لكل فترة من السنة حديثها، وشجونها وهمومها... وهذه الأيام لا صوت يعلو على حديث "البعبعات".. وخصوصا بين الطبقات المحدودة الدخل والمسماة قسرا الطبقة المتوسطة.. بعبعة هنا وبعبعة هناك.. أصوات تهمس بالشكوى.. وأحيانا تصرخ ولربما تنفجر.. رمضان، عيد فطر، عطلة، دخول مدرسي.. متتالية رياضية يستعسر حلها على الجميع... بل وأرهقت الجميع... علما أن حكومة بنكيران رفعت علم التقشف.. لكنه تقشف لا ولن يشمل غير الموظفين الصغار والمتوسطين.. بالمقابل المتتالية لا ولن تنتظر.. في همس أشبه منه بالصراخ، حديث عن قصر ذات اليد، عن غلاء مرتقب بل ويقيني لكبش العيد، والذي سيأتي حتما على الأخضر واليابس في أجور الفئات الشعبية، وإقتراحات وحلول.. هي ذات الحلول كل سنة.. حلول تعقد الإشكال ولا تحله.. قروض إستهلاكية ترهن مصير أسر بكاملها لشهور، ولربما لسنوات.. لأداء تكلفة عالي المقام خروف العيد.. ولربما بيع لمنقول أو تنازل عن عقار بثمن بخس دراهم معدودة.. فالكل يهون في طريق عالي المقام.. وحديث عن مواصفات سعادته.. وعن "تمعلميت" في إختيار الأضحية.. وعن مكر "الشناقة" الذي لا ينتهي... حديث العيد، أوحديث الخروف يشمل أيضا جانبا هزليا، يبعد السامعين ولو للحظات عن معاناتهم وهمومهم بحثا عن ثمنه ثم عنه رغم تطمينات وزارة الفلاحة التي لا يسمع بها إلا قليلون، ولا يطمئن لها غير نزر قليل من مواطنين.. فبين هذا الذي إشترى خروفا ليكتشف أنه نعجة قرناء ليس إلا.. وذاك الذي أمضى يوم عيد من أعياده الماضية، في مطاردة هوليودية رفقة الجيران لخروفه الهارب، والذي لن يتم إمساكه إلا ساعات قليلة جدا قبل الغروب.. حكايات تبعث على الضحك أحيانا، وعلى الدهشة أحيانا أخرى، ولربما على الخوف في أحايين كثيرة.