قال أستاذ العلوم السياسية، خالد يايموت، في تحليله لمضامين الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، إن المغرب يسير باتجاه تجديد العلاقات مع إسبانيا، مضيفا أن الملك أشار إلى أن تدخلا أوروبيا أزم العلاقات بين الرباطوالجزائر. وأشار يايموت في تصريح لجريدة "العمق"، إلى أنه بعد الجهود التي بذلتها إسبانيا والمغرب على مستوى لجان مختصة، والتي أفضت إلى نتائج إيجابية على مستوى التواصل الدبلوماسي، تم الانتقال إلى الإشراف المباشر للقيادة السياسية في البلدين، الملك في المغرب، ورئاسة الوزراء بإسبانيا. ويرى الخبير المغربي، أن هناك تقدما مهما جدا في التواصل ما بين البلدين، لأنه تم الاتفاق على أمرين أساسيين، يشكلان الإطار العام لتجديد العلاقات بين البلدين، وهما مراعاة الانضباط والاحترام التام للمصالح الإستراتيجية لكلا الدولتين وكذلك الاحترام والالتزام بالوحدة الترابية للبلدين. بالنسبة للمغرب، اعتبر يايموت، أنه رغم وجود نقاش حول معطيات كثيرة خصوصا على مستوى الجانب الاقتصادي والجيو-استراتيجي، إلا أن الذي يهم الرباط هو الاتفاق على نقطتين أساسيتين واللتان كانتا سببا رئيسا في تأزيم الوضع الحالي بين البلدين. وأوضح المتحدث، أنه حسب المؤشرات الموجودة حاليا، فإن البلدان يسيران في الأسابيع القليلة القادمة، إلى تجديد علاقاتهما، وسيكون هذا التجديد بمثابة احتفالية دبلوماسية سترعاه القيادات السياسية للدولتين. ويرى يايموت، أنه على المستوى المغربي سيكون التمثيل بأكبر من وزير الخارجية، وكذلك في إسبانيا، لأن هناك نوعا من النفس السياسي والدبلوماسي في كلا البلدين، وذلك لتدشين علاقات جديدة وفي نفس الوقت للاحتفاء بهذه المناسبة. فيما يخص الجزائر، أوضح أستاذ العلوم السياسية، أن الخطاب الملكي اختار لغة دبلوماسية ذات مضمون مهم، حيث أشار إلى أن هناك تدخل ثالث أوروبي في العلاقات بين المغرب والجزائر، وهذا الطرف الثالث هي دولة حليفة جدا للبلدين. وبحسب المحلل السياسي، فإن هذا ينبئ على أنه إذا كان هناك استمرار في هذا اللعب على هذا المستوى، فإن المغرب سيدخل في علاقات جد متوترة مع فرنسا في الأشهر القادمة، مبرزا أن الملكية بالمغرب تعمل بجهد لتكون هناك علاقات طبيعية وودية مع الجزائر. لكن في الواقع، يضيف يايموت، بعد الهدوء الذي مر بين المغرب والجزائر، كان هناك تدخل لطرف ثالث أوروبي، جعل العلاقات بين البلدين تصل إلى هذا التوتر الأخير، قبل أن يشير إلى أن هذا التدخل الأوروبي، وجد أرضا خصبة في الجهة الأخرى، أي الجزائر وهو ما عمق الأزمة القائمة بين البلدين. وشدد يايموت، على أنه ليس هناك أفقا حقيقية لإصلاح هذه الأعطاب، والملك كما في الخطاب السالق الذي كان فيه صريحا مع الجزائر فيما يخص الدخول في حوار مباشر، إلى غير ذلك، هذه المرة اختار أن يقول بشكل صريح بأن هناك من يتلاعب بالقيادات السياسية ويتدخل في الشؤون السياسية للدول المغربية. وهنا يشير الملك، بحسب يايموت، إلى المغرب والجزائروتونس، وهي إشارة ضمنية إلى دولة أوروبية حليفة لهذه الدول الثلاثة، وهي معروفة تقليديا بهذه العلاقات مع هذه الدول، إلا أنها تدخلت مؤخرا بشكل سلبي جدا مهددة استقرار تونس، وعمّقت الأزمة بين المغرب والجزائر.