تتواصل عملية التوقيع على رفض الهوية البصرية الجديدة لمدينة أكادير بإحدى المقاهي بساحة ولي العهد المجاورة لبلدية أكادير. وكان وكيل اللجنة توفيق سميدة قد وجه عريضة مدنية موقعة من قبل فعاليات جمعوية وحقوقية وسياسية بمدينة أكادير، إلى رئيس المجلس الجماعي لذات المدينة يطالبه فيها بإيقاف اعتماد الهوية البصرية الجديدة للمدينة(اللوكَو) والذي تم إحداثه في سياق تنزيل البرنامج الجهوي لمخطط تسريع التنمية الصناعية يناير2018،وبرنامج التنمية الحضرية لمدينة أكادير فبراير2020. وبررت عريضة المجتمع المدني الموجهة إلى رئيس المجلس الجماعي، بكون موضوع الهوية البصرية لمدينة أكادير لا يعكس المؤهلات الحضارية والثقافية والإقتصادية للمدينة فضلا عن احتقاره للبعد التاريخي لعاصمة سوس وعدم إشراك الساكنة من خلال ممثليها من المنتخبين والمجتمع المدني في إعداد وتصميم هذه الهوية البصرية. ومما جاء في ديباجة العريضة أن هوية مدينة أكادير وتاريخها لهما أبعاد وتجليات تبرز أساسا في التعدد الثقافي والإنفتاح الإيجابي على جميع المكونات والثقافات والهويات الإفريقية والأمازيغية والعربية الإسلامية واليهودية والأندلسية. كما أنها تعد عاصمة الثقافة الأمازيغية بجهة سوس ماسة،ولذلك ترفض اعتماد هوية بصرية لأنها أغفلت هذه الجوانب المذكورة أعلاه، ولكونها لا تعكس بتاتا تطلعات المدينة المستقبلية على مستوى التنمية وتطوير الإقتصاد ولا تعكس تراثها الغني واللحظات التاريخية التي عاشتها ساكنتها في الماضي وكذا التضحيات التي قدمتها من أجل البناء والتعمير لمدينة الإنبعاث بعد زلزال 29 فبراير1960. وكان النقاش والسجال بشأن هذا الشعار الجديد(اللوكوَ) قد احتد حول الطريقة التي تم اعتمادها في تصميم الشعار الجديد للمدينة،إلى درجة أن تعليقات النشطاء الفايسبوكيين كانت تمزج أحيانا بين النقد اللاذع والسخرية الحادة، معلنة في معظمها على سخط أصحابها على هذا الإختيار الذي جانب في نظرهم الصواب معتبرين هذا المنجز ما هو في الواقع سوى هدر آخر للمال العام. وعبر النشطاء الفايسبوكيون عن عدم رضاهم على هذا الشعار الذي اعتبروه لا يشرف مدينة أكادير وساكنتها، و طالبوا من الجهات المسؤولة فتح تحقيق في هذه القضية التي وصفوها ب"المهزلة"،مشددين على ضرورة أن يكون الشعار علامة مميزة للمجال الترابي للمدينة ولهويتها البصرية وتطلعاتها الجديدة،وأن يعكس إبداعها الفني ويبرز التاريخ العريق للمدينة باعتبارها عاصمة لجهة سوس ماسة . كما عاتب عدد من المعلقين شركة التنمية المحلية التي كان بإمكانها أن تنظم مسابقة بين أبناء سوس من أجل الحصول على هوية بصرية تمثل المدينة،لأن هناك مبدعين مستعدون لتقديم"هوية بصرية"مجانية من أجل المدينة. معللين ذلك بكون جهة سوس ماسة تزخر بالعشرات من المبدعين في مجال التصميم الإحترافي، بعضهم فاز بجوائز وطنية ودولية وبعضهم حظيت أعماله باعتماد من طرف مؤسسات الدولة،كما هو الحال بالنسبة لشعارالقطار الفائق السرعة (البراق)الذي أنجزه شاب من مدينة أكَادير.