إحتضن مقر مجلس جهة مراكشآسفي الأربعاء الماضي، 11 يوليوز الجاري، إنطلاقة اللقاء ات التشاورية حول بلورة الإستراتيجية الوطنية وبرامج عمل الإقتصاد الإجتماعي والتضامني، والذي ترأسته جميلة المصلي كاتبة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والإقتصاد الإجتماعي، إلى جانب رئيس مجلس الجهة ووالي الجهة بالنيابة. المصلي، وفي معرض كلمتها بالمناسبة، أرجعت إطلاق هاته اللقاء ات من مراكش عاصمة السياحة الوطنية والدولية، وايضا لكون أكثر من 200 الف من ساكنتها يشتغلون بالصناعة التقليدية، وهي لصيقة بالإقتصاد الإجتماعي والتعاوني والتضامني، معتبرة أن هذا النموذج التنموي غير معزول عن النموذج الوطني في سعيه لتغيير النظر لهذا المجال. السيدة كاتبة الدولة أكدت أن المغرب يحتضن أكثر من 20 ألف تعاونية و110 إتحاد تعاوني، و600 ألف متعاون... وهو ما يشكل 50 بالمائة من التعاونيات المتواجدة بالعالم العربي، إلا أن مقارنتها بالإمكانيات الحقيقية المتاحة للمجتمع والشعب المغربيين لا يتناسب وهاته المؤهلات، التي لم تستثمر بعد مقارنة مع دول أخرى رائدة (مليوني متعاون بالنرويج، 20 مليون بألمانيا، مليون بفرنسا)، فالعمل التعاوني رافد من روافد التنمية، ونحن لم نشأ أن نبني مخططا جديدا لوحدنا تؤكد المسؤولة الحكومية، واستراتيجيتنا تنبني على عناصر من بينها المقاربة التشاركية، والإلتقائية بين جميع الفاعلين، وتعزيز الحكامة بهذا القطاع.. وهكذا فالجماعات الترابية مدعوة للإنخراط في هاته الحركية وأيضا في تنزيل الرؤية، علما أن هذا القطاع الإقتصادي له خلفية متجذرة في ثقافاتنا وتراثنا (التويزة إكودارن المعروف...). المتحدثة دعت التعاونيات إلى تجاوز ما اسمته بالمعيقات الثقافية، وإلى مزيد من التشبيك فهو السبيل إلى النجاح والتطوير والتصدير، وإلى تبني الجودة كثقافة والإشتغال عليها مذكرة بمبادرة شارة الجودة الوطنية والجهوية، مع إحداث جيل جديد من العمل التضامني والتعاوني، من خلال التسويق الإلكتروني، وإحداث فضاء ات العرض الدائم، دون إغفال دور الجامعات وما يمكن ان تضطلع به في إطار البحث العلمي للنهوض بهذا النوع من الأنشطة الإقتصادية. المصلي عرجت كذلك على ما توفره جهة مراكش من مؤهلات، كونها قبلة سياحية تساعد على توفير شروط تسويق مهمة، وكونها ايضا تحتل الرتبة الثانية وطنيا على مستوى الجمعيات... ورغم كل الملاحظات خلصت كاتبة الدولة أن المغرب من الدول التي نجحت في حماية منتوجاتها التقليدية، وصناعتها وحرفها التقليدية من جيل إلى جيل، وأيضا من خلال تشبتهم بهاته المنتوجات المتميزة.