كان لمبادرة التضامن الفعلي للاتحاد العام للشغالين ومؤسسته الاجتماعية المتمثلة في اقتناء شقة وتجهيزها بكل لوازمها من أفرشة وتجهيزات. لفائدة أسرة ضحية الاعتداء الشنيع الذي شهدته مقهى أركانة بساحة جامع الفناء، النادل ياسين البوزيدي، وقعها البالغ، وأثرها الكبير والطيب في أوساط ساكنة مراكش. وكل من بلغه خبر هذه الالتفاتة الاجتماعية المتميزة التي تُنِمُّ عن التآزر والتكافل الاجتماعي الذي تؤكد عليه تعاليم الدين الإسلامي. وكان مقر الاتحاد الجهوي للشغالين بطريق عرصة المعاش صباح الجمعة 6 ماي الجاري نقطة التقاء لتجسيد هذا الفعل الاجتماعي التضامني مع ضحايا العملية الارهابية ليوم الخميس 28 أبريل 2011 بمقهى أركانة. إذ حضر هذا اللقاء الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين الأستاذ حميد شباط رُفقة وفد هام من المكتب التنفيذي للاتحاد يضم الإخوة: الحاج ابراهيم زيدوح وخديجة الزومي ولحسن الحنصالي ومحمد اللبار ومحمد العبيد وبعض برلمانيي مدينة فاس وفي مقدمتهم محمد الحداد، وجواد حمدون. كما حضر عضو اللجنة التنفيذية للحزب الاستاذ أحمد خليل بوستة والكاتب الجهوي للاتحاد الحاج عبد الرحمان العرابي وأطر الكتابة الإقليمية للاتحاد وأطر وشبيبة الحزب ومناضلين ومناضلات. وأوضح الأستاذ حميد شباط في مستهل هذا اللقاء الذي جمعه مع رجال الإعلام أن حضور الاتحاد العام كنقابة هو أولا لإبراز الدعم والتضامن مع ساكنة مراكش، وأيضا للتأكيد بأن المغرب أقوى من الإرهاب والارهابيين، مشيرا إلى أن ما حدث بمقهى أركانة يعد كارثة كبرى وعملا خارجا عن الدين الإسلامي الحنيف، دين الوسطية والاعتدال. وأكد أن الحادث لن ينسي المغاربة الانخراط في الإصلاحات الكبرى خصوصا بعد الخطاب الملكي التاريخي لتاسع مارس مشيرا إلى أن المغاربة مجندون لإنجاح هذه الإصلاحات الكبرى . وقال إن الحضور إلى مراكش هو أيضا لتفعيل مبادرة التضامن الفعلي مع أسرة الفقيد والضحية ياسين البوزيدي المستخدم في مقهى أركانة موضحاً، أن مبادرة الاتحاد تتمثل في اقتناء شقة ضمن السكن الاقتصادي وتهييء عقد ملكيتها في إسم أرملة الفقيد وجنينها وابنتها البالغ عمرها 7 سنوات مبينا بأن الاتحاد العام للشغالين ومؤسسته الاجتماعية أديا مناصفة وبنسبة 50 بالمائة من قيمة الشقة وبما يمثل 150 ألف درهم لكل طرف إضافة إلى تخصيص مبلغ 40 ألف درهم لاقتناء كل مستلزمات الشقة من تجهيزات وأفرشة وغيرها.. وتحرك جميع من حضر اللقاء، مشيا على الأقدام، انطلاقا من مقر الاتحاد الجهوي باتجاه ساحة جامع الفناء ومقهى أركانة موقع الاعتداء الشنيع حيث تم وضع إكليل من الورود في رمزية للترحم على كل ضحايا عملية التفجير وتنديدا بهذا العمل الإجرامي. وكانت آخر فقرات برنامج هذا اليوم توجه وفد الاتحاد العام يتقدمهم الأستاذ حميد شباط في زيارة إلى المنزل الذي تقطن به أسرة الضحية البوزيدي حيث شكلت الزيارة مناسبة للمواساة وتقديم العزاء . وكان في استقبال الأستاذ شباط وكل مرافقيه أفراد عائلة الفقيد البوزيدي يتقدمهم والده ووالدته وزوجته الحامل وابنتها وإخوته وأخواته ومالكو المنزل الذي كان يسكن فيه الضحية وزوجته بإحدى شققه بالسطح وكان الانتقال، بعد ذلك، رفقة أرملة الفقيدة السيدة ليلى بلعيون باتجاه الشقة الجديدة لتفقدها حيث كانت آخر الترتيبات لتجهيزها جارية على قدم وساق. وصرح الأستاذ حميد شباط لجريدة العلم أن هذه المبادرة قام بها الاتحاد العام للشغالين عن طريق جمعية الشؤون الاجتماعية مشيرا إلى أن الجمعية أصبحت تقوم بأدوار طلائعية فيما يخص التضامن فيما بين كافة المنخرطين وأبنائهم وعائلاتهم. وأكد أن الحادث الذي شهدته مراكش كان مؤلما غير أنه أبرز تضامن الشعب المغربي. وأوضح أن الاتحاد العام حاول تخفيف العبء على أسرة الضحية الذي كان أحد مناضلي الإتحاد، وضحية هذا الإرهاب الغاشم مشيرا إلى اتخاذ هذه المبادرة سنة بين المنخرطين في صفوفه.