تتجه الأنظار مساء اليوم الأربعاء إلى مدينة فروتسواف البولندية، حيث يحتضن ملعب "الملكي فروكلوف" نهائي دوري المؤتمر الأوروبي لكرة القدم، بين تشيلسي الإنجليزي وريال بيتيس الإسباني، في مواجهة تجمع فريقا اعتاد على منصات التتويج وآخر يطمح لكتابة أول سطر في تاريخه القاري. استثمار ضخم وعطش للألقاب يخوض تشيلسي اللقاء بعد موسم محلي مخيب للآمال، رغم تأهله في الجولة الأخيرة من الدوري الإنجليزي إلى دوري أبطال أوروبا للموسم المقبل. ورغم إنفاقه أكثر من مليار جنيه إسترليني على التعاقدات منذ استحواذ ملاكه الأميركيين على النادي في 2022، لا يزال الفريق يبحث عن التوازن والاستقرار الفني تحت قيادة المدرب الإيطالي إنزو ماريسكا، الذي يواجه ضغوطا متزايدة في موسمه الأول مع الفريق. وبالنسبة لفريق بحجم تشيلسي، المتوّج سابقا بدوري أبطال أوروبا مرتين وبالدوري الإنجليزي ست مرات، فإن التواجد في نهائي البطولة الأوروبية الثالثة من حيث الأهمية قد لا يبدو كافيا، لكن التتويج بها قد يخفف من وطأة الانتقادات، ويمنح ماريسكا دفعة معنوية قبل انطلاق الموسم الجديد. الحلم الأندلسي يطرق الأبواب في المقابل، يعيش ريال بيتيس لحظة تاريخية، إذ يخوض أول نهائي قاري كبير في تاريخه، بعد موسم شهد نقلة نوعية بقيادة المدرب التشيلي مانويل بيليغريني. وتمكن الفريق الأندلسي من فرض حضوره المحلي والأوروبي هذا الموسم، مستفيدا من خبرة المخضرم إيسكو وتألق الجناح البرازيلي أنتوني، المعار من مانشستر يونايتد. ويأمل بيتيس في تحقيق إنجاز طال انتظاره، إذ لم يسبق له التتويج بلقب قاري، ولم يشارك سوى مرة واحدة في دوري الأبطال قبل نحو ثلاثة عقود. ويعد بلوغ النهائي بمثابة حلم تحقق لجماهيره، التي ما زالت تحتفل بلقب الدوري الإسباني الوحيد في تاريخ النادي قبل 90 عاما. صراع تكتيكي منتظر وحسابات مختلفة على أرض الملعب، يتوقع أن تشهد المواجهة صراعا تكتيكيا مثيرا، حيث يعوّل بيتيس على انطلاقات أنتوني في الجهة اليمنى، في مواجهة دفاع تشيلسي الذي قدّم مستويات متباينة هذا الموسم. كما يعوّل ماريسكا على عناصر الوسط مثل موزيس كايسيدو وعودة البلجيكي روميو لافيا، إلى جانب تألق الظهير الإسباني مارك كوكوريا، الذي استعاد مستواه في مراحل حاسمة من الموسم. وإذا كان بيتيس قد وصل إلى النهائي مدفوعا بالحلم والشغف، فإن تشيلسي يدخل اللقاء مدفوعا بالحاجة إلى إنقاذ موسمه وتبرير إنفاقه، في مباراة قد تشكل نقطة تحوّل في مستقبل كلا الفريقين. سجل أوروبي متباين بين عملاق لندن وطموح الأندلس على صعيد المشاركات الأوروبية، يملك تشيلسي باعا طويلا، إذ توّج بلقب دوري أبطال أوروبا مرتين (2012 و2021)، والدوري الأوروبي مرتين أيضا (2013 و2019)، كما فاز بلقب كأس الكؤوس الأوروبية في 1971 و1998. ويُعد النهائي الحالي هو السادس أوروبيا له في آخر 13 عاما. في المقابل، لا يحمل سجل ريال بيتيس الكثير من الألقاب أو النهائيات القارية، حيث تعود مشاركته الأبرز إلى دوري أبطال أوروبا موسم 2005–2006، حين خرج من دور المجموعات. أما على صعيد الدوري الأوروبي، فبلغ ربع النهائي عام 2023، في حين يُعد نهائي المؤتمر الأوروبي الحالي هو أول ظهور له في نهائي قاري عبر تاريخه.