أوضح مولاي الطيب الشرقاوي، وزير الداخلية، أن هناك علاقة وطيدة بين تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي وبين تجارة المخدرات الرائجة بمنطقة الساحل الصحراوي موضحا أنه لا يمكن مزاولة أنشطة من هذا النوع دون مباركة التنظيم الإرهابي في المنطقة التي يسيطر عليها. وأشار الشرقاوي، في ندوة صحفية عقدها زوال أمس الجمعة بمقر الوزارة، أن مباركة القاعدة لهذه الأنشطة هو رغبة في الحصول على الدعم والتمويل لأنشطته الإرهابية مبينا أن من بين الوسائل التي تم اللجوء إليها في تجارة المخدرات هي استعمال الطائرات الخفيفة مدللا على تنامي هذا النوع من الأنشطة كون المصالح الأمنية رصدت خلال السنة الأخيرة 20 حالة اختراق للمجال الجوي المغربي تمت عن طريق طائرات قادمة من إسبانيا مؤكدا أن هذا الأمر تتابعه السلطات الأمنية بحزم كبير،وبتنسيق مع السلطات الاسبانية ويشمل التعاون بين البلدين محاربة الهجرة السرية وتجارة المخدرات. وقد جاءت تصريحات الطيب الشرقاوي إثر تفكيك السلطات الأمنية لشبكة دولية للاتجار في المخدرات،وكانت مصالح الأمن الوطني تمكنت من تفكيك شبكة إجرامية خطيرة داخل التراب الوطني ولها امتدادات بأمريكا اللاتينية وأوروبا وإفريقيا ، تقوم بترويج المخدرات القوية (الكوكايين) ومادة الشيرا،وكذا تصديرها إلى أوروبا بواسطة وسائل النقل البرية والبحرية والجوية. وكان بلاغ لوزارة الداخلية ذكر أن التحريات الأمنية في هذا الصدد ، قد مكنت من إلقاء القبض على سبعة عناصر من بينهم إسبانيان ينتمون إلى هذه العصابة الإجرامية وبحوزتهم مبالغ مالية مهمة من العملة الأجنبية والمغربية،وكذا سيارات كانت تستعمل في ترويج المخدرات القوية بالمغرب، وكميات من الكوكايين ومخدر الشيرا وقنابل مسيلة للدموع . كما أفادت نفس التحريات أن عناصر هذه الشبكة التي يديرها مجرمون من جنسيات أجنبية تمكنت من نقل كميات مهمة من مادة الكوكايين من مالي وإدخالها إلى المغرب فيما قامت بتصدير الباقي إلى بلدان أوروبية، كما قامت بتهريب مبالغ مهمة من العملة الأجنبية إلى الخارج. وأشار البلاغ إلى أن التحريات أكدت أيضا أن هذه الشبكة الإجرامية العابرة للحدود جعلت من مالي قاعدة لأعمالها الإجرامية بتواطؤ مع العناصر الإرهابية المنتمية لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. قال الطيب الشرقاوي ":لقد تأكد أن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تقدم الدعم اللوجيستي وتؤمن نقل المخدرات بمنطقة الساحل،وهكذا فإن المعطيات المتوفرة تفيد بأن عناصر القاعدة قد قاموا في نونبر 2009 بخفر شاحنة محملة بالوقود إلى مكان رسو طائرة من نوع "بوينغ" كانت قد استعملت في جلب الأطنان من من مخدر الكوكايين من فنزويلا إلى شمالي مالي حيث تفرض القاعدة سيطرتها،وبعدما فشلت الطائرة في الإقلاع بسبب نوعية الوقود الرديء قامت الجماعات الإرهابية بإحراقها". وأضاف الطيب الشرقاوي بأن هذه الواقعة تؤكد بجلاء أن العناصر الإرهابية،وبحثا منها عن عن تحصيل الأموال الضرورية لتمويل أنشطتها أصبحت تستبيح كل الوسائل المتاحة وتسثتمر في درايتها بالمسالك الصحراوية الوعرة،وتوفرها على الأسلحة ووسائل النقل من اجل حماية اباطرة المخدرات. وختم الطيب الشرقاوي اللقاء المذكور بدعوة دول المنطقة إلى اتخاذ الحيطة والحذر من لدن جميع الدول المعنية،وتعزيز التعاون الامني تفاديا للخطر الذي أصبح يحدق بالمنطقة،والذي تعد إحدى تجلياته أسر الأجانب واستغلالهم للحصول على فديات مالية في المنطقة المذكورة.