سجل التاريخ أن مختلف المصالح الأمنية بالمغرب، لا تفتري على أي أحد ولا تلصق أي اتهام ، ولا تسقط أي شبهة محتملة بأي شخص ، إلا إذا ثبتت شبهة جرم، أو تورطٌ في ارتكاب جريمة أو انتماء لشبكة إجرامية وطنيا أو دوليا، سياق هذا الكلام جاء على إثر ترحيل مواطنين مغاربة من طرف السلطات التركية يومي 5 و6 نونبر الجاري والبالغ عددهم 40 شخصا، والذي كان مادة إعلامية استندت على معطيات خاطئة و روجت أخبارا زائفة ، ومغالطات عارية من الصحة. واستغلالا لهذه الواقعة كثرت المزاعم والادعاءات التي تم الترويج لها بشأن ترحيل هؤلاء المواطنين المغاربة، وتفننت بعض وسائل الإعلام ، ومنها على الخصوص الأجنبية في نشر معلومات خاطئة مفادها أن " المواطنين المغاربة الذين تم ترحيلهم يومي 5 و 6 نونبر الجاري من طرف السلطات التركية كانوا يحملون أفكارا جهادية ويرغبون في الالتحاق بمعسكرات القتال التابعة لتنظيمات إرهابية". وكشفت مصادرنا أنه بمجرد ولوج هؤلاء المرحلين من تركيا إلى أرض الوطن، باشرت المصالح الأمنية إجراءاتها المعهودة في مثل هاته الحالات حيث تم الاستماع إليهم والتحقيق معهم من طرف المصالح والأجهزة الأمنية المختصة بهذه القضايا. وتم ذلك باحترام لشكليات وشروط وتقنيات الاستماع للموقوفين، فلم يثبت أو يتبين للمصالح الأمنية وجود أي شبهة تتعلق بالانتماء لجماعة إرهابية أو حمل أفكار إرهابية أو "داعشية" فما كان من المصالح المعنية إلا أن تقوم بواجبها اتجاه هذه النازلة، وتمت إحالتهم على النيابة العامة المختصة من أجل التقرير في جنحة الهجرة غير الشرعية باعتبارها جنحة عادية. وشددت مصادرنا أنه حرصا من المصالح الأمنية على التصدي لكل ما من شأنه أن يمس بنزاهة وكفاءة وقدرة وحياد المصالح الأمنية المغربية، أصدرت بلاغا في الموضوع صادر عن الإدارة العامة للأمن الوطني بالمغرب، أنه تصويبا لهذه الأخبار الزائفة ، والمغالطات العارية من الصحة ، فإن مصالح الأمن الوطني تؤكد أن الأبحاث والتحريات المنجزة مع الأشخاص الذين تم ترحيلهم من تركيا على مرحلتين ، والبالغ عددهم أربعين شخصا ، أوضحت أن الأمر يتعلق بمرشحين للهجرة غير المشروعة ، كانوا يرغبون في التسلل إلى أوربا مرورا بالأراضي التركية. ونفت بذلك المصالح الأمنية صحة الخبر الذي تم تداوله وعلى الخصوص من طرف الإعلام الأجنبي، معلنة أن الخبر عار من الصحة وأن مصالحها خلصت إلى أن المرحلين من تركيا ماهم إلا أشخاص كانوا ينتظرون فرصة المرور إلى الديار الأوربية عن طريق الهجرة السرية، ولم يتوفقوا في مسعاهم.