برنامج دعم السكن.. معطيات رسمية: 8500 استفدو وشراو ديور وكثر من 65 ألف طلب للدعم منهم 38 فالمائة عيالات    الولايات المتحدة تنذر "تيك توك": إما قطع العلاقات مع بكين أو الحظر    قرصنة شبكات الاتصالات الوطنية ورط شخص فطنجة.. ها اش لقاو عندو    البرلماني السابق البوصيري جابوه اليوم من حبس بوركايز لغرفة الجنايات الاستئنافية ففاس بعدما تحكم ابتدائيا ب5 سنين نافذة ديال الحبس    الفوائد الصحية للبروكلي .. كنز من المعادن والفيتامينات    دراسة: النظام الغذائي المتوازن قد يساهم في تحسين صحة الدماغ    إحصاء الأشخاص الذين يمكن استدعاؤهم لتشكيل فوج المجندين برسم 2024 يقترب من الانتهاء    مقترح قانون لتقنين استخدم الذكاء الاصطناعي في المغرب    ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34 ألفا و262 شهيدا منذ بدء الحرب    إعلان فوز المنتخب المغربي لكرة اليد بعد انسحاب نظيره الجزائري    نائبة رئيسة مجلس النواب التشيكي تجدد التأكيد على موقف بلادها الداعم لمبادرة الحكم الذاتي    "الأحرار" يفوز بالانتخابات التشريعية الجزئية بدائرة فاس الجنوبية    مدير المنظمة العالمية للملكية الفكرية : الملكية الفكرية تدعم جميع جوانب الحياة في المغرب، بما في ذلك الزليج    أفلام متوسطية جديدة تتنافس على جوائز مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط    صديقي : المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب فرصة للترويج للتجربة المغربية    جنيف .. تحسين مناخ الأعمال وتنويع الشركاء والشفافية محاور رئيسة في السياسة التجارية للمغرب    دراسة: تناول الأسبرين بشكل يومي يحد من خطر الإصابة بسرطان القولون        تفاقم "جحيم" المرور في شوارع طنجة يدفع السلطات للتخطيط لفتح مسالك طرقية جديدة    اختتام فعاليات الويكاند المسرحي الثالث بآيت ورير    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس    حيوان غريب يتجول في مدينة مغربية يثير الجدل    جماهري يكتب.. 7 مخاوف أمنية تقرب فرنسا من المغرب    مبادرة مغربية تراسل سفراء دول غربية للمطالبة بوقف دعم الكيان الصهيوني وفرض وقف فوري للحرب على غزة    دراسة تبيّن وجود صلة بين بعض المستحلبات وخطر الإصابة بمرض السكري    الموت يفجع شيماء عبد العزيز    جلسة قرائية تحتفي ب"ثربانتس" باليوم العالمي للكتاب    في شأن الجدل القائم حول مدونة الأسرة بالمغرب: الجزء الأول    انتقادات تلاحق المدرب تين هاغ بسبب أمرابط    المنتخب الوطني الأولمبي يخوض تجمعا إعداديا مغلقا استعدادا لأولمبياد باريس 2024    مفوض حقوق الإنسان يشعر "بالذعر" من تقارير المقابر الجماعية في مستشفيات غزة    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    اتجاه إلى تأجيل كأس الأمم الإفريقية المغرب 2025 إلى غاية يناير 2026    أسعار الذهب تواصل الانخفاض    إساءات عنصرية ضد نجم المنتخب المغربي    صدور رواية "أحاسيس وصور" للكاتب المغربي مصطفى إسماعيلي    "الراصد الوطني للنشر والقراءة" في ضيافة ثانوية الشريف الرضي الإعدادية بعرباوة    بنموسى…جميع الأقسام الدراسية سيتم تجهيزها مستقبلا بركن للمطالعة    هل تحول الاتحاد المغاربي إلى اتحاد جزائري؟    "إل إسبانيول": أجهزة الأمن البلجيكية غادي تعين ضابط اتصال استخباراتي ف المغرب وها علاش    للمرة الثانية فيومين.. الخارجية الروسية استقبلات سفير الدزاير وهدرو على نزاع الصحرا    شركة Foundever تفتتح منشأة جديدة في الرباط    نوفلار تطلق رسميا خطها الجديد الدار البيضاء – تونس    إقليم فجيج/تنمية بشرية.. برمجة 49 مشروعا بأزيد من 32 مليون درهم برسم 2024    "نسب الطفل بين أسباب التخلي وهشاشة التبني"    رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك ب "الملياردير المتغطرس"    بطولة انجلترا: أرسنال ينفرد مؤقتا بالصدارة بعد فوز كبير على تشلسي 5-0    كأس إيطاليا: يوفنتوس يتأهل للمباراة النهائية على حساب لاتسيو    توفيق الجوهري يدخل عالم الأستاذية في مجال تدريب الامن الخاص    الصين تدرس مراجعة قانون مكافحة غسيل الأموال    الولايات المتحدة.. مصرع شخصين إثر تحطم طائرة شحن في ألاسكا    الصين: أكثر من 1,12 مليار شخص يتوفرون على شهادات إلكترونية للتأمين الصحي    إيلا كذب عليك عرفي راكي خايبة.. دراسة: الدراري مكيكذبوش مللي كي كونو يهضرو مع بنت زوينة    لقاء يستحضر مسار السوسيولوجي محمد جسوس من القرويين إلى "برينستون"    حزب الله يشن أعمق هجوم في إسرائيل منذ 7 أكتوبر.. والاحتلال يستعد لاجتياح رفح    الأمثال العامية بتطوان... (580)    الإيمان القوي بعودة بودريقة! يجب على الرجاء البيضاوي ومقاطعة مرس السلطان والبرلمان أن يذهبوا إليه    كيف أشرح اللاهوت لابني ؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار: أفتاتي يقول كل شيء عن القصر والديمقراطية ومستقبل البيجيدي
نشر في العمق المغربي يوم 22 - 03 - 2017


حاوره: محمد لغروس
اعتبر القيادي بحزب العدالة والتنمية عبد العزيز أفتاتي أنه على عكس العديد من القراءات التي قالت إن هناك تقيد بالدستور في مسألة تكليف سعد الدين العثماني بتشكيل الحكومة خلفا لبنكيران، فإن التكليف هو تفسير سلطوي للدستور، مشيرا أن أنه تمت إزاحة عبد الإله بنكيران بطريقة سلطوية دون سند من الدستور ولا من الديمقراطية.
واستغرب أفتاتي في حوار شامل مع جريدة "العمق"، كيف تم استبعاد بنكيران من تشكيل الحكومة رغم أنه كان شخصا ناجحا ويحقق نتائج تساهم في إشعاع المغرب وشخص يتمسك بالمشروعية بشكل صوفي مبالغ فيه، معتبرا أن سبب ذلك هو أن بنكيران نجح في تعرية الدولة العميقة وازعاجها لأن الدولة العميقة لها مشكلة مع الإصلاحات.
وأوضح أفتاتي أن ابعاد بنكيران المستهدف منه هو الانتقال الديمقراطي وذلك عبر إرباكه، مشيرا أن "هذا الإرباك يمر من إزاحة رئيس الحكومة لأن بنكيران كان يضفي نكهة خاصة على رئاسة الحكومة، كما أن المستهدف هو تشكيل فريق هجين واعتماد برنامج هجين يخدم مصالح الدولة العميقة".
وشدد المصدر ذاته، على أن العثماني "باعتباره مثقفا إلى جانب كونه من السياسيين الوطنيين الكبار من رجالات الدولة، يستطيع أن يستمر في تثمين التوفيق بين التيارات الفكرية الأساسية في البلد وأن يستمر في التركيب والتلاقي الخلاق بين التيارات السياسية الوازنة الإصلاحية في البلد"، مشيرا أنه "مع تعيين الدكتور سعد الدين العثماني لازالت هنالك إمكانية لإنقاذ ما يمكن انقاذه".
كيف تقرأ إعفاء بنكيران وتعيين العثماني وتكليفه بتشكيل الحكومة؟
على عكس العديد من القراءات التي قالت إن هناك تقيد بالدستور في مسألة تكليف سعد الدين العثماني بتشكيل الحكومة خلفا لبنكيران، فإني أقول أن التكليف هو تفسير سلطوي للدستور، وأنه لا علاقة له بصريح الدستور، اللهم إذا أردنا أن ندخل المغاربة في مرحلة التضبيب أو ما نسميه الدارجة ب"الغميضة"، وهذا غير مقبول بالمرة.
تمت إزاحة عبد الإله بنكيران بطريقة سلطوية ولا أعتقد أن لها سند من الدستور ولا من الديمقراطية حتى نكون واضحين، وبالطبع لفهم الذي جرى يجب أن نعود إلى التاريخ ونعود إلى تجربة لم تر النور مع الأستاذ علال الفاسي رحمة الله عليه وما يحكيه محمد الفقيه البصري في كتابه "العبرة والوفاء"، كما ينبغي أن نعود إلى محاولة أخرى لم تر النور مع الأستاذ امحمد بوستة، كما ينبغي بالطبع العودة إلى محاولة الأستاذ عبد الله إبراهيم ثم محاولة الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي.
في كل مرة يتم إجهاض أجندة الانتقال الديمقراطي بالطبع بالشروط المغربية وبالشروط الوطنية، ويمكن أن نقول بالخصوصية المغربية ولكِن مع الأسف في كل مرة يتم الانقلاب، ولا يمكن استنساخ أي تجربة كيفما كان نوعها ولا يمكن اعتماد "الكليشهات" في هذا المجال، لابد لكل دولة أن تنجز انتقالها الديمقراطي في شروطه ولذلك كان مطروحا على المغاربة أن ينجزوا هذا الانتقال أكثر من مرة ولكن مع الأسف في هذه المرات الأربع أو ربما الخمس إذا أضفنا محاولة التسوية التي كانت ستتم مع المهدي بنبركة والتي انتهت بتصفيته في الظروف التي يعلمها الجميع.
ينبغي كذلك أن نستحضر مآلات ما بعد الإجهاض، لأن مآلات ما بعد الإجهاض الأول والتي انتهت بشق حزب الاستقلال مع الأسف الشديد إلى شطرين أو أكثر وانتهت كما يعلم الجميع إلى انتفاضات ومحاولات انقلابية حتى نكون واضحين وحتى نتحدث بدون لف ولا دوران.
إجهاض محاولة الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي انتهت إلى أن يعانق المغاربة الربيع العربي وأن تقوم القيامة الصغرى ل 20 فبراير، لأنه بعد الانقلاب على الأستاذ اليوسفي قامت الدولة بتأسيس حزب بالوسائل المعروفة وغير المعروفة والمحاولة التي كانت لتطبيع الوضع مع عبد الواحد الفاسي تخللها خلق الدولة لحزب لها وتمكينه من الانتخابات 2009 وهذا الذي أجج القلق والتخوف في صفوف الشبيبة التي هي مستقبل المغرب ولذلك أنجزت فعاليات 20 فبراير ومشكورة على هذا الانجاز الوطني الكبير. وبالطبع هو الذي كان سببا في محاولة العودة إلى مسار محاولة انجاز الانتقال الديمقراطي مرة أخرى، ولذلك تم اعتماد دستور جديد والانتهاء من الولاية السابقة الحكومية والبرلمانية وإجراء انتخابات سابقة لأوانها وهي التي جاءت بحزب العدالة والتنمية في المرتبة الأولى.
وبالمناسبة أنا أقول أن اليوم كذلك العدالة والتنمية يحصل على المرتبة الأولى وهذا ليس باكتساح ولا فوز وإنما هو ترتيب فقط، تحصل على الرتبة الأولى والدستور يقول بأن الذي تحصل على الرتبة الأولى هو الذي ينبغي أن يقوم بتشكيل الحكومة، ولكن تشكيل الحكومة له علاقة بالمنجز المأمول والذي طال انتظاره وهو الانتقال الديمقراطي، وأنا دائما كنت أقول بأن الانتقال الديمقراطي بشروطنا الحالية له أربع عتبات وهي انتخابات حرة وشفافة ونزيهة والذي ينص عليه الفصل 11 من الدستور بحيث يسحب أي مشروعية للانتخابات إذا لم تتوفر فيها شروط النزاهة والحرية وتم اختيار رئيس الحكومة من الحزب الذي فاز بالانتخابات والذي حصل على الرتبة الأولى وهو الذي تم في المرة الأولى لأنه لم يكن ممكنا الالتفاف عليه لأن له علاقة بإرادة الملك ثم العتبة الثالثة وهي أن تبرم الأحزاب تحالفات حرة يعني أن يتم ترك الأحزاب لنفسها تختلف أو تأتلف بكل حرية.
العتبة الرابعة وهي تشكيل حكومة منسجمة ولا ازدواجية فيها والكل تابع أن هناك محاولة على الالتفاف على الاقتراع بشكل فج لدرجة أنه تم الخلط بين الة الحصاد وبين الجرار والخلط بين الحصاد والجرار، ومعروف اليوم من ترشح ضد العدالة والتنمية، لأنه غير صحيح أن البؤس هو الذي ترشح، وإنما الذي ترشح هو الحصاد والحصاد يأتي قبل الجرار.
بالطبع، هذا لم يأت بنتيجة لأن الشعب سفه الدولة العميقة وفي العتبة الثانية لم يكن ممكنا الالتفاف على الاختيار لأن القضية مرتبطة بإرادة الملك وبشخص الملك واليوم بالطبع يحاولون الالتفاف على التحالفات ولذلك حاولوا أن يفرضوا على بنكيران تحالفا هجينا كمقدمة لفرز حكومة لا تقطع مع الازدواجية ولكن توطد الازدواجية ولما رفض بنكيران، تواطئوا ضده وجعلوه خارج اللعبة بطريقة لا علاقة لها بالدستور.
وبذلك، المعركة اليوم تدور في الشرط الثالث أو في العتبة الثالثة في مقدمة حسم الحكومة في هذا الاتجاه، إما أن تكون حكومة منسجمة تحت سلطة رئيس الحكومة أو تكون حكومة فيها ازدواجية تابعة في جزء لرئيس الحكومة وتابعة في أجزاء للدولة العميقة. وملخص هذا هو اليوم لمن تعود السلطة هل تعود لمخرجات الاقتراع أو لمخرجات دهاليز الدولة العميقة ولذلك فلنتابع.
هل يمكن أن نقول إنه لم يعد للإصلاح راع سامٍ في البلد؟
مع تعيين الأستاذ الدكتور سعد الدين العثماني اعتقد بأنه لازالت هنالك إمكانية لإنقاذ ما يمكن انقاذه من أمل في إنجاز الانتقال الديمقراطي لأنه اليوم القوات الإصلاحية ومن ضمنها العدالة والتنمية يعني اليوم هي بتجاوبها مع تعيين الأستاذ العثماني تقول بأننا مستمرون في التمسك بالقضية وبالمشروع وبأجندة الانتقال الديمقراطي والإصلاحات، ولكن يمكن أن نقبل بتغيير منسق أو رمز أو رئيس الفريق أو رئيس المشروع ولذلك فيه نوع من إيجاد لحل وسط، يعني أن تتمسك بالقضية مع قبول إجراء تغيير وتعديل على مستوى رئيس الفريق أو منسق الفريق، ولذلك أعتقد بأنه لازالت هناك إرادة ولازالت هنالك امكانية.
السؤال اليوم الذي ينبغي أن يُطرح، هو في أي اتجاه سيتم الفرز بين أركان الدولة العميقة، لأنه هذا سؤال ينبغي أن يطرح كذلك، حتى لا نتشبث بالتفاصيل فقط وتفاصيل مظللة لأنه يبدوا أنه هناك حراك داخل أركان الدولة العميقة واعتقد انها اليوم في مأزق وهذا الذي جرى لا يعطيها فسحة أو مجال كبير للتمدد. هنا اعتقد أنها لازالت محاصرة بإردة القوات الإصلاحية وبإرادة الشعب ولذلك ينبغي أن نستمر في اليقظة اللازمة لمحاصرة الجهات الظلامية في الدولة العميقة والتي تريد أن تغلق القوس بطريقة فجة وأن تُغلقه على من فيه.
اعتبرت أن إعفاء بنكيران تأويل سلطوي للدستور، على مستوى الواقع ألا تعتبر خطوة تعيين العثماني هو خطوة في اتجاه قسم الحزب عمليا؟
بالطبع أعتقد أن هذا هو مراد بعض أركان الدولة العميقة، لكن حزب العدالة والتنمية عصي على الإفساد وعصي على التهميش، لأنها تقارن بين التشبث بالمشروعية والتشبث كذلك بالإصلاحات ولذلك أتصور أن هذا التعيين لا يمكن أن يحقق مرادهم ولو أن خلفيته السعي إلى شق الحزب.
ربما كانوا أمام اختيارات وفي نهاية المطاف اختاروا طريق تكليف الأستاذ العثماني، وأنا لازلت أعتقد أنه حل وسط والعثماني قوة هادئة وهو اليوم مطوق بالمؤسسة والتقييد باختيارات الحزب التي هي اختيارات القوات الإصلاحية كما أنه مطوق بالاحتضان الكبير من طرف المواطنين.
وأزعم أنه سيحظى بنفس التقدير والاحتضان الذي حظي به بنكيران أو قريبا منه لذلك في المحصلة مطوق بأمانة الإسهام في إنقاذ مرحلة وطن كبيرة ومفصلية وتاريخية. وما أعلمه عن العثماني، الذي هو بالمناسبة زميل وصديق الأستاذ باها وهو كذلك تلميذ المرحوم المختار السوسي، هو أنه بالطبع هذه مدرسة غاية في الزهد وفي متاع الدنيا والألقاب وفي الأمور الزائلة التي يمكن أن تبتعد عن غايات التقيد بالمشروع الإصلاحي الوطني في هذه الظرفية الحرجة.
اعتبر بأن العثماني هو مثقف ومن القيادات المؤسسة للمشروع العدالة والتنمية وله إشعاع دولي وهو في المحصلة زاهد في المَتاع والألقاب ولذلك لا يمكن أن يجاري الدولة العميقة.
البعض يؤكد على نظافة يد قيادات العدالة والتنمية وغيرها من الأمور المهمة، ولكن البعض يطرح سؤال المكتسب وماذا سنعمق من الاجراءات الاصلاحية؟
حينما قلت بأن الحل الوسط، يعني حل يقول بالتمسك بأجندة إنجاز الانتقال الديمقراطي ومحاولة معالجة الشروط التي نمر منها وخاصة المرتبطة بالعتبة الثالثة وهي إبراز تحالفات حرة أو إبرام اختلافات أو تدبير اختلافات ولكن في الأصل الاختلاف أو الائتلاف ينبغي أن يترك للأحزاب.
اعتبر أن الحل الوسط بالتمسك بالقضية ويتجاوز قضية أن تدبر من طرف الأستاذ بنكيران وهذا أقصى ما يمكن أن تقدمه العدالة والتنمية من تنازلات وأتصور ربما أنهم تجنبوا الأستاذ المقتدر الرميد الذي هو على نفس قناعة الأستاذ بنكيران ولكن الذي يتميز بمقابل عفوية بنكيران يتميز بالمؤسسة. وأنا أتصور بأن الأستاذ العثماني سيجمع بين الحسنيين؛ بين العفوية المطلوبة والتلقائية المطلوبة ولكن الهادئة والمؤسسة في هذه الظرفية الدقيقة جدا.
ألا يشكل تعيين سعد الدين العثماني حرج في موضوع اختيار الأمين العام المقبل؟
لا أعتقد ذلك، لأن الأستاذ العثماني كان يمكن أن يدبر المرحلة السابقة ويمكن أن يدبر المرحلة اللاحقة، ويمكن أن نتواضع في العدالة عن التمييز بين رئاسة الحزب ورئاسة الحكومة ولكن هذا مرتبط بالتراكم الذي راكمناه كحزب العدالة والتنمية إلى حدود اليوم ولذلك ينبغي أن نجري نقاشا هادئا وموضوعيا بما يخدم العملية الإصلاحية الفريدة في المغرب.
أنا أزعم اليوم، وهذا بالطبع سيتبين في تقديري فيما سيستقبل من سنوات، أن المغرب اليوم يمر من إصلاحات فريدة وغير مسبوقة. إصلاحات فيها نوع من التلاقي بين التيارات الفكرية الأساسية في البلاد وهي التيار الإسلامي والليبرالي واليساري. وأنا أتصور بأن الأستاذ العثماني باعتباره مثقفا إلى جانب كونه من السياسيين الوطنيين الكبار من رجالات الدولة، اعتبر بأنه يستطيع أن يستمر في تثمين هذا التركيب بين التيارات الفكرية الأساسية في البلد وأن يستمر في التركيب وتلاقي خلاق بين التيارات السياسية الوازنة الإصلاحية في البلد.
بما تفسر حديث بلاغ الديوان الملكي على أن هناك اختيارات أخرى لتجاوز أزمة "البلوكاج"؟
البعض يتكلم على أن هناك اختيارات كثيرة، هناك اختيارين هما؛ تكليف الحزب الأول والاختيار الثاني هو الذهاب إلى إعادة الانتخابات، وبالمناسبة الفصل 42 يتحدث على أن الملك يمارس صلاحياته من خلال الاختصاصات المخولة له صراحة بنص الدستور، ولذلك لا مجال للحديث على نص الدستور وروح الدستور وما شابه ذلك من الخزعبلات والتأويلات السلطوية الاستبدادية للنصوص.
أنا أتصور بأن هذا الذي ذهب إليه الملك يوضح تقييده بما نص عليه الفصل 42، ولكن يعني في إطار النقاش. الذي صاغ البلاغ الديوان الملكي أشار إلى أن هنالك تعذر تشكيل الأغلبية وقال بأنه ليس هناك ما يوحي بأن هناك تشكيلها في القريب وأنا أحيله على أن هنالك مرة واحدة تمت فيه الإشارة في الدستور إلى الأغلبية الحكومية وهي الفصل 98 والذي يفيد بإجراء الانتخابات تلو الانتخابات حتى تتحصل الأغلبية. وبالطبع أنا أقول هذا كممارس ولست فقيه دستوري ولا خبير ولكنني ممارس. وبالطبع أنا من الناس الذين يتأبطون الدستور إلى جانب تأبطهم لكتابات وازنة جدا للعلامة الفاسي كما أتأبط تحليلات وازنة بما فيها التحليل الوارد في الاختيار الثوري لبن بركة والذي أدعو الشباب للعودة إلى هذه المساهمات التي بالطبع مازالت لها راهنيتها.
هل أنت متفائل بتشكيل الحكومة مع مجيء العثماني؟
أنا متفائل، لأن الذي كان مستهدفا هو الانتقال الديمقراطي وإرباكه، وهذا الإرباك يمر من إزاحة رئيس الحكومة أن بنكيران كان يضفي نكهة خاصة على رئاسة الحكومة كما أن المستهدف هو تشكيل فريق هجين واعتماد برنامج هجين يخدم مصالح الدولة العميقة، كما أن المستهدف هو الرهان من الفريق ومن رئاسة الحكومة حتى لا يبقى رهان الانتقال الديمقراطي ويصبح رهانه على خزعبلات الدولة العميقة أي ما يسمونه التنمية دونما الحاجة إلى الديمقراطية تم المستهدف هو العملية برمتها أي الانتقال الديمقراطي.
أنا أتصور بأن هذه أمور كانت مستهدفة بالتتابع ولكن لا أتصور بأنهم سيفلحون، لأن الشعب المغربي اليوم على مستوى من النضج والشجاعة ومن الجرأة ولذلك للمرة الثالثة الشعب المغربي يحتضن القوات الإصلاحية للمرة الثالثة أي انتخابين تشريعين متتالية ثم انتخابات جماعية. وبالطبع يمكن العودة إلى التاريخ هذا لم يسبق له في تاريخ الانتخابات في المغرب بحيث إن الانتخابات التي كانت تأتي بعد الانتخابات السابقة كانت تقلب النتائج والانتخابات الجماعية تذهب في الاتجاه المعاكس للانتخابات التشريعية وأنا أركز على شيء هو أنه من الأمور التي جعلت من الأستاذ المقتدر اليوسفي الوطني الكبير جعلته ينسحب هو أنه كان بمعية القيادة التاريخية للاتحاد الاشتراكي ينتظر استعادة المبادرة في الانتخابات الجماعية ل 2003 والتي جاءت بعكس مراد اليوسفي ولذلك أتصور أن الذي دفع باليوسفي إلى الانسحاب من الحياة السياسية وما وقع في 2003 لأنه كان ينتظر أن يسترجع الاتحاد المبادرة لدى أركان الدولة العميقة، لذلك انسحب بعد ظهور الانتخابات الجماعية ل 2003.
وبهذه المناسبة أقول إلى القيادة الحالية التي جعلت من الاتحاد احتياطي من خدام الدولة العميقة أن الذي حال دون وصول الاتحاد إلى عمودية الدارالبيضاء ساعتها هو الجهة التي تتحالفون معها الآن في إطار الرباعي ولا داعي لأذكركم بأنه الذي كان مرشح آنذاك لقيادة العمل الجماعي بالبيضاء هو الاستاذ خالد عليوة وأعيد وأزعم بأن الذي جعل اليوسفي ينسحب هو نتائج الانتخابات.
بينما في 2015 الانتخابات الجماعية زادت من احتضان العدالة ولذلك أتصور أن الشعب اليوم له من النضج والجرأة ما يكفي لتسفيه أحلام وكوابيس الدولة العميقة، ولذلك خَلُص الوضع وخَلُص الأمر في الأخير إلى تعيين الأستاذ العثماني وأعيد أنه حلٌّ وصل بالمعنى الإيجابي لكي نساهم كل من موقعه لإنقاذ ما يمكن انقاذه.
ما هي رسالتك للعثماني في نقطتي التحالفات ومستقبل الإصلاح؟
رسالتي للعثماني هو أن زميلك الأستاذ باها لقي الله وهو زاهدا في المتاع وزاهدا بالحال قبل أن يكون بالمقال، ولا أخالك يعني أنك لن تستحضر مثال الأستاذ باها الذي هو مثال نموذجي في الزهد في المتاع تم أنني لا أخالك تنسى مسيرة أستاذك المختار السوسي الذي كان زاهدا لدرجة الصوفية، وبذلك أنا رسالتي هو أن تتمسك بالمشروعية وأن تقرن المشروعية بالإصلاحات.
أنا أتصور بأن الذي أزعجهم في بنكيران الذي ينبغي أن نوجه له تحية كبيرة على صموده. وبالمناسبة أريد أن ألفت الانتباه إلى أن بنكيران قام بتعرية الدولة العميقة لأنه كيف يمكن أن تغير شخص ناجح ويحقق نتائج تساهم في إشعاع المغرب وشخص يتمسك بالمشروعية بشكل صوفي مبالغ فيه، إذا ما الذي يدفع إلى التخلص من شخص موغل في التمسك بالمشروعية وأنا أقول متمسك بالمشروعية بطريقة فيها مغالاة وصوفية غريبة.
ما تفسيرك لذلك؟
تفسيري أن الدولة العميقة لها مشكلة مع الإصلاحات، ولذلك قام بتعريتهم وبالطبع يبقى سؤال هل للدولة العميقة مشكل فقط مع الإصلاحات أم مشكل مع المشروعية؟ وإذا كان لهم مشكل مع المشروعية فهذه إذن قصة أخرى وأنا منذ آخر مساهمة لي في مجلس النواب وأنا أحكي عما جرى، لا أحكي بلسان اليوم حتى لا يتم استثماره عن ما قلته في اتجاه من الاتجاهات، لقد تكلمت في إحدى المساهمات الأخيرة في إحدى لجان مجلس النواب عن البرامكة والقرامطة وعن الحشياشية، وذلك مزيدا من اليقظة ومزيد من محاصرة أركان الدولة العميقة ومزيد من الانتصار لإرادة الشعب لأن الديمقراطية آتية لا ريب في ذلك، كما قال اليوسفي حينما كان يؤبن الزعيم عبد الرحيم بوعبيد، فمن ضمن كلامه قال يكفي أنك قدمت الشيء الكثير من أجل أن ينعم المغرب بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ثم قال إن الديمقراطية آتية ولذلك أردد ما قاله اليوسفي.
الشعب المغربي سيحكم نفسه بنفسه لا محالة، لذلك لا داعي لكي نطيل، فقضية البرامكة والقرامطة تم تجسيد هذا من طرف من كان يزعم أنه يحرص المعبد فإذا به يحاول أن ينقلب على المعبد وما فيه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.