طوت الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الاستئنافية بمكناس، الملف الذي سبق وأن أدين فيه منتحل صفة جمركي ومشاركه ابتدائيا بخمس سنوات سجنا نافذا للأول وبسنتين للثاني، وإلى ذلك أيدت الهيئة القضائية بعد مداولتها في ملفيهما بتأييد الحكم الابتدائي الصادر في حق المتهم الأول من أجل ارتكابه جناية «انتحال صفة ينظمها القانون النصب والاحتيال» ومن أجل «المشاركة» بالنسبة للمتهم الثاني، فيما برأتهما الهيئة القضائية من التهم المتعلقة ب«الاختطاف والاحتجاز والسرقة الموصوفة» . تعود وقائع القضية التي تفجرت أحداثها خلال صيف السنة المنصرمة، عندما تعرف المتهم على فتاة تشتغل بمحطة لتوزيع الوقود بمكناس، وقدم لها نفسه بكونه جمركي بالناظور وأنه يود الاقتران بها شرعيا. ولحبك مخطط الاحتيال والنصب على المستخدمة، تقدم لخطبتها مصحوبا بزوجته مدعيا أنها شقيقته، وبعد مصاحبته خطيبته الجديدة بغرض اختيارها بعض المجوهرات والحلي التي تقتضيها تقاليد الخطوبة، غابت المستخدمة عن الأنظار الأمر الذي جعل أسرتها تتساءل عن اختفائها المفاجئ، بعد ذلك، تبين أنها موجودة بمنتجع سيدي سليمان مول الكيفان بضواحي مكناس. وبأمر من النيابة العامة، انتقلت عناصر الدرك الملكي إلى المنجع وتبين لها بعد التحريات التي قامت بها أن الجمركي المستخدمة غادرا المنتجع إلى وجهة مجهولة. وبعد مرور أزيد من نصف شهر من التحريات والأبحاث عن الفتاة المختفية، وقع الجمركي في قبضة عناصر الدرك الملكي وهو على متن السيارة التي دأب على استعمالها للاحتيال والنصب على ضحاياه، فيما توصل عناصر الدرك الملكي، إلى كون المستدمة موجودة بمنتجع مولاي يعقوب صحبة زوجته، ويستفاد من التصريحات التي أدلت بها الضحية للضابطة القضائية أن المتهم أوهمها بالزواج فعلا، واقتادها عن طريق الحيلة دون علم أسرها إلى متنجع سيدي سليمان مول الكيفان ومنه إلى مولاي يعقوب، ممهلا إياها لتحضيرالمستلزمات الضرورية لإقامة حفل الزفاف، وأنه مع مرور الوقت تبين لها أن الجمركي غير عازم على الزواج منها، خاصة بعد أن سلب منها مبلغا ماليا وأغراضا شخصية من بينها بطاقتها الوطنية، وأضافت الضحية أن مجموعة من الفتيات والنساء كن يحضرن إلى الشقة المفروشة، وكان الجمركي يدعي لها أنه يمارس عليهن الرقية الشرعية . ويستفاد من تصريحات شريك الجمركي أنه كان يشتغل معه كسائق مقابل أجر شهري، وأفاد المحققين أن الجمركي أسقط العديد من الضحايا في شباكه وقضى منهن وطره ماديا وجسديا، وكان يرغم زوجته على تقمص صفة شقيقته عند إيقاعه بضحاياه الكثيرات. وبعد أن تبين لهيئة الحكم الضغوط الممارسة على الزوجة لانتحالها صفة شقيقة الجمركي برأتها المحكمة من المتابعة القضائية . روشدي التهامي