مازال الفيلم الأمريكي الجديد " جميلة جدا" (100 دقيقة) يعرض ببلادنا، و هو من إنجاز الممثل و المخرج و المنتج الشاب "جيم فييلد سميت" و من بطولة الممثل "جاي باروشيل" في دور العاشق الولهان "كيرك"، و الممثلة "ليندساي سلوان" في دور حبيبته الأولى "مارني"، و الممثلة "أليس إيف" في دور حبيبته الثانية. الفيلم عبارة عن كوميديا رومانسية طريفة ومسلية تدور أحداثها حول الشاب "كيرك" ذا الشخصية الضعيفة الذي يتعرض باستمرار إلى الاحتقار و الإهانة و السخرية من بعض أفراد أسرته و زملائه مما جعله يفقد الثقة في نفسه و يحتقرها، و هو شاب متوسط الجمال، نحيف الجسم، لطيف و مسالم و سخي إلى درجة التنازل عن حقوقه لفائدة الآخرين. ستنعكس مضاعفات الشخصية المضطربة لهذا الشاب، بجلاء على علاقاته العاطفية وستجعله يفشل في علاقته الغرامية مع حبيبته الأولى "مارني" ذات الشخصية القوية والمغرورة التي افترق عنها لمدة سنتين، فاشتاق إليها و راح متوسلا إياها كي تعود إليه مرة أخرى، و لكنها ستهينه مرة أخرى وستصدمه صدمة عميقة من خلال مصارحتها له بأنها كانت تحبه مثل ما تحب التلفزيون و البيتزا لا أقل و لا أكثر، و سيصدم أكثر عندما سيكتشف أن لها عشيقا جديدا لا يتردد هو أيضا بين الحين و الآخر في إهانته و استفزازه و احتقاره. ستشاء الصدف في هذه القصة أن يلتقي "كيرك" في المطار الذي يشتغل فيه بشابة شقراء تدعى "مولي"، أبهرته بجمالها ولطفها فأحبته بصدق و أحبها هو أيضا، و دخل معها تدريجيا في علاقة غرامية حاول ما أمكنه بمساعدة بعض زملائه أن يكون في المستوى المطلوب و أن يكون عند حسن ظنها. و لكن علاقته بها ستثير غيرة شديدة في حبيبته السابقة التي ستحاول بمختلف الوسائل نسفها، و سرعان ما ستصبح العلاقة بحبيبته الجديدة مضطربة و متقلبة الأطوار بسبب احتقاره لنفسه و شعوره يالضعف أمامها، و بسبب استفزازات عشيقها السابق الذي لا يكف هو أيضا كلما التقى به أو اختلا به عن زعزعة ثقته فيها . كل هذه المعاناة المستمرة و المتكررة ستجعل الشاب "كيرك" يعيش صراعا حادا مع نفسه، و ستؤدي به في النهاية إلى التصالح مع ذاته التي كان يكرهها و يحتقرها من خلال إعادة الاعتبار إليها بالثورة على كل الذين كانوا يهينونه، و بالرجوع إلى حبيبته الجميلة التي أحبته من أول نظرة دون أن تكون على معرفة بوظيفته أو طبعه، و دون أن يكون ذا جمال مبهر. الفيلم طريف و مسل بنوعه و بحواره و بقصته المحبوكة و البسيطة بمضمونها و بتطوراتها و بطريقة تناول موضوعها الذي يجمع بين ما هو اجتماعي و نفسي، و هي بذلك لا تتطلب أكثر من مشاهدة واحدة لفهمها. الممثلون و الممثلات المشاركون في هذا الفيلم شخصوا أدوارهم بكيفية جيدة، و هم في أغلبهم شباب و كلهم غير مشهورين، و تجدر الإشارة إلى أن الفيلم يتضمن بعض المشاهد القليلة التي قد لا تليق بالمشاهدة العائلية، و تم توظيفها بهدف التسلية و إضحاك المشاهد.