تعتبر اسبانيا المغرب مصدر الخطر الرئيسي عليها وخاصة عسكريا بحكم النزاعات الترابية العالقة المتمثلة في مدينتي سبتة ومليلية وبعض الجزر المحتلة، ولهذا تحاول حفظ أسرارها العسكرية، لكن ما وقع مؤخرا يدخل في باب السوريالية، ذلك أن بعض الحواسيب المتضمنة لمعطيات عسكرية يفترض أنها سرية جرت سرقتها وبيعها في المغرب مائة يورو للحاسوب دون أن يدرك المغرب أهميتها. في هذا الصدد، وأوردت عدد من وسائل الاعلام الإسبانية ومنها جريدة ليفانتي في موقعها الرقمي أمس الأربعاء أن قاض تحقيق من المحكمة العليا في مدينة فالنسيا شرق البلاد يحقق في ملف يتضمن قيام جندي جندي إسباني يعمل في قاعدة عسكرية في مدينة أليكانتي التي بدورها تقع شرق البلاد، بسرقة ثمان حواسيب وبيعها لمواطن مغربي. وتؤكد الجريدة أن عملية الاعتقال وقعت الشهر الماضي ولكن تم تسريب الخبر هذا الأسبوع، ويستمر التحقيق في هذا الملف التي تصفه بالشائك. واعترف الجندي بسرقة الحواسيب من قاعة في القاعدة، حيث كان يقوم بسرقة واحد تلو الآخر، ويقوم لاحقا ببيعها الى مواطن مغربي بقيمة تتراوح ما بين 90 يورو ال مائة يورو (115 الى 130 دولار) . وبدأ الحرس المدني الذي يعتبر شرطة عسكرية في التحري وراء هوية المهاجر المغربي، حيث اعتقله وحقق معه، واعترف المغربي بشراء هذه الحواسيب من الجندي الإسباني، وأكد سعر البيع الذي لم يتعدى مائة يورو. وكانت المفاجأة أنه اعترف بنقلهم الى مدينة طنجة وبيعها هناك للمختصصين في الحواسيب. ويتخوف المسؤولون في القاعدة العسكرية ان تكون بعض الحواسيب الذي جرى بيعها بطنجة ما زالت تتوفر على معلومات ذات طابع عسكري، خاصة أن التحقيق لم لم يحسم بعد فيما إذا كان الجندي قد قام بمسح محتويات أقراصها الصلبة قبل بيعها أم لا، وهل قام المهاجر المغربي بمسح المعلومات أم باعها كما هي في مدينة طنجة شمال المغرب. وتسترت السلطات الإسبانية على الخبر وحالت دون تسريبه حتى لا ينتبه أحد للحواسيب وأهميتها، لكنها في آخر المطاف لم تنج، وتسرب الخبر للصحافة. لكن لا أحد يعرف نوعية الأسرار التي كانت في الحواسيب. ويوجد الجندي الإسباني، في السجن بتهمة سرقة الحواسب وبتهمة عدم الالتحاق بعمله، إذ بعدما انتشر خبر سرقة الحواسيب هرب ولم يعد للعمل في القاعدة العسكرية حتى اعتقله الحرس المدني. وفي المقابل، يوجد المواطن المغربي في حالة سراح ويلاحق بتهمة شراء مواد مسروقة، وتأكد الحرس المدني أنه مهاجر عادي ليست لديه علاقة بالاستخبارات المغربية وشاءت الصدف أن يشتري حواسيب عسكرية دون أن يدرك مضمونها ولا هويتها ليبيعها في المغرب. وتعلق الصحافة ساخرة على هذا الحدث بأن أسرار عسكرية تباع في سوق مدينة مثل طنجة تنتمي الى دولة تعتبرها اسبانيا مصدر الخطر الرئيسي بسبب ملفات عالقة حول مدينتين سبتة ومليلية والجزر المحتلة. وتستمر في التعليق ساخرة أن أسرار الجيش الإسباني ليست مهمة طالما أن قيمتها تساوي هذا المبلغ الهزيل. ولدى انتشار الخبر في شبكات التواصل الاجتماعي مثل الفايسبوك، يعلق بعض المغاربة، من يدري، فقط تكون المخابرات المغربية الآن وراء الحواسيب في أسواق طنجة.