حذر خبراء أمريكيون من أن الولاياتالمتحدة ترتكب "خطأ جسيما" في حال سوء تقييمها لقدرة الدولة الإسلامية على شن أو إلهام البعض بارتكاب هجمات فوق الأراضي الأمريكية.
وأضاف توماس ساندرسون، خبير أمني ومدير مشروع الدراسات حول التهديدات عبر الوطنية بمجموعة التفكير (سانتر أوف ستراتيجيك آند إنترناشيونال ستاديز)، في مقال تحليلي بصحيفة (دو هيل) نشرته اليوم الثلاثاء، أن "الدولة الإسلامية تسعى لاستقطاب مقاتلين أمريكيين إلى صفوفها".
ولاحظ السيد أندرسون أن "الجماعة الإرهابية قد حققت إنجازات مهمة بالعراق وسوريا وذلك بغض النظر عن التصريحات العدائية التي اعتمدتها"، مبرزا التقدم "البطيء ولكنه أكيد" الذي حققته المجموعة والذي مكنها من التوفر على ملاذات آمنة لشن أو إلهام هجمات ضد الولاياتالمتحدة.
وأضاف أن المجموعة المتطرفة تمكنت من السيطرة على أسلحة وأموال كثيرة خلال توغلها في العديد من المدن والمحافظات العراقية، مشيرا إلى أن هذه "المكاسب" سهلت تجنيد العديد من الأتباع.
واعتبر الخبير الأمني أن الهدف الحالي للدولة الإسلامية هو إحكام قبضتها على العراق بهدف ضمان "مصدر مستدام للدخل لتمويل أنشطتها الإجرامية".
وفي نفس السياق، أشار فريديريك ويهري، الباحث في مجموعة التفكير الأمريكية (كارنيغي إندومنت فور بيس)، إلى أن الدولة الإسلامية تجند أشخاصا ذوي خبرة تقنية قادرة على المساعدة في صناعة القنابل.
ولاحظ أن متمردي الدولة الإسلامية يقومون حاليا "بإنشاء مخيمات ووضع شبكات سرية للتدريب من أجل شن هجمات ضد الولاياتالمتحدة".
وكانت رئيسة لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، ديان فاينستاين، قد ذكرت، يوم الجمعة الماضية، أن الدولة الاسلامية تركز حاليا على تجنيد مقاتلين استعدادا لإرسالهم إلى الدول الغربية لتنفيذ هجمات إرهابية.
وفي نفس الإطار، أشار مايكل ماكول، رئيس لجنة الأمن الداخلي إلى أن الدولة الإسلامية تقوم حاليا بإنشاء "ملاذ للإرهابيين"، والذي سيمكنها من شن هجماتها.
من جانبه، أكد مسؤول آخر في الاستخبارات الأمريكية، أمس الاثنين، أن قادة الدولة الإسلامية يسعون إلى "المواجهة المباشرة" مع الولاياتالمتحدة.
وقد شنت القوات الأمريكية غارات جوية يوم الجمعة الماضي ضد مواقع للدولة الإسلامية في مدينة أربيل العراقية خاصة من أجل وقف زحفها ولضمان أمن الموظفين الأمريكيين.
ولم تحدد الرئاسة الأمريكية المدة الزمنية لهذه العمليات، ولكن وسائل إعلام محلية بدأت تتساءل حول تأثيرها وقدرتها على ردع متطرفي الدولة الاسلامية الذين يسيطرون حاليا على أجزاء كبيرة من البلاد.
وفي هذا الإطار، أشارت صحيفة (وول ستريت جورنال) إلى أن التأثير "المتواضع" للغارات الجوية يشكل "معضلة استراتيجية" للرئيس باراك أوباما الذي عليه أن يختار بين الحد من العمليات الأمريكية في العراق عند تحقيق الأهداف المسطرة أو توسيع الدور الأمريكي للتغلب على متطرفي الدولة الإسلامية الذين هددوا بمهاجمة الأمريكيين.