من جديد عادت قضية تعفن لحوم الأضاحي العام 2017 إلى الواجهة، بعد تقرير للمجلس الأعلى للحسابات قدمه مؤخرا أمام لجنة مراقبة المالية العامة بمجلس النواب، أكد فيه أن عيد الأضحى للسنة المذكورة شهد انتشارا واسعا لظاهرة تغير لون لحوم الأضاحي، موضحا أن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية أرجع الأمر في بيان صدر أياما بعد العيد، لقلة النظافة وعدم احترام سلسلة التبريد بدعوى أن الأضاحي تستجيب للمعايير الصحية محملا بذلك المسؤولية للمواطن أو المستهلك ومخليا سبيل المنتجين أو الكسابة خصوصا الكبار منهم. الشكاوى المصرح بها فقط والتي سجلها المجلس الأعلى للحسابات قاربت حينها 1450 شكاية، 670 منها تعلقت بتعفن واخضرار لحوم الأضاحي، بحيث أن المصالح البيطرية التابعة للأونصا سارعت لأخذ عينات من لحوم الأغنام التي تعفنت وتغير لونها، لتكشف التحاليل المخبرية عن وجود مواد غير مرخص باستعمالها لدى الأغنام، مثل مادة إنروفلوكساسين، التي لا تتوفر على ترخيص للتسويق بالنسبة للأغنام، وتم اكتشاف وجودها بجرعات أعلى من الحدود القصوى المسموح بها، وتم رصدها في أربعة في المائة من العينات التي تم تحليلها، ومادة راكتوبامين، وهي المادة المحظورة في المغرب، وتم العثور عليها في 13,7 في المائة من العينات التي تم تحليلها. وعلى الرغم من استمرار تأكيد مصالح المكتب بأن هذه النتائج لا تفسر ظاهرة اخضرار لون اللحوم بشكل نهائي، وإلى أنه لا توجد معلومات علمية أو مرجعية ببليوغرافية يمكن أن تربط هذه النتائج باللون الأخضر للحم، وعلى الرغم من التراجع الكبير لشكايات "إخضرار" لحوم الأضاحي في السنة الموالية إلا أن الرأي العام الوطني استمر في تسجيل قلقه العميق من الظاهرة، ومن جودة اللحوم المقدمة له في عيد الأضحى، وهي ذكرى وقلق يتجددان بحلول هاته المناسبة كل سنة...