خرج أنصار الرئيس التونسي قيس سعيد، اليوم الأربعاء، في مظاهرة وسط العاصمة تونس، للتعبير عن دعمهم له، في وقت تواصل فيه المعارضة تنظيم احتجاجات مناهضة اعتراضا على الأوضاع السياسية والاقتصادية. ورفع المتظاهرون الأعلام الوطنية ورددوا شعارات مؤيدة لسعيد، معتبرين أنه يقود معركة ضد ما سموه الفساد والنخب السياسية، مؤكدين رفضهم لما وصفوه ب"التدخلات الأجنبية".
وتأتي هذه التحركات في ظل تصاعد التوتر الاجتماعي والسياسي، إذ تتهم منظمات حقوقية الرئيس سعيد بتوسيع حملة قمع غير مسبوقة ضد المعارضة، عبر استخدام القضاء والأجهزة الأمنية لإسكات المنتقدين.
كما يقول منتقدو سعيد إن اعتقال قادة معارضين ونشطاء في المجتمع المدني وصحفيين يؤكد "توجها استبداديا" منذ أن أعلن بدء إجراءات استثنائية عام 2021، في حين ينفي هو هذه الاتهامات، قائلا إنه يسعى إلى "تطهير البلاد من الخونة والنخبة الفاسدة". وكان القضاء التونسي قد أصدر الأسبوع الماضي حكما بسجن رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي لمدة 12 عاما، في خطوة اعتبرها منتقدون حلقة جديدة في ترسيخ الحكم الفردي. كما صدرت الشهر الماضي أحكام بالسجن وصلت إلى 45 عاما بحق عشرات من قادة المعارضة ورجال أعمال ومحامين، بتهم التآمر لقلب نظام الحكم. وتتزامن هذه التطورات مع أزمة اقتصادية، تتسم بارتفاع معدلات التضخم ونقص السلع الأساسية وتدهور الخدمات العامة، في وقت دعا فيه الاتحاد العام التونسي للشغل إلى إضراب عام الشهر المقبل احتجاجا على "التضييق على الحق النقابي" والمطالبة برفع الأجور.