لاحظ المصلون بمسجد سيدي ميمون ظهور تشققات بصحن المسجد تنبئ بكارثة مقبلة إذا لم تتدارك المصالح المعنية الأمر. ويربط الجميع ذلك بقدم المسجد وعدم قدرته على تحمل كمية الأمطار الغزيرة التي تهاطلت طوال الفترة الماضية على المنطقة. وكما هو معلوم فإن وزارة الأقواف والشؤون الإسلامية شكلت لجانا في جميع الأقاليم لمتابعة وضعية المساجد العتيقة،وينتظر المصلون بسيدي ميمون قدوم إحدى اللجان لمعاينة ومعالجته قبل أن تستفحل في ظل التقلبات الجوية الحالية، وما شهدته عدة مساجد بالمملكة من انهيارات وتصدعات أدت إلى وقوع ضحايا. وللإشارة فإن مسجد سيدي ميمون يتكئ على مقبرة تتوجها قبة خضراء شيدت فوق ضريح ولي صالح اسمه، كما تتداول ألسنة قدماء السكان بالمنطقة، مولاي الحسين الركيبي المكنى بميمون، صحراوي الأصل، وقد كان شيخا وفقيها معروفا إلا أن زواره الآن قلوا، كما أنه لا يقام له "موسم". وهو من وضع أساس ولبنات أول مدرسة عتيقة بالمنطقة كانت وما زالت محجا لطلبة العلم الشرعي من كل مكان: مراكش، تازة، تزنيت، حاحا... ويكون هدفهم حفظ القرآن الكريم، كما أنهم يدرسون الفقه، والنحو، ومصطلح الحديث وعلوم اللغة العربية، كما صرح بذلك شيخ المدرسة الحالي. وقد بنيت المدرسة قبل بناء المسجد بكثير، وبعد وفاة سيدي ميمون بسنوات قام أحد المحسنين، ويدعى الحاج يحيى ببناء الصومعة والمسجد، فاستحق بذلك أن يدفن وأسرته في مقصورة تظللها شجرة أركان ضخمة. وبداخل المقبرة أيضا توجد مقصورتان لاستقبال الزوار وأماكن خاصة لطهي ما يجودون به، لكن حارس المقبرة يقول إنه من النادر جدا أن تشهد هاتان المقصورتان إقامة ولائم. وحسب معايتتنا للوضعية الحالية للمدرسة العتيقة، فإنها تتشكل من ساحة صغيرة وغرف ضيقة تآكلت جدرانها رغم محاولة إخفاء تقادمها بالجير الأبيض، ولم تعرف ترميمات حقيقية، كما صرح لنا أحد جيران المسجد المسنين، منذ سنة 1981. وعن دعم وزارة الأوقاف، يشير إلى أنه ضعيف جدا ولا يغطي حاجيات المسجد والمدرسة العتيقة، كما أن اهتمام السكان والمحسنين بطلبة العلم الشرعي قل كثيرا مقارنة بالماضي. أما ضريح سيدي ميمون، فهو مجرد حجرة لا تتجاوز مساحتها 9 أمتار، مظلمة، وفي الوسط تماما قبر السيد ميمون، عاي ويغطيه غشاء أخضر، وبجانبه من جهة قبر ابنه سيدي بوبكر، وبالجانب الآخر صندوق حديدي توضع فيه "الفتوح"، وهي من نصيب حارس المقبرة. هذا الذي قلما يجيب عن أسئلتنا ويكتفي بالإشارة إلى لائحة طويلة علقت بالحائط تجسد شجرة آل سيدي ميمون، بإمكان جميع الزوار الاطلاع عليها.