آفاق واعدة تنتظر طلبة ماستر "المهن القانونية والقضائية والتحولات الاقتصادية والرقمية" بطنجة    قاض يعلق على الأحكام الصادرة في حق المتورطين في أحداث "جيل زد"    الملك يتمنى التوفيق لرئيس الكاميرون    النيابة العامة تؤكد ضمان المحاكمة العادلة في "جرائم التجمهرات" بالمغرب    الطالبي العلمي يستقبل رازا في الرباط    "حماس" تؤجل موعد تسليم جثة رهينة    "لبؤات U17" يغادرن مونديال الفتيات    واشنطن تُسرّع خطوات فتح قنصليتها في الداخلة قبل تصويت مجلس الأمن    وزير النقل واللوجيستيك يترأس أشغال تقديم/تجريب نموذج السيارة الذكية    صدمة في طنجة.. قاصر تُنهي حياة رضيعة داخل حضانة غير مرخصة    مسرح رياض السلطان يطلق برنامج نوفمبر 2025: شهر من التنوع الفني والثقافي بطنجة    اغتصاب وسرقة بالعنف يقودان إلى اعتقال أربعيني بسيدي البرنوصي    هل نأكل الورق بدل القمح؟ التويزي يكشف اختلالات خطيرة في منظومة الدعم بالمغرب    بمشاركة مغربية.. "مجلة الإيسيسكو" تحتفي بالهوية والسرد والذكاء الاصطناعي في عددها الرابع    فرق المعارضة بمجلس النواب .. مشروع قانون المالية يفتقد إلى الجرأة ولا يستجيب لتطلعات المواطنين    الأمن الوطني يحصي 32 وفاة و3157 إصابة وغرامات ب8.9 مليون درهم خلال أسبوع    الحكومة البريطانية تجدد التأكيد على دعمها لمخطط الحكم الذاتي    بورصة الدار البيضاء تغلق على ارتفاع    شهيد يرد على الأحرار: "تُشيطنون" المعارضة وتجهلون التاريخ وحقوق الإنسان والممارسة السياسية (فيديو)    ندوة فكرية بمراكش حول "مجموعة اليواقيت العصرية"، للمؤرخ والعلامة محمد ابن الموقت المراكشي    الصحراء المغربية على أعتاب لحظة الحسم الأممية... معركة دبلوماسية أخيرة تُكرّس تفوق المغرب وعزلة الجزائر    "الديربي البيضاوي".. الإثارة والتنافس يلتقيان في مركب محمد الخامس    توقيع اتفاقية برنامج "تدرج" بالدار البيضاء    الفريق الاستقلالي: المناطق الجبلية تعاني التهميش.. والمؤشر الاجتماعي يعرقل تنزيل الورش الملكي    لقاء أدبي بالرباط يحتفي برواية «أثر الطير» لثريا ماجدولين    سعيد بوكرامي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ابن خلدون سنغور للترجمة    لقاء أدبي مع لطيفة لبصير بتطوان احتفاء ب«طيف سبيبة»    العصبة الاحترافية تعلن تغيير موعد مباراة الوداد واتحاد طنجة    "أمازون" تستغني عن خدمات 14 ألف موظف وتتجه إلى الاعتماد على الذكاء الاصطناعي    ريال مدريد يعلن خضوع كارفخال لعملية جراحية ناجحة    إغلاق نهائي لسجن عين برجة بسبب تدهور بنيانه وخطورته على النزلاء    الاتحاد الإفريقي يدين "فظائع الفاشر"    11 قتيلا في تحطم طائرة صغيرة بكينيا    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأربعاء    مندوبية السجون تعلن الإغلاق النهائي لسجن عين برجة    صورٌ ومشاهد من غزة بعد إعلان انتهاء العدوان (8)    في حلقة جديدة من برنامج "مدارات" بالإذاعة الوطنية:أضواء على صفحات منسية من تاريخ الحركة الأدبية بالمغرب، من خلال سيرة الشاعر أحمد الزعيمي وديوانه المحقق..    مايكروسوفت: المغرب ثالث أكثر الدول الإفريقية تعرضا للهجمات السيبرانية    عبد الإله المجدوبي.. العرائشي الذي أعاد للذاكرة دفئها وللمكان روحه    قيوح: نعمل على اقتناء 168 قطارا جديدا بينها 18 قطارًا فائق السرعة    فضيحة تحكيمية تهز كرة القدم التركية    تعديل الكربون.. آلية أوروبية تضع الشراكة مع المغرب في اختبار صعب    ميسي يتطلع للمشاركة في كأس العالم 2026 رغم مخاوف العمر واللياقة    صلاح وحكيمي ضمن ترشيحات "فيفبرو"    بدوان تحمل العلم الوطني في المرحلة 11 "سباق التناوب الرمزي المسيرة الخضراء"    النمل يمارس التباعد الاجتماعي عند التعرض للأمراض والأوبئة    دراسة حديثة تحذر من مغبة القيادة في حالة الشعور بالإرهاق    إقبال متزايد على برنامج دعم السكن..    المغرب يتوفر على إمكانات "مهمة" للنهوض بفلاحة مستدامة (ممثل الفاو)    تقرير أممي يتهم أكثر من 60 دولة بينها المغرب بالمشاركة أو التواطؤ في إبادة غزة    أمن طنجة يوقف سائق عربة لنقل العمال دهس سائق دراجة نارية ولاذ بالفرار    مواد سامة وخطيرة تهدد سلامة مستعملي السجائر الإلكترونية    اكتشاف خطر جديد في السجائر الإلكترونية يهدد صحة الرئة    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    المجلس العلمي الأعلى يضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نمشي ندير الماستر...نغير الإطار..و الدكتورة...يا سلام
نشر في أخبارنا يوم 03 - 11 - 2011

نمشي ندير الماستر...نغير الإطار..و الدكتورة...يا سلام
انتشرت في السنوات الخيرة موضة رغم ان البحث العلمي و الابداع لا يتماشي و الموضو لانه ليس سلعة..في كل سنة يتخرج المئات حاملين شهادة عليا ..الماستير او الدكتوراة..بالامس كان حاملي الشهادات العليا باحثين و مفكرين و مبدعين لتتحول الشهادا الى مجرد وسيلة الانتفاع بها خاصة عند المعلمين و الاساتدة.و بعض الطلبة ..فالكثير منهم لا يكتبون جملة كان الهدف وراء جريهم للتسجل و غالبا بالزبونية و الرشوة قصد تحسيم وضعيتهم الادارية و المالية..و عندما يصبح هاجس الدراسة انتفاعي يختفي الابداع و التفكير..فالكثير منهم غير مؤهلين للشواهد في غياب انتاج فكري و علمي ..
تقول منال وهبي حول هدا الموضوع في مقال تحت عنوان:شهادة الدكتوراة لقب من ورقما يلي :
هم من المشاهير ليسوا بأبطال روايات ولا مسلسلات ،عقولهم أشبه بسنابل القمح الفارغة،يحملون لقبا تحوم حوله علامات استفهام كثيرة؟؟؟فمن أين لهم بلقب لا يعرفون قيمته، سمة البعض منهم العجرفة والتبختر ومنهم من لبس تاجا من الوقار يجذبك كل لامع فيه وعندما تدقق النظر له تجده باهتا لالون له،ينتقص منك إذا ناديته باسمه الثنائي دون اللقب،فهو إذن ليس فلان الفلاني وإنما" الدكتور" فلان الفلاني...
ظاهرة الزحف المتواصل لدى خريجي الجامعات ومؤسسات الدراسات العليا للحصول على شهادة الدكتوراة في مجال التخصص صارت بمغربنا الحبيب عرفا اجتماعيا، فأصبح الظفر بلقب" دكتور"غاية إما من أجل التباهي به أمام الأصدقاء والأهل تارة أو من أجل الحصول به على وظيفة محترمة تؤهله أن يكون خارج السلم الإداري وتكون له مطمحا لاكتساب مجموعة من الامتيازات المادية والمعنوية تارة أخرى...
والسؤال الذي يراودني هل كل دكتور مثقف؟ وما الذي يريد الإنسان أن يفعله حقا بالشهادة العلمية المذيلة بالنعوت اللافتة للأنظار؟دون أن يضيف أي رصيد معرفي له و لمجتمعه؟
ملأى العقول تنحني تواضعا والفارغات رؤوسهن شوامخ
كم يحز في نفسي أن أشاهد جموعا كبيرة من حملة الشواهد العليا " دكتوراة" يعتصمون أمام البرلمان، كنت أتعاطف معهم إلى أمد قريب إلى أن انتابني فضول معرفة المؤهلات العلمية لدى حملة هذه الشواهد العليا،البعض منهم يحق أن ترفع لهم القبعة احتراما وإجلالا للعلم الذي يحملونه في صدورهم ،فبمجرد حديثك معهم تجد نفسهم تواقة للإبداع وللإسهام في الحقل المعرفي في مجال تخصصهم كمن اختار الفيزياء النووية استجابة لمتطلبات العصر ، أو عالج في اطروحته قضية اجتماعية تمس الواقع المغربي كدراسة بعض الظواهر المتفشية في مجتمعنا المغربي كالعنوسة وأطفال الشوارع وضحايا الطلاق... بذلك يحق لهم المطالبة بحقهم في التوظيف ،وتكون الدولة أنذاك مجبرة ومطالبة بتشغيلهم للاستفادة من محصولهم العلمي والمعرفي...ومنهم من كلف نفسه عناء سنين طوال وكلف الدولة ميزانية في شهادة لاتسمن ولا تغني من جوع؟ حيث أن أعداد كبيرة من حملة الدكتوراة الفارغة أصبحوا يتكاثرون كالفطر بصورة مشوهة زيادة في العدد لا تصاحبها زيادة في الرصيد المعرفي والعلمي ،فالحامل لهذه الشهادة لا هوفي صف من طور ذاته وقدراته ولا أسهم بشكل ملموس في حل قضايا بلده المتأزم...
بالله عليكم قرائي الأعزاء واش واحد داير الدكتوراة في اللغة العربية تخصص "حتى" هذا دكتور؟ باش غاتفيدنا حنا هاد "حتى" واش غادي تفك مشكلة أزمة السكن الغير اللائق؟ أو التخفيف من تداعيات الأزمة المالية على الاقتصاد المغربي؟ بالله عليكم واش دكتوراة في المديح والسماع غادي تحل مشكل التلوث البيئي ومزبلة مديونة؟أُوحدة قاليك واخدة دكتوراة في شعر امرؤ القيس ملي جينا نشوفو هاد امرؤ القيس فأي عصر كان عايش؟ لقيناه فالعصر الجاهلي وحنا فعصر الألفية الثالثة!؟
حقا اذا لم تستح فاصنع ما شئت!!!
لست بصدد الانتقاص من أحد أو التجريح في شخص أحد أو حتى الدفاع عن أحد؟ لكن أحببت أن أَسقط أقنعة من يحسبون أنفسهم دكاترة ويدافعون بضراوة عن هذا اللقب المزيف مما يخلق تضخما لأصحاب الشواهد الفارغة،و مشكلا لسوق الشغل ، لأنها دبلومات بدون قيمة مضافة و شحنة ضعيفة لأداء و إنتاج مهني ضعيف ...
وحتى لاتكون الصورة قاتمة لهذه الدرجة،فهناك بالتأكيد من الحاصلين على شهادة دكتوراةعن جدارة واستحقاق يجهدون أنفسهم في التنوير والتوعية،وفي التنمية البشرية،ويساهمون في نهضة المجتمع المغربي...
دكتوراة "باك صاحبي" أو "كُوبي كُولي"
كثير من حملة (الدكتوراة) من ارتضى التملق سبيلا والمجاملات نبراسا قصد الوصول الى مبتغاه من أجل حمل لقب دكتور؟ عبر تقديمه للهدايا للمشرفين على مناقشة أطروحته المزيفة أو عبر توصيات أو وسائط تدخل فيها المساومات وتبادل المصالح...
وغير خاف على قرائي الأعزاء خاصة ممن ولجوا الحرم الجامعي حقيقة بعض الأساتذة الجامعيين الذين حصلوا على هذا اللقب بدرجة مشرف جدا ؟وهم لاعلاقة لهم بالبحث العلمي من قريب أو بعيد، فلم تعد هذه الشهادة وسيلة لتطوير الذات والنهضة بالمجتمع وتطويره وانما أصبح التهافت على مراكز القرارهو الغاية المنشودة لكل المتملقين إيمانا منه انه يستحيل الوصول إليها الا عبر هذا اللقب في زمن "باك صاحبي" وصدق أحد الشعراء حين قال:
ليس الفتى من يقول كان أبي *** ولكن الفتى من يقول ها أنذا
ومنهم من استلموا مناصب ثقافية كبيرة جدا واعتلوا مراكز هامة في الجامعات علما أنهم لم يكلفوا أنفسهم عناء الاجتهاد أو البحث العلمي ولم يخطوا سطرا واحدا من شهادتهم بل حصلوا عليها عبرما يسمى ب" الكوبي كولي"
"دكتوراة في دقائق" وصفة سحرية لكل من أراد أن يحصل على شهادة بأقل تكلفة وبوقت سريع ، ماعليك الا ان تتصفح بوابة مكتبات العالم العربي على الانترنت وأن تقوم بسرقة أية أطروحة دكتوراةكيفما يحلو لك لباحث أو أستاذ جامعي أردني أو مصري او حتى سوري الجنسية فبدل اسمه تضع اسمك واسم المشرف على أطروحتك ، تقوم بنسخها بما انه تغيب الرقابة والمساءلة والشفافية في التأكد من مدى مصداقية هذه الأطروحات؟
صدقا:"دكتور فاشل من يلبس نظارة سميكة ليرى بها العالم في كتاب أُلف قبل 1000 سنة"
أين يكمن الخلل اذن هل في الباحث الجامعي الذي يسعى الى الكسب بدون العطاء المعرفي والانتاج العلمي؟ أم في المنظومة التربوية ككل ؟ اذا ما سلمنا بأن الدولة لا تساهم في تشجيع الشباب على البحث العلمي؟
أزمة البحث العلمي في المغرب
ولعل مجرد التأمل البسيط في رقم 9769 رسالة جامعية على مدى نصف قرن؛ يكشف مأساة البحث العلمي في المغرب،والشكوك في مصداقية الكثير منها؟، والذي لم يستطع أن يقارب بعض المحاولات الجريئة التي انطلقت مغاربيا، كما هو الحال في تونس. فلحد الآن، لم يستطع المغرب أن يمضي في اتجاه الرفع من نسبة ميزانية البحث العلمي إلى1 في المائة، بل إن الميزانية الهزيلة التي تخصص لهذا القطاع إنما تستنزف في التسيير، ولا يوجه منها إلى الاستثمار إلا الجزء اليسير، وهو ما يعزز القناعة بأن دعم البحث العلمي والرفع من منسوبه في المغرب هو مسألة إرادة ينبغي أن ينخرط فيها الجميع الطالب وفعاليات المجتمع المدني وهياكل الدولة جميعها ولم لا القطاع الخاص...
ختاما لا يسعني الا أن أشدد على ضرورة الارتقاء بمستوانا المعرفي كي تصبح عقولنا كالسنابل الممتلئة. .....
نعيش زمن الانتهازية و البرغماته في ظل مناخ عالمي تسيطر فيه اليربرالية المتوحشة لليتحول التعليم الى مجرد سلعة و البحث العلمي عند البعض طريقا سهلا للترقي..في غياب مقدرات دهنية و عقلية على الانتاج الفكري و العلمي و الادبي..و سير ا صحبي دير الماستر و غير الاطار ...و الدكتوراة يا سلام..من ورق طبعا..
عبد الصمد الدراوي

أخبارنا المغربية - عبدالصمد الدراوي
انتشرت في السنوات الخيرة موضة رغم ان البحث العلمي و الابداع لا يتماشي و الموضو لانه ليس سلعة..في كل سنة يتخرج المئات حاملين شهادة عليا ..الماستير او الدكتوراة..بالامس كان حاملي الشهادات العليا باحثين و مفكرين و مبدعين لتتحول الشهادا الى مجرد وسيلة الانتفاع بها خاصة عند المعلمين و الاساتدة.و بعض الطلبة ..فالكثير منهم لا يكتبون جملة كان الهدف وراء جريهم للتسجل و غالبا بالزبونية و الرشوة قصد تحسيم وضعيتهم الادارية و المالية..و عندما يصبح هاجس الدراسة انتفاعي يختفي الابداع و التفكير..فالكثير منهم غير مؤهلين للشواهد في غياب انتاج فكري و علمي ..
تقول منال وهبي حول هدا الموضوع في مقال تحت عنوان:شهادة الدكتوراة لقب من ورقما يلي :
هم من المشاهير ليسوا بأبطال روايات ولا مسلسلات ،عقولهم أشبه بسنابل القمح الفارغة،يحملون لقبا تحوم حوله علامات استفهام كثيرة؟؟؟فمن أين لهم بلقب لا يعرفون قيمته، سمة البعض منهم العجرفة والتبختر ومنهم من لبس تاجا من الوقار يجذبك كل لامع فيه وعندما تدقق النظر له تجده باهتا لالون له،ينتقص منك إذا ناديته باسمه الثنائي دون اللقب،فهو إذن ليس فلان الفلاني وإنما" الدكتور" فلان الفلاني...
ظاهرة الزحف المتواصل لدى خريجي الجامعات ومؤسسات الدراسات العليا للحصول على شهادة الدكتوراة في مجال التخصص صارت بمغربنا الحبيب عرفا اجتماعيا، فأصبح الظفر بلقب" دكتور"غاية إما من أجل التباهي به أمام الأصدقاء والأهل تارة أو من أجل الحصول به على وظيفة محترمة تؤهله أن يكون خارج السلم الإداري وتكون له مطمحا لاكتساب مجموعة من الامتيازات المادية والمعنوية تارة أخرى...
والسؤال الذي يراودني هل كل دكتور مثقف؟ وما الذي يريد الإنسان أن يفعله حقا بالشهادة العلمية المذيلة بالنعوت اللافتة للأنظار؟دون أن يضيف أي رصيد معرفي له و لمجتمعه؟
ملأى العقول تنحني تواضعا والفارغات رؤوسهن شوامخ
كم يحز في نفسي أن أشاهد جموعا كبيرة من حملة الشواهد العليا " دكتوراة" يعتصمون أمام البرلمان، كنت أتعاطف معهم إلى أمد قريب إلى أن انتابني فضول معرفة المؤهلات العلمية لدى حملة هذه الشواهد العليا،البعض منهم يحق أن ترفع لهم القبعة احتراما وإجلالا للعلم الذي يحملونه في صدورهم ،فبمجرد حديثك معهم تجد نفسهم تواقة للإبداع وللإسهام في الحقل المعرفي في مجال تخصصهم كمن اختار الفيزياء النووية استجابة لمتطلبات العصر ، أو عالج في اطروحته قضية اجتماعية تمس الواقع المغربي كدراسة بعض الظواهر المتفشية في مجتمعنا المغربي كالعنوسة وأطفال الشوارع وضحايا الطلاق... بذلك يحق لهم المطالبة بحقهم في التوظيف ،وتكون الدولة أنذاك مجبرة ومطالبة بتشغيلهم للاستفادة من محصولهم العلمي والمعرفي...ومنهم من كلف نفسه عناء سنين طوال وكلف الدولة ميزانية في شهادة لاتسمن ولا تغني من جوع؟ حيث أن أعداد كبيرة من حملة الدكتوراة الفارغة أصبحوا يتكاثرون كالفطر بصورة مشوهة زيادة في العدد لا تصاحبها زيادة في الرصيد المعرفي والعلمي ،فالحامل لهذه الشهادة لا هوفي صف من طور ذاته وقدراته ولا أسهم بشكل ملموس في حل قضايا بلده المتأزم...
بالله عليكم قرائي الأعزاء واش واحد داير الدكتوراة في اللغة العربية تخصص "حتى" هذا دكتور؟ باش غاتفيدنا حنا هاد "حتى" واش غادي تفك مشكلة أزمة السكن الغير اللائق؟ أو التخفيف من تداعيات الأزمة المالية على الاقتصاد المغربي؟ بالله عليكم واش دكتوراة في المديح والسماع غادي تحل مشكل التلوث البيئي ومزبلة مديونة؟أُوحدة قاليك واخدة دكتوراة في شعر امرؤ القيس ملي جينا نشوفو هاد امرؤ القيس فأي عصر كان عايش؟ لقيناه فالعصر الجاهلي وحنا فعصر الألفية الثالثة!؟
حقا اذا لم تستح فاصنع ما شئت!!!
لست بصدد الانتقاص من أحد أو التجريح في شخص أحد أو حتى الدفاع عن أحد؟ لكن أحببت أن أَسقط أقنعة من يحسبون أنفسهم دكاترة ويدافعون بضراوة عن هذا اللقب المزيف مما يخلق تضخما لأصحاب الشواهد الفارغة،و مشكلا لسوق الشغل ، لأنها دبلومات بدون قيمة مضافة و شحنة ضعيفة لأداء و إنتاج مهني ضعيف ...
وحتى لاتكون الصورة قاتمة لهذه الدرجة،فهناك بالتأكيد من الحاصلين على شهادة دكتوراةعن جدارة واستحقاق يجهدون أنفسهم في التنوير والتوعية،وفي التنمية البشرية،ويساهمون في نهضة المجتمع المغربي...
دكتوراة "باك صاحبي" أو "كُوبي كُولي"
كثير من حملة (الدكتوراة) من ارتضى التملق سبيلا والمجاملات نبراسا قصد الوصول الى مبتغاه من أجل حمل لقب دكتور؟ عبر تقديمه للهدايا للمشرفين على مناقشة أطروحته المزيفة أو عبر توصيات أو وسائط تدخل فيها المساومات وتبادل المصالح...
وغير خاف على قرائي الأعزاء خاصة ممن ولجوا الحرم الجامعي حقيقة بعض الأساتذة الجامعيين الذين حصلوا على هذا اللقب بدرجة مشرف جدا ؟وهم لاعلاقة لهم بالبحث العلمي من قريب أو بعيد، فلم تعد هذه الشهادة وسيلة لتطوير الذات والنهضة بالمجتمع وتطويره وانما أصبح التهافت على مراكز القرارهو الغاية المنشودة لكل المتملقين إيمانا منه انه يستحيل الوصول إليها الا عبر هذا اللقب في زمن "باك صاحبي" وصدق أحد الشعراء حين قال:
ليس الفتى من يقول كان أبي *** ولكن الفتى من يقول ها أنذا
ومنهم من استلموا مناصب ثقافية كبيرة جدا واعتلوا مراكز هامة في الجامعات علما أنهم لم يكلفوا أنفسهم عناء الاجتهاد أو البحث العلمي ولم يخطوا سطرا واحدا من شهادتهم بل حصلوا عليها عبرما يسمى ب" الكوبي كولي"
"دكتوراة في دقائق" وصفة سحرية لكل من أراد أن يحصل على شهادة بأقل تكلفة وبوقت سريع ، ماعليك الا ان تتصفح بوابة مكتبات العالم العربي على الانترنت وأن تقوم بسرقة أية أطروحة دكتوراةكيفما يحلو لك لباحث أو أستاذ جامعي أردني أو مصري او حتى سوري الجنسية فبدل اسمه تضع اسمك واسم المشرف على أطروحتك ، تقوم بنسخها بما انه تغيب الرقابة والمساءلة والشفافية في التأكد من مدى مصداقية هذه الأطروحات؟
صدقا:"دكتور فاشل من يلبس نظارة سميكة ليرى بها العالم في كتاب أُلف قبل 1000 سنة"
أين يكمن الخلل اذن هل في الباحث الجامعي الذي يسعى الى الكسب بدون العطاء المعرفي والانتاج العلمي؟ أم في المنظومة التربوية ككل ؟ اذا ما سلمنا بأن الدولة لا تساهم في تشجيع الشباب على البحث العلمي؟
أزمة البحث العلمي في المغرب
ولعل مجرد التأمل البسيط في رقم 9769 رسالة جامعية على مدى نصف قرن؛ يكشف مأساة البحث العلمي في المغرب،والشكوك في مصداقية الكثير منها؟، والذي لم يستطع أن يقارب بعض المحاولات الجريئة التي انطلقت مغاربيا، كما هو الحال في تونس. فلحد الآن، لم يستطع المغرب أن يمضي في اتجاه الرفع من نسبة ميزانية البحث العلمي إلى1 في المائة، بل إن الميزانية الهزيلة التي تخصص لهذا القطاع إنما تستنزف في التسيير، ولا يوجه منها إلى الاستثمار إلا الجزء اليسير، وهو ما يعزز القناعة بأن دعم البحث العلمي والرفع من منسوبه في المغرب هو مسألة إرادة ينبغي أن ينخرط فيها الجميع الطالب وفعاليات المجتمع المدني وهياكل الدولة جميعها ولم لا القطاع الخاص...
ختاما لا يسعني الا أن أشدد على ضرورة الارتقاء بمستوانا المعرفي كي تصبح عقولنا كالسنابل الممتلئة. .....
نعيش زمن الانتهازية و البرغماته في ظل مناخ عالمي تسيطر فيه اليربرالية المتوحشة لليتحول التعليم الى مجرد سلعة و البحث العلمي عند البعض طريقا سهلا للترقي..في غياب مقدرات دهنية و عقلية على الانتاج الفكري و العلمي و الادبي..و سير ا صحبي دير الماستر و غير الاطار ...و الدكتوراة يا سلام..من ورق طبعا..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.