أصدر الرئيس الفرنسي السابق "نيكولا ساركوزي"، نهاية الشهر الماضي، كتابا بعنوان "في زمن العواصف"، خصصه للحديث عن مذكراته، مفردا جزءا منها للعلاقة التي كانت تربطه بعدد من زعماء المغرب العربي خاصة الملك محمد السادس. وفي حديثه عن العاهل المغربي قال "ساركوزي": "رجل يتمتع بذكاء كبير وهو شخص لطيف ويميل إلى الفكر الفرنكفوني"، مشيرا إلى أنه يمزج بين صفات "السلطة والقوة" التي ورثها من والده حسن الثاني و"الذكاء" و "الإنسانية" التي يتمتع بهما جيله. واعتبر الرئيس الفرنسي السابق أن المغرب محظوظ جدا بامتلاكه ملكا بهذه الأهمية، كما ذكر "ساركوزي" الذي تقلد منصب رئيس فرنسا مابين سنة 2007 و2012 في كتابه أسماء رؤساء شمال أفريقيا، كرئيس ليبيا الراحل "معمر القذافي" والرئيس السابق للجزائر "عبد العزيز بوتفليقة" والعلاقات الديبلوماسية التي كانت تجمع بينه وبين هؤلاء الزعماء. وبخصوص الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة، حكى نيكولا ساركوزي أن "اللقاءات التي كانت تجمعه به كانت طويلة وتدوم ثلاث ساعات على الأقل"، مشيرا إلى أن "بوتفليقة كان يرفض أن نتناقش وجها لوجه، بل جنبا إلى جنب". "كان يتوجب علي دائما أن أحرك وجهي باتجاهه لكي أراه، ما جعلني أشعر بآلام في العنق عند مغادرتي مقر الإقامة الذي كان يستقبلني فيه". وتابع "الساعة الأولى من اللقاءات مع بوتفليقة كانت دائما مخصصة للحديث عن الثورة التحريرية وعن الآلام والأوجاع التي خلفها الاستعمار"، مضيفا أن الرئيس الجزائري السابق كان "يعاتبني بسبب الميول المحتملة للسياسة الخارجية الفرنسية نحو المغرب. لكن كنت أدافع عن نفسي بقوة قائلا في أعماق قلبي على الأقل عندما أتواجد في الرباط، الملك لا يعاتبني ولا يسألني لماذا وقع المغرب تحت الحماية الفرنسية". وتحدث ساركوزي عن ليبيا وزعيمها المقتول معمر القذافي والخيمة البدوية التي نصبها في 2007 في حديقة فندق مريني الفاخر بقلب باريس قائلا " ذلك هو الثمن الذي كان ينبغي أن ندفعه للتعبير عن شكرنا بعد تحرير الممرضات البلغاريات". وانتقد ساركوزي تصرفات الزعيم الليبي السابق قائلا بأنه "لا يتحدث لا بالفرنسية ولا بالإنجليزية، وكان يتوجب على كل واحد منا اللجوء إلى مترجم وكان ينطق بأصوات وكلمات لم أكن أفهمها جيدا".