"المركز اللغوي الأمريكي"، القلب النابض لتعليم اللغة الإنجليزية بالدار البيضاء، يفتح أبوابه أمام زوار المعرض الدولي للنشر والكتاب

يعتبر المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء تظاهرة بارزة تتيح الانفتاح على الثقافة بكل أنواعها وروافدها، وفضاء للنقاشات الفكرية والأدبية المثمرة، فضلا عن كونه فرصة سانحة للتعرف عن قرب على عدد من لغات العالم، حيث تعمل مراكز اللغات الأجنبية على التعريف بأنشطتها بغية تشجيع الزوار، لاسيما الأطفال والشباب منهم، على تعلم هذه اللغات.
وتتعدد أروقة مراكز اللغات الأجنبية المشاركة في الدورة ال25 للمعرض، حيث تضاعف جهودها وتتزين بأبهى الحلل لتشجيع الزوار على الانفتاح على لغاتها وثقافاتها. ويعد رواق المركز اللغوي الأمريكي بالدار البيضاء، إلى جانب أروقة المعهد الثقافي الفرنسي والمعهد الثقافي الألماني (غوته) والمركز الثقافي الإسباني (ثربانتيس)، من بين الأروقة الأكثر نشاطا، حيث يشهد إقبالا مكثفا نظرا للبرمجة الغنية التي يقدمها والتي تتناسب مع كل الأعمار.
ويعتبر المركز اللغوي الأمريكي الذي يتوسط مقره شارع مولاي يوسف، معلمة تربوية وقبلة لكل الشغوفين باللغة الانجليزية، حيث قام منذ ما يزيد عن أربعين سنة بتكوين أجيال من البيضاويين في لغة شكسبير، وفتح آفاقهم على الثقافة الأنجلو- سكسونية الواسعة، لاسيما الأمريكية منها.
وعلاوة على تعليم اللغة الإنجليزية، يعد المركز اللغوي الأمريكي القلب النابض للثقافة والفن الأنجلو- سكسوني بالدار البيضاء، وذلك بفضل الأندية الثقافية التي يحتضنها واستضافته لعدة تظاهرات فنية تروم تعزيز إشعاع اللغة الإنجليزية في المغرب عامة، والدار البيضاء خاصة.
وفي هذا الصدد، أعرب مدير المركز اللغوي الأمريكي بالدار البيضاء، ريشارد مارتن، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن سعادته بالمشاركة في فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب، خصوصا وأنها المرة الأولى التي يشارك فيها المركز في هذه التظاهرة الثقافية البارزة. وأضاف السيد مارتن أن هذه المشاركة ستمكن المركز اللغوي الأمريكي من التعريف بالأنشطة الموازية التي يقوم بها، علاوة على تعليم اللغة الإنجليزية، موضحا أن أساتذة المركز يقومون، طيلة أيام المعرض، بتنشيط ورشات تحاكي الأندية الثقافية التي يحتضنها مقره.
وأوضح أن هذه الورشات ستتمحور أساسا حول الاستعداد لاجتياز شهادة اختبار الإنجليزية كلغة أجنبية (التوفل)، وتقنيات التصوير الفوتوغرافي، والتنمية الذاتية، والكتابة الإبداعية، وفن المناقشة، علاوة على مجموعة من الأنشطة التربوية والترفيهية باللغة الإنجليزية لفائدة الأطفال.
وأضاف السيد مارتن أن المركز اللغوي الأمريكي يغتنم هذه المناسبة للتعريف بمشروعه الجديد، وهو إحداث أول مركز ثقافي وفني قائم على اللغة الإنجليزية بالمغرب في أفق 2020، وسيكون مقره بحي غوتييه بالدار البيضاء. وأبرز أن هذا المشروع الطموح، الذي سيموله المركز اللغوي الأمريكي وسيوفر خدماته بالمجان، سيتكون من خمسة طوابق وسيشتمل على مسرح وقاعة سينما، وفضاءات عرض فنية، ومكتبة، وورشات وفضاءات للتمرين لفائدة فنانين مهنيين ومبتدئين. وأكد أن هذا المركز الثقافي الجديد سيشكل منعطفا هاما بالنسبة للمركز اللغوي الأمريكي، ومساهمة هامة في إثراء الحياة الثقافية للعاصمة الاقتصادية.
يذكر أن المركز اللغوي الأمريكي بالدار البيضاء تابع للجمعية الثقافية الأمريكية التي تتوفر على 12 مركزا لغويا بالمملكة، بمدن أكادير والجديدة وفاس والقنيطرة ومراكش ومكناس والمحمدية ووجدة والرباط وطنجة وتطوان، علاوة على الدار البيضاء. وتجدر الإشارة إلى أن البرنامج الثقافي للدورة ال25 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء (7-17 فبراير 2019)، المنظم، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يعرف تنظيم العديد من الندوات التي تقارب جوانب عدة من الشأن الثقافي المغربي تهم تعدد تعبيراته اللغوية، من عربية وأمازيغية وحسانية، وتنوع حقوله المعرفية والإبداعية، من تراث وأدب وفنون وعلوم إنسانية.
ويساهم في البرنامج الثقافي لهذه الدورة حوالي 350 من المفكرين والأدباء والشعراء وشخصيات من عوالم السياسة والاقتصاد والفن والقانون يدلون بآرائهم، ويعرضون مساهماتهم في فقرات ثقافية تستمر لعشرة أيام.