فكرة برنامج حوار الذي تبثه القناة الأولى للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة فكرة لايستهان بها، لانها تريد تنوير الرأي العام الوطني حول ما يعتمل في الساحة السياسية المغربية من خلال استضافة شخصيات سياسية وطنية. غير أنه يمكن تسجيل العديد من الملاحظات حول هذا البرنامج الذي يعده مصطفى العلوي قيدوم الاخبار الذي تعرفه أجيال السبعينيات، والثمانينيات والتسعينيات وهو قد تخطى ذلك الى الألفية الثالثة، كيف لا وهو الذي عرف كيف يتأقلم مع المراحل، ويتكيف معها غاية التكيف، فلم تنل منه تقلبات الدهر التي عصفت بالكثير من ممن جايلوه. ليس العيب في هذا اذا توفرت الكفاءة ذلك ان ما يؤاخد على مصطفى العلوي الذي يعرفه الجميع أنه لا يُغير تقريبا من الطاقم الذي يستدعيه ليس لمحاورة الضيوف ولكن ليسلكوا اسلوبا اشبه «بالاستجواب» حيث لا يكون الهدف هو الاستماع الى الضيف بقدر ما يكون الهدف هو سرقة حقه في الجواب ليمارس عليه التعتيم، وهذا اسلوب بعيد على الصحافة، فالصحافي مطلوب منه أن يسأل ومطلوب منه أن يترك الوقت للضيف لكي يجب على سؤاله ومطلوب منه كذلك، أن يحاول قدر الامكان الابتعاد عن مواقفه السياسية وانتماءاته حتى لا تختلط الأمور. هذا إضافة الى استضافة نفس «المحلل السياسي» ونفس الأكاديمي الذي يبتعد كثيرا عن الأسلوب الأكاديمي ليسقط في أسلوب الاتهام، وأسلوب التموقف، وكأنه جاء ليحاكم، وليس لان يسهل مأمورية البرنامج بما يمكن أن يعرف (اذا كان يعرف شيئا). السؤال الذي يمكن أن نطرحه على الزميل مصطفى العلوي هو هل عدمت البلاد الصحافيين «والمحللين السياسيين حتى يحضر الى البلاتو نفس الوجه وخاصة نفس المحلل السياسي، أم أن هناك أمر ما في القضية؟