نطالب إلا بمحاكمة مستقلة، عادلة وشفافة وأن تسمع المحكمة لكل المتورطين في حادثة اغتيال الشهيد بما فيهم حامي الدين، ولا يستثنى أحد بدعوى انتمائه إلى حزب حاكم (العدالة والتنمية) لأن في نظرنا لا أحد يعلو فوق العدالة.

نؤكد بان الدعوة حركتها العائلة والعائلة وحدها، ومن حقها أن تعرف الحقيقة وتعرف من قتل ابنها، ونحن معها في هذا الطلب لأننا شهود عيان الذين عاشوا المرحلة بكل تفاصيلها.

إني واثق بأن أغلبية الموقعين سيندمون عندما سيكتشفون هول الفاجعة، وأن بتوقيعاتهم هاته يبرؤون متهما قبل أن تقول العدالة كلمتها النهاية في هذا الملف، وهذا ما يتنافى حتى مع الأفكار التي يدافعون عليها وعلى رأسها الحق في الحياة. أما الحديث عن هيأة الإنصاف والمصالحة وتبرئتها لحامي الدين فلنا حديث آخر في الموضوع لا يتسع له هذا الحوار.

كلمة أخيرة :

نشكر "جريدة المستقل" على فتح هذا الجرح، ونتمنى أن يجد ملف الشهيد آيت الجيد طريقه إلى الحقيقة الكاملة…


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.