لايستطيع المرء أن يعاين الأحداث التي تقع بمستعجلات ابن رشد من جراء تصرفات بعض المشرفين عن هذا المرفق الحيوي،مشرفين بالطاقم الطبي والتمريضي،وآخرون من حراس الأمن الخواص،هؤلاء أصبحوا هم الناهي والآمر داخل المستعجلات،على درجة أصبحوا يواجهون المواطنين الوافدين على قسم المستعجلات بالسب والشتم بالكلام النابي وأحيانا الضرب،ولعل أحداث الثلاثاء الماضي لخير دليل على ذلك. فيوم الثلاثاء الماضي توافد على هذه المستعجلات عدد من المواطنين مصابون بجروح ورضوض وكسور،وعند مدخل هذا القسم لايسمع المواطن إلا أنين المصابين وصياح آخرين بسبب تأخر الهيئة الطبية والتمريضية،أو بسبب سماع الجملة المعهودة جهاز أشعة الراديو غير مشغل إنه عاطل عن العمل،بل طلبوا من مصاب كان مصحوبا برجال الأمن القيام بالفحص بأشعة الراديو عند الخواص،وكأن رجل أمن هو الذي سيؤدي الفاتورة لأنه هو مرافقه الوحيد. آخرون تمكنوا من الحصول على جميع الخدمات بطريقتهم الخاصة وفي فترة وجيزة وكأن قسم المستعجلات في ملكيتهم،أما المواطنون البسطاء الذين لاقريب لهم فمنهم من عاد يبحث عن مستعجلات غير مستعجلات ابن رشد. أحد المواطنين رافق مصابا نظرا لإصابته في الرأس استنكر هذه الوضعية فواجهه حراس الأمن الخاص بوابل من الشتم والسب،وصرح لنا بأنه حضر على الساعة العاشرة ليلا،وبعد مرور أزيد من ساعتين لازال ينتظر في البهو دون أن تقدم له الخدمات الأساسية،مضيفا بأنه يعرف هذا القسم جيدا منذ أن كان وزير الصحة مسؤولا عنه،ويؤكد أنه لافرق بين الماضي والحاضر،لقد كان مسؤولا عن قسم المستعجلات أي الفوضى بما للكلمة من معنى وحاليا أصبح وزيرا للصحة ولازالت المواطنون يعيشون نفس الحالة ونفس الأوضاع،كما أبرز هذا المواطن مكامن خلل المستعجلات المتمثلة في الهيئة الطبية والتمريضية قليلة العدد بهذا القسم الذي يستقبل يوميا عدد لايستهان به من المواطنين،ثم إشكالية حراس الأمن الخاص،هذه الفئة التي لاعلاقة لها بالقطاع الطبي لاتعرف إلا لغة واحدة من يؤدي أكثر من الآخر. والجدير بالذكر أن مستعجلات ابن رشد تستقبل المئات من المواطنين خلال فصل الصيف،وهذا ليس بغريب على الجهات المسؤولة عن القطاع الصحي ببلادنا،حيث حوادث السير والضرب والجرح والمشاجرات وما إلى ذلك من الأحداث التي قد تقع في كل فترة،كما أنه يعتبر أكبر قسم للمستعجلات بجهة الدارالبيضاءسطات،فمن المفروض على مسؤوليه تعيين عدد مهم من الأطر الطبية والتمريضية،أما حراس الأمن الخاص فيجب اختيار عناصر تكون في مستوى استقبال المواطنين،لأن المصابين أو المرضى بصفة عامة يجب أن نتعامل معهم بطريقة خاصة واستثنائية. ونحن نهمس في أذن وزير الصحة لنقول له بأن يقوم بزيارة مفاجئة لمستعجلات ابن رشد ليقف عن التجاوزات والخروقات التي يشهدها ويعاين معاناة المواطنين،أما إذا كان يرد علينا بلغة بعثنا لجنة فالجميع أصبع يعرف دور لجن وزارة الصحة وما تقوم به،لأن بعض أعضاء اللجنة مساهمين في تدهور القطاع الصحي بالدارالبيضاء خاصة والمغرب عامة.