زار عبد الرحيم شيخي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح ومستشار عبد الإله بنكيران السابق، الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، وأحد أكبر مصدري فتاوى القتل والدعوة للإرهاب في سوريا والعراق وليبيا. وتأتي هذه الزيارة في إطار رحلة غير واضحة المعالم يقوم به القيادي الإسلامي إلى الدوحة، عاصمة ما يسمى الربيع العربي، وداعمة الفوضى بالمال والسلاح والمنظومة الإعلامية الكبير التي تتوفر عليها، ناهيك عن مراكز الدراسات، التي زار بعضها شيخي. والعلاقة بين التوحيد والإصلاح والقرضاوي ليست جديدة، فهو منذ زمن بعيد يعتبر المرشد الروحي للتنظيمات المحسوبة على الإخوان المسلمين ومن بينها حركة التوحيد والإصلاح، التي تحتضن مقر منتدى الوسطية بإفريقيا، الذي هو العنوان الذي ينشط تحت التنظيم الإفريقي للإخوان. وكانت الحركة قدمت البيعة للقرضاوي في أكثر من مناسبة، وجددتها علانية في فبراير من سنة 2011 أثناء انعقاد مؤتمر "تلاميذ وأصحاب يوسف القرضاوي"، الذي اعتبره إمام الأمة وفقيه العصر بلا منازع. القرضاوي يتقن جيدا ركوب الموجات لكن نزواته الصغيرة لم تترك له الفرصة ليكون زعيما محترما، فهو زعيم من الكارتون حيث استأسد على الآخرين بقناة الجزيرة القطرية التي يعبد دولتها الراعية ويحاول أن يظهر بمظهر الشيخ المجدد من خلال جمعية سماها الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين الذي جمع فيه طلبة الدراسات الإسلامية والشريعة وبعض قيادات الحركات الإسلامية، والقرضاوي يريد أن يكون سلطانا وهو في أرذل العمر من خلال الجمع بين سلطتي الدين والإعلام وخدمة الديوان الأميري. وسبق لقياديين في الحركة أن قاموا بدور "القوادة" في قضية تزويج الشيخ المتصابي ببنت مغربية في عمر أصغر حفيداته وسهر على الزواج قياديون بارزون ووزراء حاليون تبركا بفحولة شيخ "الثورة" والثروة، حيث يعيش في عالم مخملي بجوار الديوان الأميري. يبقى السؤال لماذا حج شيخي إلى كعبة الربيع العربي؟ ماذا يدور في ذهن الحركة بعد الضربات التي تلقاها حزب العدالة والتنمية في الحكومة؟، هل هناك محاولة لتجديد صيغة الربيع العربي المدمر؟.