الجمهور الرباطي يعيش على إيقاع حفل "ألما تشامبر أوركسترا"

عاش الجمهور الرباطي مساء الخميس على إيقاعات حفل الأوركسترا الأوروبية "ألما تشامبر أوركسترا"، التي أتحفت جمهور المسرح الوطني محمد الخامس بالموسيقى وألوان السلام القادمة من الضفة الأخرى للمتوسط.
فبرئاسة قائد الأوركسترا الشاب والموهوب ليونيل برينغي، أتحفت الأوركسترا مرفوقة بعازف الكمان الكبير غوتيي كابيسون وعازفة الكمان المنفرد آن غرافوان، الجمهور ببرمجة موسيقية متفردة أدت خلالها الأعمال الفنية الثلاث الكبرى للودفيك فان بيتهوفن " افتتاحية إغمونت" وكاميل سان ساينس "كونشيرتو رقم 1 للكمان الكبير" وفيليكس مندلسون "السمفونية رقم 4″.
واستمتع الجمهور بعزف مقطوعات من الموسيقى الكلاسيكية، تمتح من كافة الريبرتوارات وتخاطب كافة الأجيال، مفعمة برسائل السلم والانفتاح على العالم واختلاف الثقافات.
كما شكل الحفل لحظة قوية للتقارب بين الشعوب عبر لغة القلب والفكر الذي تعد الموسيقى تعبيرها الكوني.
وفي كلمة بالمناسبة، أشادت غرافوان، وهي أيضا عقيلة الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس، بالاستقبال الحار المخصص للأوركسترا، معربة عن الأمل في أن تقدم عرضا آخر مستقبلا بالمغرب.
وقالت "آمل أن يتم استقبالنا عبر العالم بمثل الحفاوة التي لقينا هنا هذا المساء"، معبرة عن أملها في التمكن من استقبال أوركسترا فيلارمونيك المغرب قريبا بباريس بهدف تعزيز التبادل الثقافي الثنائي.
من جهته، وصف سفير فرنسا بالمغرب، شارل فري الجولة التي تقوم بها "ألما تشامبر أوركسترا" حاليا ببلدان شمال إفريقيا بالرمزية، مسجلا أن الأوركسترا تساهم بذلك في توثيق الروابط الأخوية التي تجمع بلدان المنطقة من خلال حفلات موسيقية مفعمة بقيم التسامح والسلم.
من جانبه، أعرب وزير الثقافة محمد أمين الصبيحي عن اعتزازه بهذه التظاهرة التي تعكس زخم التبادل الثقافي المغربي الفرنسي، والذي اتسم مؤخرا بتنظيم معارض هامة خاصة تلك المنظمة بمعهد العالم العربي تحت عنوان "المغرب المعاصر" وبمتحف اللوفر "المغرب الوسيط".
وفي السياق ذاته، نوه مدير المكتب الوطني المغربي للسياحة عبد الرفيع زويتن بحفل "ألما تشامبر أوركسترا" بالرباط، مدينة الأنوار، وعاصمة الثقافة بالمغرب، الذي يجسد أهمية البعد الثقافي في التبادل المغربي الفرنسي.
ويهدف هذا الحفل، الذي يندرج في إطار تعاون وثيق بين وزارة الثقافة بالمملكة المغربية وأوركسترا "ألما تشامبر أوركسترا"، إلى تأكيد المكانة الكبيرة التي تحتلها الموسيقى الكلاسيكية في الحقل الفني المغربي والإقبال الكبير للجمهور على كافة الحفلات التي تحييها بالمغرب.
ففي جميع عروضها، تحرص الأوركسترا على إبراز كافة مواهبها والمساهمة في نشر أعمال المؤلفين الموسيقيين الشباب عبر العالم، من قبيل كارول بيفا وميناهيم فيسنبر ووائل بينالي، إضافة إلى تقاسم أجمل أعمال ريبرتوار بيتهوفن وميندلسون وبيزي.