نظمت السفارة الأندونيسية بالرباط والجامعة الملكية المغربية لسباق الدراجات مساء يوم السبت الماضي حفل استقبال على شرف الرحالة العالمي الأندونيسي «بامبانغ هيرتادي ماس» الملقب ب (بيمو)، بعد وصوله إلى قاطعا مسافة تفوق 3500 كيلومتر في ظرف 47 يوما على متن دراجة هوائية، وذلك في إطار قيامه بجولة حول القارتين الأوروبية والإفريقية تحت شعار «معا لنشر الأخوة والسلام». ونظمت أيضا بالمناسبة ندوة صحافية بمقر السفارة الأندونيسية حضرتها عدة منابر إعلامية، عبر فيها السفير الأندونيسي «توساري وجايا» عن اعتزازه بمشاركة الجامعة الملكية لسباق الدراجات من خلال رئيسها محمد بلماحي في الحفل، وعن بالغ فخره بكون الرحالة العالمي بيمو (52 سنة) قد جعل المغرب نقطة وصوله بعد سلسلة رحلات مكوكيه جال خلالها كل القارات، داعية إلى الأخوة والمحبة والسلام. مثنيا بالمناسبة على فلسفة الركوب على الدراجة كرياضة تحافظ على الصحة، وطريقة تنقل؛ تحافظ على البيئة وتحمي المدن من التلوث. وأضاف أن هذا الاختيار وإن دل على شيء فإنما يدل على العلاقات السياسية المتينة بين حكومة بلاده والحكومة المغربية. من جهته أكد الأستاذ محمد بلماحي رئيس الجامعة الملكية المغربية لسباق الدراجات الذي كان في استقبال الدراج الأندونسي رفقة متسابقين من المنتخب المغربي لسباق الدراجات، أنه جد سعيد أن تشارك جامعته في هذا الاستقبال، والذي يصادف الذكرى 11 لعيد العرش، والذكرى 65 لاستقلال أندونيسيا، مضيفا أن تواجده ضمن أعضاء السفارة الأندونيسية إنما يعكس إعجاب الدراجة المغربية بهذا البطل وتكريما له، حيث يكرس نفسه لإشاعة قيم الأخوة والمحبة والسلام. ودعا بالمناسبة إلى توطيد التعاون مع أندونيسيا في أفق مشاركة المغرب في طواف أندونيسيا ومشاركة المنتخب الأندونيسي في طواف المغرب. معلنا أن الجامعة الملكية ستنكب على تنظيم سباق الدرجات للسلك الدبلوماسي والسفراء المعتمدين بالرباط. وقال الدراج الأندونيسي بيمو أن رحلته تضمنت عدة صعوبات بسبب ارتفاع درجات الحرارة في عدد من البلدان، وتبدل أجواء الطقس من منطقة إلى أخرى، وهو ما جعله يعيش ظروفا صحية صعبة للغاية. وأضاف أنه عانى بشدة خلال رحلته من صعوبات مناخية وخاصة ارتفاع درجات الحرارة التي كانت تصل إلى حدود 47 درجة نهارا، واعتبر أن تبدل الطقس والظروف الجوية جعلته يعاني من مشكلات صحية قاسية جدا، لكنه لم يخف عشقه الكبير لهذه الرياضة بالنظر إلى غايتها النبيلة. في جوابه على سؤال جريدة العلم حول مدى إمكانية تحقيق شعار المحبة والسلام عبر مبادرته، أكد بيمو أنه كان يجد في كل قرية أو مدينة يمر منها من يحمل دراجته ويرافقه في عدة كيلومترات تحية لنبل الشعار الذي يرفعه «معا من أجل الأخوة والسلام». وقال الدراج الأندونسي يبمو للعلم أنه سعيد باستكمال جولته في المغرب، مقدرا حجم حفاوة الاستقبال والترحاب الذي لقيه في مدينة سبتة المغربية وفي باقي مدن الشمال المغربي. معلنا عشقه الشديد للطاجين المغربي، ومؤكدا بأنه استمتع بالطبيعة المغربية وبالمشاريع التنموية المفتوحة بعدد من المدن التي مر منها. ودعا إلى تشجيع هذه المبادرات حتى نشهد أبطالا مغاربة يصلون إلى الأراضي الأندونيسية على متن دراجاتهم، مضيفا بأن السعي سيكون متواصلا بما ينسجم والعلاقات الدبلوماسية الجيدة بين جاكرتا والرباط. وكان بيمو قد بدأ رحلته في 17 يونيو 2010 من مدينة بروكسيل نحو مدينة الرباط قطع خلالها أزيد من 3500 كلم في مدة 47 يوما، على أن يواصل رحلته من مدينة الرباط نحو مدينة الدارالبيضاء ومراكش ومدينة أرفود والقصر الصغير قبل أن يقفل راجعا إلى أندونيسيا. ويشار إلى أن بامبانغ هيرتادي ماس قام سنة 2009 بجولة مماثلة حول بلدان أسيوية شملت التايلاند وكامبوديا والفيتنام ولاووس، وقد بدأ مغامراته الرياضية برحلة مع الدراجة منذ ثمانينيات القرن الماضي ووصل خلالها إلى قمة 11 جبلا، من ضمنها جبل كاليمانجارو بتانزانيا