منتخبو الأحرار بجهة مراكش يدعون نخب حزبهم إلى تفاعل أكبر مع واقع الشباب

احتضنت الجامعة الخاصة بمراكش، السبت، فعاليات المنتدى الجهوي التاسع للمنتخبين التجمعيين الأحرار بجهة مراكش-اسفي برئاسة عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، وتميزت بحضور أكثر من 850 مشارك ومشاركة.
وحضر هذه الفعاليات أعضاء من المكتب السياسي لحزب "الحمامة"، بالإضافة إلى عدد من الوزراء وبرلمانيو الجهة فضلا عن الحاضرين من المستشارين والمستشارات الجماعيين التابعين للجهة بمعية ضيوف الشرف.
تجربة الشباب والمرأة في تدبير الشأن المحلي
وتخللت أشغال المنتدى ورشات تفاعلية، حيث قامت أمل الملاخ عضوة المجلس الوطني ونائبة رئيس مجلس مقاطعة المنارة وشادية الفقي نائبة رئيس مجلس جماعة الصويرة ورشيد راسو رئيس جماعة تيديلي مسفيوة، بتأطير الورشة الأولى حول "تجربة الشباب والمرأة في تدبير الشأن المحلي".
واستهلت الورشة أشغالها بمداخلة لرشيد راسو حيث تناول موضوع ضعف تجربة الشباب في الميدان السياسي وانعدام تكوينهم الشيء الذي يؤثر سلبا على مسيرتهم السياسية مما يؤدي الى ضعف تمثيلية الشباب داخل المجالس المنتخبة.
بعد ذلك، تدخلت شادية الفقي بسرد تجربتها الشخصية في تدبير الشأن المحلي لأربع ولايات التي لخصتها في هيمنة العنصر الذكوري داخل المجالس المنتخبة وصعوبة ترشيح المرأة كوكيلة للوائح الانتخابية، بيد أن دستور 2011 أنصف المرأة وحدد لها حصة في الترشيح للانتخابات العامة، بالإضافة إلى احداث دار المنتخب لتسهيل تكوين وتأطير المنتخبين في تدبير الشأن المحلي.
وكانت آخر المتدخلات أمل الملاخ بحيث أقامت مقارنة من خلال تجربتها داخل الهياكل الحزبية والمجالس الجماعية، حيث اعتزت بثقة حزب التجمع الوطني للأحرار الذي جعلها وكيلة للائحة النسائية بمقاطعة المنارة والتي تعد من أكبر المقاطعات بالمغرب حيث كان الفرق شاسعا بين تجربتها كمنتخبة بمجلس المقاطعة وكقائدة لهيكل حزبي، كما استعرضت ثلاث مفاتيح للنجاح في العمل السياسي للشباب وهي كالاتي: الانخراط في العمل السياسي، المواظبة، تحمل المسؤولية السياسية.
وبعد نقاش مستفيض قرر المشاركون الخروج بالتوصيات التالية "إحياء هياكل الحزب داخل الجماعات الترابية، وتأطير وتنظيم دورات تكوينية لفائدة الشباب في تدبير الشأن المحلي، ومنتخب مسؤول منفتح يتواصل مع مختلف الفاعلين الأساسيين في تدبير الشأن المحلي".
ودعت إلى تفاعل نخب حزب التجمع الوطني للأحرار مع واقعها والتدافع والمساهمة في تدبير الشأن المحلي لفك الإشكالات التي يعيشها الشباب.
دور البرامج الحكومية في التنمية المحلية
وسلطت الورشة الثانية الضوء على "دور البرامج الحكومية في التنمية المحلية"، أطرتها كل من مريم الرميلي عضوة المكتب السياسي للحزب ونائبة برلمانية وعبد الرحمان رابح برلماني عن الدائرة التشريعية شيشاوة ومحمد بلكوري عضو المجلس الجماعي لجماعة سيدي بدهاج إقليم الحوز ورئيس مجموعة جماعات حفظ الصحة بأمزميز.
وأكدت مريم الرميلي في افتتاح الورشة على أن البرامج الحكومية الحالية عبارة عن قطيعة مع البرامج الحكومية السابقة بناء على ركائز الدولة الاجتماعية لأن البرنامج الحكومي الحالي برنامج طموح في تحقيق التنمية.
من جانبه، أبرز عبد الرحمان رابح أهمية الاستثمار في تحقيق التنمية المحلية وهو ما يتلاءم والبرنامج الحكومي في علاقاته بالجماعات الترابية. وكان آخر المتدخلين بهذه الورشة محمد بلكوري الذي أكد على أهمية تفعيل الجهوية المتقدمة وكذا الميثاق الوطني للاتمركز.
وخلصت الورشة إلى الدعوة الى حل إشكالية العقار بالجماعات الترابية حيث يعتبر العائق الأساسي لتنزيل المشاريع التنموية، وتكثيف اللقاءات الحزبية بما تحمله من تكوين سياسي اداري وتحصيل المعلومة من المصدر، ودعوة النخب المحلية الى التحلي باليقظة والتواصل مع الساكنة لبسط البرنامج الحكومي وقطع الطريق على المشوشين، إلى جانب المطالبة بتفعيل الميثاق الوطني للاتمركز الإداري وذلك بنقل جل اختصاصات المركز الى المصالح اللامركزية.
برنامج عمل الجماعة وإشكالية التمويل
وفيما يتعلق بالورشة الثالثة التي تطرقت إلى "برنامج عمل الجماعة وإشكالية التمويل"، فقد أطرها كل من إسماعيل البرهومي النائب البرلماني عن الدائرة التشريعية جليز النخيل وعبد الرحيم لعميم رئيس جماعة سعادة وعضو مجلس جهة مراكش-اسفي وجمال كنيون رئيس جماعة تملالت بقلعة السراغنة. حيث قدم إسماعيل البرهومي تقديم وتحليل للعنوان الرئيسي للورشة وأعطى تعريفا للجماعات الترابية وبرنامج العمل الدي يعتمد تشخيصا علميا للخصاص بالجماعة والبحث على موارد مالية لتنفيذ البرامج.
وتوسع عبد الرحيم لعميم في شرح برنامج عمل الجماعة وكان تدخله إضافة الى التدخل الأول. أما جمال كنيون فقد شرح أن نجاح البرامج الجماعية رهين بخضوعها للموضوعية.
واختتمت الورشة اعمالها بالتأكيد على أهمية التكوين الدائم للمنتخبين التجمعيين وتأطيرهم من طرف منظمة المنتخبين التجمعيين، وإحداث آلية التنسيق بين أعضاء الجماعات وأمثالهم داخل مجالس العمالات والأقاليم والجهات، فضلا عن تجسير العلاقات بين المنتخبين المحليين والفاعل المركزي الحكومي وخلق قنوات بينهما.
دور الجهوية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية
الورشة الرابعة وتناولت بالنقاش والتحليل "دور الجهوية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية"، قام بتأطير أشغالها كل من النائب البرلماني ونائب رئيس مجلس جهة مراكش آسفي يونس بنسليمان، ولمياء الشاكيري رئيسة لجنة التعليم العالي بمجلس جهة مراكش آسفي، وكدلك سميرة الحضراوي رئيسة لجنة التنمية الاقتصادية بمجلس الجهة.
وتناولت سميرة الحضراوي موضوع التنمية الجهوية وتأثيرها على المجالس الترابية وتوسعت في دور المشاريع الجهوية في تنمية الجهة، بعد دلك تدخل النائب البرلماني يونس بنسليمان في شرح مفهوم التنمية الجهوية والاكراهات التي تواجهها الجهة. وتحدثت لمياء الشاكيري، عن دور الحماية الاجتماعية وأهمية التغطية الصحية بالنسبة للمواطنين. افتتح باب المناقشات لإغناء النقاش.
وبعد نقاش مستفيض أوصى المشاركون بضرورة تطوير الإطار القانوني والتنظيمي لتحسين التعاون والشراكة بين المؤسسات الجهوية والحكومة المركزية، وتعزيز دور الجهة في دينامية الإصلاحات المؤسساتية المواكبة للجهوية في إطار الاتقائية والتكامل والتنمية المندمجة، إلى جانب تشجيع المبادرات والتدخلات الجهوية في المجالات الحيوية كالتعليم، الصحة وكدا البنية التحتية والمجالات المتعلقة بالطاقة المتجددة والتكنولوجيا والابتكار.