تأييد واسع لمقترح الحكم الذاتي في خطوة تعكس نجاح الدبلوماسية المغربية، أعلنت 39 دولة خلال الاجتماع الثاني عشر للدورة الثامنة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف عن دعمها الكامل لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية. واعتبرت هذه الدول أن المبادرة التي قدمتها المملكة المغربية هي حل جاد وذو مصداقية، ما يعكس المكانة التي بات يحظى بها المغرب على الساحة الدولية. هذا التأييد الدولي المتزايد يؤكد أن الجهود التي تبذلها الرباط لجعل الحكم الذاتي خيارًا واقعيًا وذا شرعية دولية قد بدأت تؤتي ثمارها، خاصة في ظل التغيرات الجيوسياسية التي تدفع العديد من الدول إلى تبني مواقف أكثر وضوحًا ودعماً لقضية الصحراء المغربية. الدبلوماسية المغربية: نجاحات متتالية المغرب استطاع، عبر استراتيجيته الدبلوماسية القائمة على الحوار والانفتاح وكسب الدعم الدولي، أن يرسخ مبادرة الحكم الذاتي كخيار واقعي لحل النزاع الإقليمي حول الصحراء. ولم يكن هذا الإنجاز وليد اللحظة، بل هو نتيجة عقود من الجهود الدبلوماسية المتواصلة، والتي شهدت تحولات كبيرة في موقف العديد من الدول، سواء في أوروبا، إفريقيا، أو أمريكا اللاتينية. فالتحركات الدبلوماسية المغربية لم تقتصر فقط على كسب تأييد الدول الكبرى، بل شملت أيضًا تعزيز التعاون مع المنظمات الدولية والإقليمية، مما جعل قضية الصحراء تحظى بدعم سياسي واقتصادي متزايد. لماذا يشكل هذا الدعم الدولي نقطة تحول؟ هذا الاعتراف الدولي بمبادرة الحكم الذاتي يحمل دلالات استراتيجية مهمة، أبرزها: تقوية الموقف المغربي دوليًا: الدعم العلني والمتزايد للمبادرة يعزز من مكانة المغرب كطرف موثوق به في حل النزاع. عزل الأطروحات الانفصالية: كلما زاد عدد الدول الداعمة لمبادرة الحكم الذاتي، كلما تراجعت مصداقية الأطروحات الانفصالية، التي أصبحت تفتقد للدعم السياسي الدولي. تعزيز الاستقرار الإقليمي: دعم المبادرة المغربية يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة، خاصة مع تزايد المخاطر الأمنية في منطقة الساحل والصحراء. آفاق المستقبل مع استمرار تزايد الدعم الدولي لمقترح الحكم الذاتي، فإن المغرب أصبح في موقع قوي على الصعيد الدبلوماسي، مما يفتح الباب أمام مزيد من الاستثمارات الدولية والتنمية الاقتصادية في الأقاليم الجنوبية. كما أن هذا الزخم الدبلوماسي قد يدفع الأممالمتحدة إلى تبني مواقف أكثر وضوحًا تجاه النزاع، بما يخدم رؤية المغرب لحل عادل ودائم. خاتمة النجاحات الدبلوماسية المتتالية للمغرب تؤكد أن رؤية المملكة لحل النزاع في الصحراء عبر مبادرة الحكم الذاتي تحظى بقبول دولي متزايد. ومع استمرار هذه الدينامية الإيجابية، تظل المملكة ملتزمة بمسار الحل السياسي القائم على الواقعية والتوافق، مما يعزز الاستقرار والتنمية في المنطقة.