الانتفاضة بلغت ذروتها بمظاهرات حاشدة عند السادسة مساءً واجهتها القوات الفرنسية بإطلاق 20,000 رصاصة.. خلد حزب الاستقلال بوجدة الذكرى 72 لاندلاع انتفاضة ثورة 16 غشت 53، بمقر المفتشية الاقليمية لحزب الاستقلال، حيث نظم المكتب الاقليمي للحزب برئاسة الأخ رشيد زمهوط وبتعاون مع مكتب فرع الحزب بوجدة.. وقد ترأس جمعا لعدد من أطر حزب الاستقلال بالاقليم الأخ رشيد زمهوط الى جانب الأخوين محمد مختاري كاتب فرع وجدة والأخ فيصل فاتح الكاتب الاقليمي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، وبحضور أطر الحزب وتنظيماته. وتلا الأخ زمهزط كلمة حزب الاستقلال بالمنابة حيث جاء فيها: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المرسلين قبل 72 سنة في مثل هده الساعة من يوم الاحد 16 غشت 1953، كانت شوارع مدينة وجدة المجاهدة بدءا من شارع مراكش و طريق الصابوني و ساحة المغرب و الديوانة و غيرها من احياء المدينة مسرحا الانتفاضة شعبية شكلت الشرارة الأولى لثورة الملك و الشعب التي يحتفل بها الشعب المغربي بعد ثلاثة أيام . في بداية غشت 1953 عقد مكتب فرع حزب الاستقلال بوجدة اجتماعا طارئا بمنزل الاخوين سليمان والميلود الخالدي للتداول في زيارة الخزي والعار التي قام بها لوجدة صنيعة الاستعمار باشا مراكش التهامي لكلاوي واجتماعه مع بعض الخونة وعملاء الاستعمار من أجل تنفيذ خطة التآمر على ملك البلاد ورمز السيادة الوطنية السلطان المغفور له محمد الخامس . مكتب فرع الحزب بوجدة الذي كان قد أسس لتنظيم محكم للحزب بالمدينة بتشكيل جماعات ناهزت 150 جماعة من الوطنيين الاستقلاليين مشكلة من المهنيين و التجار و الحرفيين , قرر كرد فعل على المؤامرة التي تستهدف رمز الأمة الانتقال الى مرحلة المقاومة المسلحة لاحباط خطط المستعمر. تعززت الاتصالات بين مسؤولي فرع الحزب بوجدة وقيادة الحزب بالرباط وفاس, حتى توصل المجاهد حسني محمد بلعيد هاتفيا بكلمة السر وبالضوء الأخضر من القيادة الحزبية لتنفيذ الانتفاضة المسلحة ضد قوات ومؤسسات الحماية من خلال اشعال ثورة شعبية مساء الاحد 16 غشت . وبشكل سري وفي وقت قياسي تم تبليغ تعليمات مكتب الفرع وقرار الانتفاضة وتوقيتها الى مسؤولي ومسيري الجماعات والخلايا الحزبية والى منخرطي الحزب, حتى أن مخابرات المستعمر الفرنسي و خونته وعملائه لم يستطيعوا كشف خطط مكتب فرع الحزب, قبل أن تفاجئهم الانتفاضة الشعبية العارمة بمختلف أحياء وجدة التي نفدها مقاومون سلاحهم الوحيد ايمانهم الوطني وأسلحة تقليدية قديمة وقنينات مولوتوف نشرت الرعب ليلة كاملة في نفوس جيش وشرطة الحماية . هاجم الاستقلاليون مراكز الاستعمار والأحياء الأوروبية والأهداف الحيوية: - تخريب قضبان السكك الحديدية ومحطة توليد الكهرباء - إحراق مخازن الوقود والعربات العسكرية - مداهمة الثكنات العسكرية (مثل مركز سيدي زيان) للاستيلاء على الأسلحة
وبلغت الانتفاضة ذروتها بمظاهرات حاشدة عند السادسة مساءً، واجهتها القوات الفرنسية بإطلاق 20,000 رصاصة .
لينتهي اليوم بسقوط **29 قتيلاً** و**50 جريحاً** في صفوف الفرنسيين وعملائهم. واستشهاد العشرات من المغاربة، بينهم **14 مقاوما مختنقاً** في زنزانة شرطة واحدة بسبب الاكتظاظ. الاخوات والاخوة بقدر الاعزاز والفخر الذي نخلد به كاستقلاليات واستقلاليين، الذكرى 72 لانتفاضة ساكنة الجهة الشرقية ضد الاستعمار الغاشم في 16 غشت 1953، ووقوفها صفا واحدا وراء بطل التحرير والاستقلال رمز الوحدة الوطنية جلالة المغفور له الملك محمد الخامس نقف باجلال و تقدير لمهندسي و منفذي هذه المحطة الوضاءة في تاريخ المغرب المعاصر وعظمة الشعب المغربي التواق إلى الحرية، والتي تعكس بطولة وتضحيات سكان جهة الشرق وتجندهم وراء العرش العلوي للدفاع عن السيادة الوطنية. لقد مكنت هذه الملحمة العظيمة، التي قام بها رجال الحركة الوطنية، جهة الشرق من الدخول للتاريخ المغربي من بابه الواسع بفضل البطولات والتضحيات التي بذلها سكان المنطقة للدفاع عن حوزة الوطن. ولعل هذه الانتفاضة، التي تم الإعداد لها بدقة وعرفت مشاركة كافة شرائح المجتمع، كان لها وقع كبير بفضل التلاحم الوثيق بين العرش العلوي المجيد والشعب المغربي من أجل الدفاع عن الوحدة الترابية، كما جسدت عزم المغاربة لبذل الغالي والنفيس من أجل الحرية والاستقلال. إن انتفاضة 16 غشت 1953، التي جسّدت ملحمة خالدة ومنعطفًا حاسمًا في التاريخ الوطني، تشكل أيضا مصدر فخر واعتزاز، وتقدم دروسًا في الشجاعة والتصميم والوطنية يجب أن تُنقل إلى الأجيال الصاعدة. لتلهمها المعاني العميقة لهذه الانتفاضة التي أعدّتها الحركة الوطنية ومقاومة وجدة بدقة متناهية، والتي تُمثّل النموذج البليغ للتضامن والوحدة والتلاحم بين القمة والقاعدة على الصعيدين المحلي والوطني، كلما دعت الحاجة، دفاعًا عن سلامة الوطن وكرامته. بذلك، ستظل انتفاضة شعب وجدة ضد المحتل في 16 غشت 1953 حدثًا بارزًا في ذاكرة الأمة المغربية، وملحمة مجيدة على طريق الاستقلال المغربي. وبقدر الاعتزاز يتعين على أجيال الشباب الاستقلالي التي تتحمل تباعا مشعل النضال الوطني الاستقلالي في مؤسسات وهياكل حزبنا العتيد أن تحافظ على هذا الإرث النضالي النقي الذي أسس له رواد الحزب دفاعا عن وحدة الأمة وثوابتها ومقدساتها ولنجعل من الذكرى محطة جديدة لتقوية ارتباط الشباب والأجيال الجديدة بذاكرتهم التاريخية لاستلهام مضامينها وقيمها الخالدة والنهل من ينابيعها الثرية. لقد جسدت ملحمة خالدة ومنعطفا حاسما في التاريخ الوطني، يجدر الاعتزاز بها والافتخار بوقائعها وتلقين الأجيال الصاعدة ما تختزنه من صور الشهامة والصمود، وما تقدمه من معاني التضامن والوحدة والالتحام كلما دعت الضرورة إلى ذلك من أجل الدفاع عن كرامة الوطن وعزته. رحم الله رواد ثورة 16 غشت، وجازاهم عنا وعن البلاد خير الجزاء والثواب والمأمول في السلطات العمومية والمنتخبة أن تخلد ذكراهم العطرة وتولي المزيد من الاهتمام لمدينة وجدة التي أطلقت شرارة ثورة الملك والشعب. إنها مناسبة أيضا نستحضر فيها جهاد المغقور لهما الملكين المجاهدين محمد لخامس والحسن الثاني الذين احتضنا بكل وطنية انفاضة وجدة، ونعلن كحزب تعبئتتا المستمرة، ووقوفتا الموصول تحت القيادة الحكيمة والمتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من أجل الدفاع عن الوحدة الترابية المقدسة وتثبيت المكاسب الوطنية، وتأكيد دعمتا وتأييدتا للمبادرات الوطنية خدمة السيادة الوطنية ودرءا لأطماع ومناوشات أعداء الأمة المغربية والمتربصين بسيادتها .