دعت الأممالمتحدة إلى وقف القصف في محيط مدينة مصراتة الليبية ; للتمكن من توصيل المساعدات إلى السكان المدنيين، في حين توقف إنتاج النفط في حقول يسيطر عليها الثوار شرق ليبيا ، بسبب قصف مدفعي من كتائب القذافي، واتهمت سلطات القذافي التحالف الغربي بقصف حقل نفطي قرب سرت. وقد وجه الأمين العام للأمم المتحدة ، بان كي مون، "دعوة عاجلة لوقف فوري للاستخدام العشوائي للقوة العسكرية ضد السكان المدنيين" كما قال الناطق باسمه، مؤكدا ضرورة إفساح المجال أمام الراغبين في الرحيل من بين سكان المدينة البالغ عددهم نحو 300 ألف نسمة. وعبر «بان» عن قلقه الشديد إزاء الوضع الإنساني للمدنيين في المدن الليبية التي تتعرض لهجمات عسكرية، بما في ذلك مصراتة والبريقة والزنتان، مؤكدا أن الظروف في مصراتة خطيرة مع تقارير تشير إلى استخدم الأسلحة الثقيلة لمهاجمة المدينة. وكانت مصراتة شهدت معارك مستمرة لأكثر من 40 يوما منذ انطلاق الثورة الليبية على نظام العقيد معمر القذافي، مما أدى إلى تدهور الوضع الإنساني لسكان المدينة. ووجه قادة الثوار انتقادات حادة للتحالف الدولي الذي يتولى مراقبة منطقة الحظر الجوي فوق ليبيا وفق قرار لمجلس الأمن الدولي، وقال هؤلاء إن على التحالف بذل جهد أكبر لمساعدة المدينة، في حين أعلنت فرنسا أنها تنظر في إقامة ممر إنساني عبر البحر إلى مصراتة. وكان قائد أركان جيش التحرير الليبي، عبد الفتاح يونس، وهو وزير داخلية سابق انشق عن نظام القذافي، أعلن في بنغازي أن حلف شمال الأطلسي ، "خيب ظننا فيه" لأنه يترك "أهل مصراتة يموتون" ، ولا يتدخل لضرب قوات القذافي التي تقصف هذه المدينة. وأضاف "إذا انتظر الناتو أسبوعا ثانيا انتهت مصراتة ولن نجد فيها أحدا". و نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن كارمن روميرو ، مساعدة المتحدث باسم الحلف، أن الناتو "سيفعل كل شيء لحماية المدنيين" ، وإن أكد مسؤول آخر في الحلف أن المهمة صعبة بالنظر إلى تواري قوات القذافي بين المدنيين. وبعيدا عن مصراتة ، تواصل القتال بين الثوار وكتائب القذافي على الطريق بين أجدابيا والبريقة، حيث أكد الثوار أنهم يتمركزون على بعد نحو 20 كيلومترا من البريقة ، وأنهم أرسلوا إمدادات غذائية وتعزيزات حربية ثقيلة إضافة إلى جنود مدربين إلى خطوط الجبهة في أجدابيا على بعد نحو 140 كيلومترا غرب بنغازي. وشدد الثوار إجراءاتهم الأمنية وتحصيناتهم العسكرية في منطقة غرب أجدابيا، ومنعوا دخولها لغير المصرح لهم بذلك. وقال الثوار الليبيون إن قتالا عنيفا بالبنادق الآلية والأسلحة الثقيلة اندلع مع كتائب القذافي على طريق ساحل البحر المتوسط بين أجدابيا والبريقة. يأتي ذلك في وقت أكد فيه حلف شمال الأطلسي (ناتو) أولوية إنهاء حصار مدينة مصراتة بعد انتقادات من الثوار لما اعتبروه تراخيا في ضربات التحالف الدولي. وأشار عضو الوحدات الخاصة التابعة للثوار، محمد المصرفي، إلى أن الاشتباكات اندلعت في وقت مبكر من يوم أمس الخميس، بعد أن تلقت قوات القذافي إمدادات وتحركت شرقا خارج ميناء البريقة النفطي. وأكد أن الثوار يتمركزون الآن على مسافة عشرين كيلومترا من البريقة، وأنهم أرسلوا إمدادات غذائية وتعزيزات حربية ثقيلة إضافة إلى جنود مدربين إلى خطوط الجبهة في أجدابيا على بعد نحو 140 كيلومترا غرب بنغازي. من ناحية ثانية، قصف الحلف الأطلسي ، بصورة مركزة، مقر كتيبة حمزة في منطقة الغيران، غرب مصراتة ، على الطريق الساحلي، بينما قصفت الكتائب الميناء، وهو الشريان الوحيد لهذه المدينة التي أصبحت تعد أكبر تجمع سكاني ما زال غير خاضع للكتائب في الجزء الغربي من ليبيا. وقد تعرضت المدينة للقصف بالدبابات والمدافع الثقيلة على ثلاثة محاور، هي الميناء شرقا ، وطريق طرابلس في الوسط، إضافة إلى غرب المدينة. في هذه الأثناء ، قال وزير دفاع فرنسا ، جيرار لونجوي، إن إمدادات ستصل بحرا إلى الثوار المحاصرين في مصراتة. وقال لونجوي لإذاعة "فرانس إنتر" الفرنسية إن التحالف الدولي "يمكن لقوارب الثوار من الإبحار من بنغازي حاملة الغذاء والإمدادات إلى مصراتة" التي تتعرض لقصف بالمدافع والدبابات ومدافع الهاون من قوات معمر القذافي. وقال حلف« الناتو» إن إنهاء حصار مصراتة أولوية، لكنه اعترف بأن كتائب القذافي باتت تلجأ إلى طرق ذكية لتفادي قصفها بما في ذلك استعمال سيارات مدنية، ونشر الدبابات في المدن والاختباء وراء دروع بشرية. من ناحية أخرى ، قالت وزيرة الخارجية الأميركية ، هيلاري كلينتون، إن على العقيد الليبي معمر القذافي ترك السلطة ومغادرة ليبيا، وذلك بعد طلب القذافي من الرئيس باراك أوباما وقف الغارات التي ينفذها حلف شمال الأطلسي (ناتو) في ليبيا. وأوضحت كلينتون، في مؤتمر صحفي مع نظيرها الإيطالي، فرانكو فراتيني، ردا على سؤال بشأن رسالة القذافي، أن "الرد واضح وهو أن يوقف القذافي إطلاق النار، ويسحب قواته من المدن التي استولى عليها بالقوة ويتخلى عن السلطة ويرحل عن ليبيا". وكان القذافي طلب من أوباما وقف العمليات العسكرية للحلف في ليبيا، وقالت وكالة أسوشيتد برس إن القذافي ناشد في رسالة من ثلاث صفحات الرئيس أوباما العمل على وقف العمليات العسكرية للناتو في بلاده، والتي وصفها ب"الحرب غير العادلة ضد شعب قليل العدد في بلد آخذ في التطور". وخاطب القذافي أوباما في الرسالة قائلا "إنك رجل تملك الشجاعة التي تؤهلك لوقف خطأ تم ارتكابه". وقال مسؤول أميركي قرأ الرسالة إن القذافي حث أوباما على وقف عمليات الناتو في ليبيا "من أجل خدمة السلام والصداقة بين شعبي البلدين، والوضع الاقتصادي والأمن ومحاربة الإرهاب". وقد جاء هذا في وقت وصل إلى طرابلس عضو سابق في الكونغرس الأميركي، في مبادرة شخصية منه لإقناع القذافي بالتنحي. كما أجرى كريس ستيفنز، مبعوث أوباما ; لقاءات في بنغازي مع قيادات المجلس الوطني الانتقالي، في محاولة للتعرف على نوع النظام السياسي الذي تعتزم المعارضة إقامته ، وكيفية مساعدة المجلس ماليا في ظل العقوبات الدولية المفروضة على ليبيا. وقالت كلينتون خلال المؤتمر الصحفي إن المبعوث يجري تقييما في الوقت الحالي. و قد ركزت المحادثات على التعاون بين الولاياتالمتحدة والمجلس الوطني الانتقالي، ومن المنتظر أن يكون ستيفنز سيكون مبعوثا دائما للولايات المتحدة لدى المجلس الانتقالي. وأبلغ المبعوث الأمريكي مخاوف الولاياتالمتحدة المتعلقة بوجود جماعات معينة في ليبيا، وقال المجلس الوطني الليبي أن هذه المخاوف غير مبررة، والثورة يقوم بها ليبيون فقط ، ولا تحوي أي تنظيمات بالخارج تحاول أن تؤسس لها قاعدة داخل ليبيا. كما تم لقاء في بنغازي بين وفد من الاتحاد الأوروبي والمجلس الوطني الانتقالي، تناول جهود إعادة الإعمار وخطط الاتحاد بتسيير الإمدادات الإنسانية إلى ليبيا.