جدد وزير الدولة الجزائري مدير ديوان الرئاسة الجزائرية و الأمين العام لحزب التجمع الديمقراطي الأرندي "أحمد أويحيى" نهاية الأسبوع الاتهامات مباشرة للمغرب بالوقوف وراء الحركة من أجل الحكم الذاتي بمنطقة القبايل المعروفة اختصارا ب "الماك" و قال أويحيى المرشح بقوة في كواليس دوائر القرار الجزائرية لخلافة بوتفليقة في تجمع حزبي بتلمسان قريبا من الحدود مع المملكة "إن المغرب يقف وراء هذه الحركة الانفصالية زاعما وجود ما وصفه ب " مناورات" تقودها الرباط مع هذا التنظيم. و تتزامن تصريحات وزير الدولة الجزائري المحسوب على الجناح المعادي للمغرب بدائرة القرار الضيقة بقصر المرادية مع انطلاق حملة تصريحات مستفزة للمغرب دشنها قبل أيام زميله في الحكومة عبد القادر أمساهل حين رد على تحدي رفعه من على منبر الاممالمتحدة بنيويورك السفير عمر هلال في شأن قبول الجزائر بإجراء إحصاء لساكنة مخيمات تندوف حيث أسر وزير الشؤون المغاربية لصحافة بلاده بعد عجز الدبلوماسيين الجزائريين عن مواجهة الدبلوماسي المغرب بالحجة و الاقناع أن تصريحات مسؤولي المملكة لن تغير شيئا من موقف الجزائر اتجاه قضية الصحراء . العارفون بخبايا المطبخ الداخلي الجزائري يجزمون أن لجوء النظام الجزائري إلى تصعيد لهجته الاستفزازية تجاه الجارة الغربية يؤشر عادة و بالتجربة عن مسعى الساسة الجزائريين إلى التنفيس عن تصاعد الضغط الاجتماعي والسياسي و الاقتصادي الداخلي عن طريق تحويل الانظار و اهتمام الرأي العام الداخلي إلى الرباط بتسويقها كعدو يتربص بالجزائريين و يتآمر ضداستقرار بلادهم . و ليست المرة الأولى التي يتحرش فيها أويحيى مباشرة بالمغرب و يوجه إليه اتهامات خطيرة بدون دليل حيث سبق له اتهام الحكومة المغربية و باريس بالتآمر ضد الجزائر زاعما موافقة الرباط على فتح مكتب لحركة الماك بالرباط و الحال أن الحكومة المغربية توصلت بطلب في الموضوع من رئيس المنظمة التي تطالب باستقلال ذاتي لمنطقة القبايل بقلب الجزائر لكنها لم توافق عليه إلى حدود الساعة و لا يوجد في الظرف الراهن أي مكتب للحركة فوق التراب المغربي . و قبل ذلك صرح مدير ديوان بوتفليقة بأن مساندة المغرب للحركة من أجل الحكم الذاتي لمنطقة القبائل ورقة يريد "المخزن " استخدامها للمساومة مقابل قضية الصحراء ، و زعم أويحيى بأن الرباط تبتز الجزائر بملفي القبايل و أنها لها يدا في أحداث غرداية الاحتجاجية "و الغريب أن وزير الدولة الجزائري الذي تحتضن و ترعى حكومة بلاده منذ قرابة نصف قرن حركة انفصالية مسلحة ضد المملكة و توفر لها ملجأ دائما بجزء من التراب الجزائري و تزودها بالسلاح و الدعم المادي و الدبلوماسي وتضع إمكانيات ضخمة من خزينة الشعب هو نفسه الذي يهاجم المملكة بشدة لمجرد توهمه أنها سمحت لفتح تمثيلية لحركة انفصالية جزائرية ويستكثر على الرباط مجرد التعرض لملف اجتماعي جزائري بينما بلاده حولت من أسطورة جمهورية الوهم إلى أحد الثوابت المقدسة للبلاد التي يقال ويشرد أي جزائري مهما علا شأنه يتجرأ على التشكيك فيها أو مناقشتها في الخفاء أو العلن.