وافقت الحكومة الألمانية الثلاثاء على استقبال حارس سابق لمعسكر اعتقال إبان النازية قتل فيه أكثر من 6000 شخص، أمرت السلطات الأميركية بترحيله بعد إسقاط الجنسية عنه. وقالت وزارة الخارجية الألمانية أنها قبلت استقبال المواطن الأوكراني السابق ياكيف بالي (95 عاما) انطلاقا من "واجبها الأخلاقي" بعد طرده من الولاياتالمتحدة الاثنين، وقالت أن برلين شعرت أنها ملزمة بقبوله بسبب جرائم النازية. وذكرت الوزارة أن "الولاياتالمتحدة ضغطت مرارا على ألمانيا لقبول بالي" إلا أنها قاومت لفترة طويلة لأنه ليس مواطنا ألمانيا . وأضافت أن "الإدارة الأميركية وأعضاء مجلس الشيوخ والكونغرس وممثلين للمجتمع اليهودي في الولاياتالمتحدة يصرون على أن الأشخاص الذين خدموا النظام النازي يجب أن لا يكونوا قادرين على أن يعيشوا سنواتهم الأخيرة في سلام في البلد الذي يختارونه". ويبدو أن برلين كذلك تقدم بادرة دبلوماسية على خلفية التوتر بين ضفتي الأطلسي بسبب التجارة والإنفاق الدفاعي، في هذه القضية التي وصفها البيت الأبيض بأنها "أولوية قصوى". وأخفى بالي ماضيه النازي عن مسؤولي الهجرة عندما انتقل للعيش في الولاياتالمتحدة عام 1949، بحسب وزارة العدل الأميركية. وأصبح مواطنا أميركيا في 1957. وأشاد افرايم زوروف رئيس تعقب النازيين في مركز مركز سايمون فيزنتال في القدس ب"مثابرة وإخلاص" السلطات الأميركية في جهودها لترحيل بالي. وحاولت واشنطن ترحيل بالي لعدة سنوات. ويعيش في كوينز في نيويورك منذ 1949. واعترف بالي، الذي ولد في منطقة كانت ببولندا انذاك واصبحت في اوكرانيا حاليا، الى المسؤولين الفدراليين في 2001 بأنه تلقى تدريبات كحارس نازي عام 1943، بحسب وزارة العدل. وقرر قاض فدرالي سحب الجنسية منه في غشت 2003 وفي العام الذي تلاه أمر قاض اخر متخصص في قضايا الهجرة بترحيله إلى أوكرانيا أو بولندا أو ألمانيا أو أي بلد آخر يقبل به. واستغرقت الجهود الدبلوماسية الأميركية 14 عاما قبل أن تقبل برلين استقباله. وكان آخر مجرم حرب نازي مفترض تم ترحيله من الولاياتالمتحدة إلى ألمانيا عام 2009 هو جون ديميانيوك الذي عمل حارسا في معتقل سوبيبور في بولندا. وحكمت عليه محكمة ألمانية بالسجن خمس سنوات في عام 2011. لكنه توفي العام التالي.