بالياريا تُطلق رسميًا خط طنجة – طريفة وتكشف موعد تشغيل باخرتين كهربائيتين    عملة "البيتكوين" المشفرة تنتعش وسط العواصف الاقتصادية العالمية    5 وفيات و7 إصابات في حصيلة أولية لانهيار منزل بالحي الحسني بفاس    فاس.. انهيار مبنى من ستة طوابق يخلف قتلى وجرحى واستنفاراً واسعاً للسلطات    الزلزولي يهدي بيتيس أول نهائي قاري    أمن تيكيوين يوقف مروجي مخدرات    تأجيل قضية محاكمة ناشطين بحراك فجيج    عامل إقليم الدريوش يترأس حفل توديع حجاج وحاجات الإقليم الميامين    اتحاد طنجة يضمن بقاءه في القسم الأول من البطولة الاحترافية    صدام إنجليزي في نهائي الدوري الأوروبي    سعر الذهب يتأثر باتفاق تجاري جديد    المغرب يقود إفريقيا الأطلسية نحو نيويورك    الصين وروسيا تجددان تحالفهما عبر إعلان مشترك شامل    أوروبا تكشف بضائع أمريكا المعاقبة    فتح تحقيق في ممارسات منافية للمنافسة في سوق توريد السردين الصناعي    أسبوع القفطان بمراكش يكرم الحرفيين ويستعرض تنوع الصحراء المغربية    أكاديمية المملكة تتأمل آلة القانون بين الجذور المشرقية والامتدادات المغربية    مواجهة حاسمة بين المغرب التطواني وشباب السوالم لتحديد النازل الثاني للقسم الوطني الثاني    لقاح ثوري للأنفلونزا من علماء الصين: حماية شاملة بدون إبر    الشعر الحساني النسائي حاضر في فعاليات الدورة ال18 لموسم طانطان 2025    خبراء: انضمام المغرب ل"بريكس" غير مستبعد    في عيد ميلاده الثاني والعشرين: تهانينا الحارة للأمير مولاي الحسن    وزير الأوقاف المغربي يقيم مأدبة غداء تكريما لوزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة    مجلس تزطوطين يستقبل مسؤولي التطهير السائل ويصادق على جدول أعمال دورة ماي    انتخاب الكاردينال الأمريكي بريفوست بابا جديدًا للفاتيكان    المستشارون يدعون إلى تعديل خريطة الاختصاصات بين المركز والجهات    بعد إسقاط باكستان لرافال الفرنسية.. واشنطن تراقب أداء الطائرات الصينية المستعملة في الحرب مع الهند    وزير التشغيل والكفاءات يكشف إجراءات تفعيل العمل عن بعد بالمغرب    مكتب السياحة يسعى للحصول على تصنيف "China Ready" لاستقطاب السياح الصينيين    كرة القدم داخل القاعة لأقل من 19 سنة.. المنتخب المغربي يتعادل مع نظيره الإسباني (6-6)    "الأحمر" ينهي تداولات بورصة البيضاء    انتخاب الكاردينال الأمريكي بريفوست بابا جديدًا للفاتيكان    أتاي مهاجر".. سفير الشاي المغربي يواصل تألقه في "معرض ميلانو" ويعتلي عرش الضيافة الأصيلة    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة        «أول مرة»… مصطفى عليوة يطلق عرضه الكوميدي الأول ويعد الجمهور بليلة استثنائية من الضحك    انفجار في مدينة لاهور الباكستانية وإسقاط مسيرة هندية    الأميرة للا حسناء تقيم بباكو حفل شاي على شرف شخصيات نسائية أذربيجانية من عالم الثقافة والفنون    محكمة الاستئناف بالرباط تُخفض عقوبة النقيب محمد زيان    أشرف حكيمي يدوّن اسمه في التاريخ ويصبح المدافع الأكثر تأثيرًا هجوميًا بدوري الأبطال    البرلمان يناقش رئيس الحكومة حول إصلاح وتطوير المنظومة التعليمية    أبريل 2025 ثاني أكثر الشهور حرارة عالميا    وداديون يحتفون بحلول الذكرى ال88 لتأسيس النادي    منصات المخزون والاحتياطات الأولية.. بنيات جهوية موجهة للنشر السريع للإغاثة في حال وقوع كوارث    الصين توقف استيراد الدواجن من المغرب بعد رصد تفشي مرض نيوكاسل    السيد ماهر مقابلة نموذج رياضي مشرف للناشطين في المجال الإنساني    لجنة: زيادة مرتقبة للأطباء الداخليين    زيان قبل الحكم: قول الحق صعب.. والحق لم يترك لعمر صديق    الغربة والذياب الجائعة: بين المتوسط والشراسة    فنانون مغاربة يباركون للأمير مولاي الحسن عيد ميلاده ال22    لهذا السبب .. الأقراص الفوّارة غير مناسبة لمرضى ارتفاع ضغط الدم    مكناس تبدأ في بناء محطة قطار حديثة بتكلفة 177 مليون درهم    دراسة علمية تكشف قدرة التين المغربي على الوقاية من السرطان وأمراض القلب    تشتت الانتباه لدى الأطفال…يستوجب وعيا وتشخيصا مبكرا    إرشادات طبية تقدمها الممرضة عربية بن الصغير في حفل توديع حجاج الناظور    كلمة وزير الصحة في حفل استقبال أعضاء البعثة الصحية    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تورط حامي الدين في مقتل أيت الجيد
نشر في شعب بريس يوم 08 - 04 - 2013

وعيا منها بضرورة استجلاء الحقيقة الكاملة وتفعيل العدالة في ملف اغتيال آيت الجيد محمد بنعيسى، فتحت جريدة "المستقل" حوارا مع سعيد العمراني، أحد المسؤولين الوطنين لفصيل الطلبة القاعديين التقدميين إبان فترة اغتيال آيت الجيد محمد بنعيسى وأحد رفاقه.

ونظرا لما ورد في الحوار من معلومات بشأن قضية اغتيال ايت الجيد محمد بنعيسى، والتي طفت على واجهة الاخبار الصحافية هذه الايام، بعد مطالبة عائلة القتيل وأصدقاؤه بمحاكمة المتورطين في عملية الاغتيال وعلى رأسهم حامي الدين، القيادي في حزب العدالة والتنمية، فإننا ننشر نص الحوار كاملا تعميما للفائدة.

خرج حامي الدين عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية ببيان جاء فيه بأن "حياته كانت في خطر يوم الأربعاء 27 مارس، بحيث واجهه أشخاص غرباء على حد تعبير البيان، رافعين في وجهه لافتات ورقية تشهر باسمه وتتهمه بتورطه في حادث مقتل آيت الجيد قبل أزيد من 20 سنة". بصفتكم أحد رفاق آيت الجيد كيف تقيمون هذا الحدث؟

أولا يمكن الإشارة بأن بيان حامي الدين تنطبق عليه عبارة "ضربني واشكا اسبقني وابكا". حامي الدين متهم باغتيال آيت الجيد وإن محاضر الشرطة والشهود تثبت ذلك. أما عائلة الشهيد ورفاقه لا يطالبون من القضاء إلا فتح تحقيق جدي ونزيه مع جميع المتهمين المتورطين بطريقة أو أخرى في تلك الجريمة بدون استثناء، بما فيهم حامي الدين، لأن هذا الأخير سبق له أن تم اعتقاله في نفس الملف ويعرف جيدا حقائق ما جرى، بالرغم أنه كذب على القضاء لكي يخفف الحكم عليه آنذاك، عندما صرح كذبا عند اعتقاله وأمام العدالة بأنه كان طالبا قاعديا.

أعتقد أن مشاركة حامي الدين في ندوة في الجامعة الآن بالضبط، هو استفزاز للطلبة ولرفاق آيت الجيد وتحدي لهم. لم أكن حاضرا في جامعة القنيطرة يوم 27 مارس لأعرف تفاصيل ما حدث، لكن أعتقد بأن الطلبة القاعديين احتجوا على حضور متهم بقتل رفيقهم المناضل اليساري القاعدي التقدمي آيت الجيد محمد بنعيسى، بطرق سلمية وهذا ما يؤكده حتى بيان حامي الدين نفسه عندما أشار بان "بعض المجهولين رفعوا لافتات ورقية" ولا شيء غير "الورقية".

بصفتكم أحد مسؤولي الطلبة القاعديين آنذاك من في نظركم قتل آيت الجيد؟

أؤكد بأن الشهيد آيت الجيد قتلته الإصلاح والتجديد (العدالة والتنمية الآن) والعدل والإحسان بتواطؤ مكشوف مع السلطات.

أولا، إن هاذين التنظيمين الإسلاميين سبقا لهما ان نسقا مع بعضهما البعض في غزوتهما ضد الجامعة المغربية من اجل "تحريرها من القاعديين". هذا التنسيق استمر طيلة التسعينات، و أن الهجمات المنظمة ضد العديد من المواقع الجامعية سنتي 91/92 و 92/93 تؤكد ما أقول. و أن هذه الهجمات أسفرت عن اختطاف الشهيد المعطي بوملي و قطع شرايينه حتى استشهد و هو ينزف دما، واختطاف المناضل سعيد الفارسي، وحجزه لمدة أسبوع من طرف الإصلاح و التجديد بوجدة في أكتوبر 1991. (وسعيد الفارسي لا زال حيا يرزق إن أراد أحدا أن يسمع شهادته).

ثانيا، في فاس نظم هجوما تثريا فجرا على الحي الجامعي بتاريخ 25 أكتوبر 1991، والطلبة نيام، فكسر فك وساق الرفيق نور الدين جرير وضرب وجرح العديد من الطلبة.

ثالثا، أنا شخصيا وأحد رفاقي (موحا محمد) حكمت علينا العدل والإحسان بالإعدام. وتنفيذا ل"حكمهم" تم طعن الرفيق موحا بالسكين مباشرة بعد أن انهينا نقاشا في أحد مدرجات كلية الآداب بتطوان كما هاجمتنا عناصر لا علاقة لها بالكلية يوم 25 فبراير 1990/1991، بفيلقين عسكريين، ثم استمرت مطاردة الطلبة في الشوارع والمقاهي والبيوت وحتى في المدن المجاورة لتطوان.

شخصيا نصب لي كمين رفقة خمسة مناضلين آخرين (أحمد القبيل، أحمد القبالي ونعيم الرحموني ورشيد العشاب وعبد السلام من العرائش) قرب محطة طنجة، من طرف عصابة إسلاموية يتجاوز عددها 70 فردا طاردونا في الشوارع وضربونا بالسلاسل وسلبت منا أمتعتنا وفلتنا بأعجوبة من تلك المصيدة الفاشية. محاضر الشرطة بطنجة وثقت كل ما حدث لكنها لم تقم بأي إجراء لاعتقال المعتدين. كما أن الخبر أوردته جريدة المسار آنذاك.

رابعا، إن الشرطة تواطأت مع هاذين التنظيمين من أجل وضع حد لسيطرة القاعديين على الجامعة. فهدف النظام آنذاك كان واضحا هو خلق نوع من التوازن بين اليسار والإسلاميين.

كل هذه الجرائم والفتاوى وحتى التداريب على فنون القتال في واد لاو، نواحي تطوان، وغيرها، مرت أمام مرأى ومسمع المسئولين الأمنيين لكنهم لم يحركوا ساكنا بل ظلوا متفرجين بل حتى متآمرين. الإسلاميون "كيسلخوا والبوليس يعتقل" (حالة الرفيق نور الدين جرير مثلا الذي حوكم بعد تعرضه لمحاولة قتل حقيقية ب 10 سنوات سجنا نافذة، وحالة الرفيق الخمار رفيق الشهيد بنعيسى الذي انزل من سيارة طاكسي وعذب تعذيبا وانتهى باعتقاله ومحاكمتة بسنتين سجنا نافذة) .

وما حقيقة انخراط حامي الدين في عملية اغتيال الشهيد آيت الجيد بنعيسى؟

حامي الدين من الأسماء التي وردت في محاضر الشرطة وسبق له أن اعتقل وكذب عن العدالة، عندما صرح أنه كان طالبا قاعديا، ليبرئ نفسه من دم الشهيد بنعيسى، علما أنه كان مسئولا لتيار الإصلاح والتجديد/ العدالة والتنمية الآن.

وبكوني أحد المسئولين الوطنيين للطلبة القاعديين التقدميين آنذاك، أشهد أن حامي الدين لم يكن يوما طالبا قاعديا ولا متعاطفا معهم بل كان عدوهم وخصمهم السياسي.

على حامي الدين أن يعترف لماذا كذب على العدالة أولا.

لأنه لم يكن قاعديا أبدا، بل كان طالبا نشيطا في صفوف طلبة الإصلاح والتجديد. لهذا السبب بالضبط نحن رفاق وأصدقاء الشهيد نطالب بإعادة فتح تحقيق جدي حول عملية الاغتيال ومعاقبة القتلة سواء كانوا منفذين أو مخططين. ومعاقبة من موه وكذب على العدالة، عملا بمبدأ عدم الإفلات من العقاب.

ثانيا، هناك شهود أبرزهم الخمار الحديوي الذي كان صحبة آيت الجيد في سيارة الأجرة التي تعرضت للهجوم و الخمار ذكر أمام المحكمة أسماء القتلة بالاسم و من بينهم حامي الدين.

ثالثا، هناك شهادة سائق الطاكسي الذي أدلى بشهادته للشرطة ورسم لها كيف مرت الجريمة وكيف تم الهجوم ومن شارك فيه.

رابعا، كان هناك شرطي بلباس رسمي قريب من مسرح الجريمة، فبعد أن تمت تصفية آيت الجيد صرح "يالله صافي امشيو فحالكم"، وهذا دليل عن تورط الشرطة في هذا الحدث الأليم.

خامسا، إن السلطة متورطة لأنها لم تعطي العلاجات الضرورية للشهيد والصور تشهد بأن الشهيد لم يتلقى العلاجات الضرورية (لا أوكسجين ولا دواء ولا عملية جراحية، بل أهملوه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة). ومتورطة أيضا في عملية تهريب جثة الشهيد من فاس إلى طاطا، دون إخبار العائلة ولا رفاقه ولا الجمعية المغربية لحقوق الإنسان التي كان ينتمي إليها. وظل قبر الشهيد مجهولا أكثر من عقد من الزمن.

ما السر إذن وراء استثناء حامي الدين من المتابعة، رغم ظهور قرائن تؤكد تورطه في اغتيال الطالب القاعدي بنعيسى؟

المحكمة استدعت بعض المتهمين في الملف مؤخرا، أعتقد أن وجود العدالة والتنمية على رأس الحكومة ووزارة العدل تحديدا عرقل التحقيق، وحال دون استدعاء والاستماع لحامي الدين. لكن الحقيقة سترى النور عاجلا أم آجلا.


هل تجزمون بأن حامي الدين قتل آيت الجديد؟

أجزم أن حامي الدين متورط في عملية القتل وعلى العدالة إثبات دوره بالضبط في هذه الجريمة.

حمل حامي الدين القيادي في حزب "‘العدالة والتنمية"' المسؤولية الكاملة لما تعرض أو قد يتعرض له في المستقبل إلى "الجهات التي تشن ضده الآن حملة إعلامية مسعورة مليئة بالتحريض والتشهير وشحن النفوس".

نحن كرفاق الشهيد نقف إلى جانب عائلته في محنتها و التي تطالب بفتح تحقيق جدي، مستقل ونزيه حول جريمة مقتل بنعيسى من أجل معرفة كل الحقيقة حول هذا الملف. أين التشهير في هذا؟ أين هو التحريض الذي يتحدث عنه حامي الدين في كل هذا؟

على كل أطمئن حامي الدين بأنه لن يتعرض لأي أذى، لأن التاريخ شاهد على أن الذي يقتلون هم الإسلاميون الظلاميون و ليس اليسار. الإسلاميون هم الذين سبق لهم أن قتلوا عمر بنجلون والمعطي بوملي وآيت الجيد في المغرب، كما سبق لهم أن اغتالوا رموزا للفكر في لبنان كحسين مروة ومهدي عامل، وفرج فودة في مصر وأخيرا وليس آخرا اغتالوا المناضل اليساري التونسي البارز شكري بلعيد. ولذلك أتحدى الإسلاميين أن يثبوا للعالم أن اليسار قتل إسلاميا واحدا مغربيا كان، أو مغاربيا. إذن أقول لحامي الدين لا حاجة للتهويل والتضليل.


ربما حامي الدين يقصد الحملة التي تشنها الأصالة والعاصرة ضد حزب العدالة و التنمية؟

هذا شأنهم، نحن كرفاق وأصدقاء الشهيد نرفض رفضا قاطعا أي استغلال سياسي من طرف أي حزب كان لملف الشهيد. ونتعهد بالتصدي لكل من سولت له نفسه الاتجار بهذا الملف واستعماله لأغراض سياسية كان "البام" أو غيره. نحن وعائلة الشهيد لا نطالب إلا بفتح تحقيق قضائي جدي ونزيه ومستقل حول جريمة قتل أودت بحياة شاب ذكي وفي مقتبل العمر. وأنه من حقنا أن نعرف الحقيقة الكاملة حول هذه الجريمة ومدبريها.

لماذا إذن هذا التحرك في هذه الظرفية وفي هذه السنة بالضبط على ملف آيت الجيد؟

أولا ليس هي المرة الأولى التي تنظم فيها ذكرى استشهاد الشهيد بن عيسى، فرفاقه في الجامعة يخلدون ذكرى اغتياله كل سنة. كما أعتقد أنكم على علم بأنه سنة 2007، تشكلت بفاس لجنة لمتابعة ملف الشهيد وكان منسقها الرفيق علي القيطوني الإدريسي. تلك اللجنة نظمت عدة لقاءات تواصلية ومهرجانات. كما نظمت قافلة تضامنية من فاس إلى طاطا عندما اكتشف لأول مرة قبر الشهيد.

أشير فقط أن السنة الماضية أي في مارس 2012، تشكلت لجنة أخرى من رفاق وأصدقاء الشهيد في القصر الكبير وخلدت ذكرى الشهيد ونظمت بالمناسبة مهرجانا كبيرا حضرته العديد من الفعاليات السياسية والنقابية والجمعوية.

أما لماذا هذه السنة، فأعتقد أن اللجنة المنظمة لتخليد الذكرى في الرباط، وضحت ما فيه الكفاية في الندوة الصحفية التي نظمتها صباح يوم السبت 23 مارس المنصرم، لكل الحاضرين صحفيين ومهتمين ومناضلين، دلالات ومغزى تنظيم الذكرى العشرين لاغتيال الشهيد وتبرأت من كل استغلال سياسوي لها، بل أكدت جليا على أن تخليد الذكرى العشرينية بهذه الطريقة تتحكم فيه عدة معطيات أبرزها:

- مرور 20 سنة عن الاغتيال دون أن تظهر الحقيقة بعد.

- ان الدولة و مؤسسة القضاء لم يقوما بدورهما كاملا للكشف عن المجرمين الحقيقيين منفذين كانوا أم مخططين.

- إن المتهمين بالقتل وصلوا اليوم إلى سدة الحكم في عدة بلدان (مصر و تونس) ويتقاسمون الحكم في المغرب.

- إن تونس الجارة، شهدت مؤخرا اغتيالا سياسيا مماثلا ذهب ضحيته القائد اليساري البارز الشهيد شكرى بلعيد. ويبقى المتهم هو دائما نفس المجموعات الظلامية المتطرفة.

- إن تخليد الذكرى العشرينية هذه تتزامن مع حراك مغربي ومغاربي وعربي أسفر إلى حدود اليوم عن سقوط بعض الأنظمة في المنطقة.

- إن الدول التي، نجحت فيها الثورات، بدأت فيها اصطفافات سياسية واضحة بين صف يميني رجعي ومحافظ، من جهة، وصف يساري تقدمي وحداثي من جهة ثانية. علينا إذن أخذ العبر من كل ما يحدث قبل فوات الأوان.

كما أعتقد انه من حق رفاق الشهيد أن يخلدوا بشكل جماعي ذكرى شهيد عزيز عليهم جميعا، و أن يلتقوا لتجديد العهد للشهيد ولعائلته لمواصلة النضال حتى تشرق شمس الحقيقة كاملة و معاقبة القتلة و معرفة حيثيات ذلك الاغتيال الشنيع الذي اقترفته المجموعات الظلامية في واضحة النهار ومطالبة النظام للكشف عن أولئك الذي أعطوا الأوامر لاختطاف جثة الشهيد وتهريبها ليلا من فاس إلى طاطا ومعاقبتهم دون علم لا عائلته ولا رفاقه.

نجح حامي الدين في تعبئة العديد من الحقوقيين والسياسيين وحشدهم لدعمه في هذا الملف الذي يسميه هو بالتحريض والتشهير، كيف تنظرون إلى هذه الخطوة؟

أعتقد أن كل الموقعين على تلك العريضة أو على الأقل أغلبيتهم، لا علم لهم بكل ما جرى في بداية التسعينات من القرن الماضي، ويجهلون تفاصيل حادثة اغتيال الشهيد آيت الجيد، وأن حامي الدين استغل موقعه كأستاذ جامعي ومسئول في جمعية كرامة، وقيادي في الحزب الحاكم لتوريط شخصيات لها وزنها ومكانتها في المشهد الحقوقي والسياسي بالمغرب.

إن من طبيعة الإسلاميين، أنهم يلتجئون دائما للمناورة والتمويه والتقية. ما يعاب على الموقعين أنهم وقعوا نفس البيان وبنفس الصيغة التي صاغ بها حامي الدين بيانه في القنيطرة بتاريخ 27 مارس. كما أن تلك العريضة لم تكن بأي شكل من الأشكال بيانا متوازنا لكي يجعلوننا نتفهم خطوتهم هاته.
لو كان هؤلاء الموقعون على العريضة منسجمون مع أنفسهم لوقعوا بيانا تضامنيا مع حامي الدين، لكن من الواجب الأخلاقي والحقوقي والإنساني كان عليهم أيضا أن يتضامنوا مع عائلة الشهيد ويطالبوا بفتح تحقيق نزيه وشفاف لكشف حقيقة اغتيال المناضل اليساري آيت الجيد محمد بنعيسى. لكن للأسف لم يفعلوا ذلك مما يجعلنا نطرح الف سؤال على خطوتهم تلك؟

مثلا، إني أعرف جيدا أحد الموقعين على العريضة، المسمى سعيد فكاك عن حزب التقدم والاشتراكية. سعيد فكاك يعرف الحقيقة كلها أو على الأقل جزءا منها. كان يشارك معنا في الحوار الوطني الفصائلى باسم طلبة التقدم والاشتراكية في حين كنت أمثل فيه- إلى جانب رفاقي بوستة، سعيد زريوح واقبالة- فصيل الطلبة القاعيين التقدميين. يعرف سعيد فكاك أن الحوار الوطني الفصائلي الذي شاركت فيه كل الفصائل التاريخية لأوطم جاء أساسا لإنقاذ الجامعة وأوطم ووضع حد للقتل الذي دشنته القوى الظلامية في الجامعة. سعيد فكاك درس في فاس ويعرف جيدا ما أقول، لكنه وقع العريضة في إطار ما يسمي التضامن الحكومي….. نعل الله السياسة عندما تكون بلا مبادئ…

نؤكد مرة أخرى، أننا لا نطالب إلا بمحاكمة مستقلة، عادلة وشفافة وأن تسمع المحكمة لكل المتورطين في حادثة اغتيال الشهيد بما فيهم حامي الدين، ولا يستثنى أحد بدعوى انتمائه إلى حزب حاكم (العدالة والتنمية) لأن في نظرنا لا أحد يعلو فوق العدالة.

نؤكد بان الدعوة حركتها العائلة والعائلة وحدها، ومن حقها أن تعرف الحقيقة وتعرف من قتل ابنها، ونحن معها في هذا الطلب لأننا شهود عيان الذين عاشوا المرحلة بكل تفاصيلها.

إني واثق بأن أغلبية الموقعين سيندمون عندما سيكتشفون هول الفاجعة، وأن بتوقيعاتهم هاته يبرؤون متهما قبل أن تقول العدالة كلمتها النهاية في هذا الملف، وهذا ما يتنافى حتى مع الأفكار التي يدافعون عليها وعلى رأسها الحق في الحياة. أما الحديث عن هيأة الإنصاف والمصالحة وتبرئتها لحامي الدين فلنا حديث آخر في الموضوع لا يتسع له هذا الحوار.

كلمة أخيرة :

نشكر "جريدة المستقل" على فتح هذا الجرح، ونتمنى أن يجد ملف الشهيد آيت الجيد طريقه إلى الحقيقة الكاملة…


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.