أصبحت كوراساو، الدولة الكاريبية الصغيرة، الثلاثاء، الدولة الأقل تعدادا للسكان تتأهل إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم، في حين حجزت هايتي مقعدها في البطولة للمرة الأولى منذ 52 عاما، إلى جانب بنما. وانضمت المنتخبات الثلاثة المشاركة في تصفيات كوناكاكف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي) إلى كل من الولاياتالمتحدة وكندا والمكسيك التي تستضيف نهائيات 2026 الصيف المقبل.
وحافظت كوراساو على المركز الأول ضمن المجموعة الثانية بتعادلها السلبي مع جامايكا في كينغستون، لتصبح الدولة الأقل تعدادا للسكان تتأهل إلى كأس العالم (156 ألف نسمة). وهي المشاركة الأولى في تاريخ هذه الجزيرة الكاريبية الصغيرة الواقعة شمال فنزويلا. وتعرضت تحضيرات كوراساو، التي تعد جزءا ذاتي الحكم من هولندا، لضربة كبيرة بعدما اضطر مدربها الهولندي المخضرم ديك أدفوكات إلى مغادرة معسكر الفريق والعودة إلى بلاده لأسباب عائلية. وأنهى منتخب "الموجة الزرقاء" التصفيات في صدارة المجموعة الثانية برصيد 12 نقطة من ست مباريات، متقدما بنقطة واحدة على جامايكا. وتعد كوراساو أصغر دولة على الإطلاق تتأهل إلى كأس العالم، الذي سيتم توسيعه ليشمل 48 منتخبا العام المقبل للمرة الأولى. وكانت إيسلندا، التي تأهلت إلى مونديال 2018 ويبلغ عدد سكانها نحو 350 ألف نسمة، أصغر دولة تتأهل سابقا. وحجزت كوراساو بطاقتها بعد نهاية دراماتيكية في ملعب كينغستون الوطني، حيث شنت جامايكا، بقيادة مدرب إنكلترا السابق ستيف ماكلارين، هجوما شرسا بحثا عن الفوز الذي كان سيضمن لها التأهل على حساب ضيفتها. واصطدمت تسديدات الجامايكيين بالقائم ثلاث مرات في الشوط الثاني، وكان البديل بايلي كادامارتيري قريبا جدا من التسجيل برأسية ارتدت من القائم (87). وشهدت الدقائق الأخيرة مزيدا من الإثارة، عندما حصلت جامايكا على ركلة جزاء بعد تدخل أرضي من البديل جيريمي أنتونيس على دوجوان ريتشاردز داخل المنطقة. وأشار الحكم السلفادوري إيفان بارتون إلى نقطة الجزاء، ما وضع كوراساو على مشارف هزيمة قاسية. لكن بينما كان لاعبو كوراساو يحتجون، تم اللجوء إلى حكم الفيديو المساعد (في ايه آر) الذي ألغى القرار بشكل دراماتيكي. واستقال ماكلارين بعد فشل "ريغي بويز" في التأهل المباشر. ويعد هذا الإخفاق في التأهل خيبة جديدة لابن الرابعة والستين الذي سبق أن فشل في قيادة منتخب إنكلترا، المليء بالنجوم، إلى كأس أوروبا 2008. وقال ماكلارين "لقد قدمت كل ما لدي لهذا المنصب، ولأداء هذا الدور". وأضاف "قيادة هذا الفريق كانت من أعظم شرف حظيت به في مسيرتي. لكن كرة القدم ت قاس بالنتائج، واليوم لم نحقق هدفنا، وهو التأهل من هذه المجموعة". هايتي لأول مرة منذ 1974 وفي كوراساو أيضا، حجزت هايتي بطاقتها إلى النهائيات للمرة الثانية بعد عام 1974، بفوزها على نيكاراغوا 2-0 بفضل هدفي لويسيوس ديدسون (9) وروبن بروفيدانس (45+1) في المجموعة الثالثة. ومن المفارقات أن هايتي ضمنت تأهلها الحاسم في كوراساو، حيث اضطرت لخوض مبارياتها البيتية في التصفيات بسبب الاضطرابات في بلادها. وبفضل هذا الفوز، وتعادل هندوراس سلبا مع مضيفتها كوستاريكا، تصدرت هايتي المجموعة الثالثة برصيد 11 نقطة بفارق نقطتين عن هندوراس التي فشلت في التأهل إلى الملحق العالمي بفارق الأهداف المسجلة عن سورينام. وستشارك هايتي في كأس العالم للمرة الثانية فقط بعد ظهورها الأول في نسخة 1974، حين خسرت أمام إيطاليا وبولندا والأرجنتين وخرجت من الدور الأول. وحلت بنما في صدارة المجموعة الأولى بعدما ختمت التصفيات بفوز على ضيفتها السلفادور 3-0، حملت توقيع سيسار بلاكمان (17)، إريك ديفيس (45+4 من ركلة جزاء) وخوسيه لويس رودريغيس (85)، وستشارك في العرس الكروي للمرة الثانية بعد 2018. وأدى هذا الفوز إلى إنهاء آمال سورينام في التأهل المباشر، حيث خسرت أمام مضيفتها غواتيمالا 1-3، لتكتفي بالملحق. وسيخوض منتخبا سورينام وجامايكا، أفضل منتخبان في المركز الثاني في كونكاكاف، الملحق العالمي في مارس، إلى جانب كل من العراق والكونغو الديموقراطية، وبوليفيا وكاليدونيا الجديدة، للمنافسة على بطاقتين إلى النهائيات.