فشلت مساعي كينيا في إصدار إدانة دولية للمغرب بجانب إسبانيا بسبب المأساة التي شهدتها مليلية يوم الجمعة الماضي، حين لقي 23 مهاجراً سريا من دول افريقية مصرعهم جراء عملية اقتحام عنيفة أصيب خلالها رجال الأمن من الجانب المغربي والإسباني مرابطين على طول السياج الحدودي. وعقد مجلس الأمن الدولي أمس الأربعاء جلسة مغلقة بشأن واقعة مليلية، بطلب من كينيا، لكنّ أعضاءه ال15 فشلوا في الاتفاق على موقف موحّد تجاه هذه المسألة. واقترحت كينيا عقد هذه الجلسة وإصدار بيان يدين معاناة المهاجرين الأفارقة على طول ساحل البحر المتوسط ويدعو كلاً من المغرب وإسبانيا إلى إجراء تحقيق سريع ونزيه في الفاجعة. لكنّ هذا النص، الذي أثار على وجه الخصوص امتعاض الولايات المتّحدة، لم يرَ النور في غياب الإجماع المطلوب لصدوره عن المجلس. ووفقا لمصادر دبلوماسية، وصل الانقسام حول هذه القضية إلى أعضاء المجلس الأفارقة الثلاثة، وهم غانا والغابون وكينيا، إذ لم تتمكّن الدول الثلاث من الاتفاق على موقف موحّد بشأن الطريقة التي يتعيّن على مجلس الأمن أن يتعامل بها مع مأساة مليلية. وكشف دبلوماسيون حضروا جلسة أمس أنّ الأخيرة بدأت بإحاطة قدّمتها إيلز براندس كيهريس، مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وهو أمر نادر الحدوث في مجلس الأمن.. لكن دون أن يخرج الأخير بقرار يدين الرباط ومدريد. وفي وقت سابق، كشف مسؤول بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إن اقتحام المهاجرين لمدينة مليلية الجمعة الماضي، "نفذته شبكات مافيا دولية منظمة، تعمل في الاتجار بالبشر". وأفاد المسؤول المغربي نقلا عن وكالة الأناضول، دون ذكر اسمه أنه "تم تنفيذ الهجوم بعنف شديد وبطريقة مخططة عند نقطة دخول حدودية للتفتيش، بين الناظور ومليلية". وأضاف: "الحاجز الحدودي شهد تدفقا هائلا للمهاجرين، مما أسفر عن مقتل 23 مهاجرا وإصابة 76 آخرين، بينهم 18 لا يزالون في المستشفى". وتابع: "قام المهاجرون المسلحون بالعصي والحجارة والسكاكين، بمهاجمة عناصر الأمن المغربي، مما أدى إلى إصابة 140 منهم، أحدهم لا يزال في المستشفى". وأردف: "المغرب يستنكر المأساة الإنسانية، وسيواصل العمل بحزم وبلا هوادة، ضد شبكات التهريب الدولية للبشر".