كشف استطلاع للرأي أجراه المركز المغربي للمواطنة أن الغالبية العظمى من المغاربة المشاركين غير منخرطة في أي حزب سياسي، بنسبة 91,2%، فيما صرح 76,2% أنهم لا يفكرون في الانضمام مستقبلاً. ورغم أن 70,6% سبق لهم التصويت في الانتخابات التشريعية أو الجماعية، إلا أن 60,9% لم يشاركوا قط في أي نشاط حزبي. هذه النتائج، التي عكستها عينة من 1197 مشاركاً من جميع جهات المملكة، تؤكد فجوة كبيرة بين المواطنين والتنظيمات الحزبية. وأكد المشاركون أن أسباب العزوف تشمل غياب الديمقراطية الداخلية (33,2%)، عدم التعبير عن التطلعات المجتمعية (22,3%)، والتهميش والاقصاء (14,2%). كما أشار 85,8% منهم إلى أن ضعف المشاركة الانتخابية يؤدي إلى صعود ممثلين لا يعبرون عن إرادة الشعب، وأن النظام الانتخابي الحالي لا يساهم في تمثيل حقيقي للإرادة الشعبية. واستناداً إلى هذه النتائج، أوصى التقرير بعدة إصلاحات لتعزيز المشاركة: تحديد مدة ولايات القيادات الحزبية، مراجعة قوانين التزكيات والانتخابات لضمان تعددية فعلية، وتحسين الشفافية الداخلية للأحزاب. كما دعا إلى إشراك النقابات والمجتمع المدني والجامعات والإعلام في إصلاح المسار الانتخابي، بما يعيد التوازن بين المواطن والتنظيمات الحزبية ويقلص عزوف الشباب والنساء عن الحياة السياسية. ويخلص التقرير إلى أن إعادة بناء الثقة والمشاركة السياسية مسؤولية مشتركة بين الأحزاب والمواطنين، وتفعيل هذه الإصلاحات يمثل خطوة أساسية لضمان استمرارية الديمقراطية التمثيلية في المغرب.