خرجت "البوليساريو" الأسبوع الماضي، بتصريحات تنتقد من خلالها، بعثة الأممالمتحدة بالصحراء، المعروفة اختصارا ب"المينورسو"، بسبب عدم اعترافها ب"المعارك الوهمية" التي تدعيها الجبهة، في المنطقة طيلة الأسابيع الأخيرة التي أعقبت العملية الأمنية التي نفذتها القوات المسلحة الملكية بمعبر "الكركرات" بين المملكة المغربية ومورويتانيا. وأكد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، بأن الوضع عند المعبر الحدودي الكركرات بين المغرب ومورويتانيا "لم يتغير"، مؤكدا أن بعثة "المينورسو"، "لم تصلها أية معلومات تفيد بأن الوضع عن المعبر الحدودي الكركرات قد تغير بأي شكل من الأشكال".
جبهة البوليساريو، على لسان ممثلها في الأممالمتحدة، محمد عمار، اعتبرت أن طريقة تعامل المينورسو مع ما يحدث في الصحراء الغربية، "لا تعكس فحسب بعضا من أوجه الخطاب الرسمي للمغرب"، بل "تعبر عن موقف غير مسؤول وغير مفيد". وزعم أن طريقة تعامل المينورسو في تقاريرها "تلحق المزيد من الضرر بمصداقية البعثة, وتضلل الأمانة العامة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي بشأن حقيقة الوضع الراهن في الصحراء".
واعتبر مراقبون، أن تصريحات الأممالمتحدة حول الوضع الهادئ في المنطقة، ردا على "المعارك الوهمية" التي تدعيها البوليساريو، يأتي في إطار الرسالة التي سبق أن بعثها المغرب إلى الأممالمتحدة، حول "المينورسو"، وفحواها ضرورة التزام البعثة الأممية بمهامها وبمبادئها حتى لا تصبح كذلك طرفا في النزاع المفتعل حول الصحراء.
في هذا السياق، قال محمد أكضيض، الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، أن "القراءة التي يمكن أن نخرج بها في هذا الاتجاه هي أولا الأممالمتحدة دحضت كل ما تروج له الجزائر و"البوليساريو" من وجود حرب بالصحراء المغربية، إذن البروباغندا الإعلامية، التي تدعمها الجزائر هي تكتيك عودتنا عليه في إطار هذا العداء المستمر والتقليدي الذي أصبح من مبادئ جنرالات النظام الجزائري.
الخبير الأمني، اعتبر في تصريح ل"الأيام24″، أن الجزائر تنفق أموال ضخمة على " البروباغندا الإعلامية "، وظهر ذلك جليا في قضية معبر "الكركرات" لكن الصحافة الوطنية انتقلت إلى معبر الموجود بين المغرب وموريتانيا، وفندت كل تلك الوقائع التي روجتها الألة الإعلامية الجزائرية.
وأضاف أكضيض، أن "الأممالمتحدة تنبه في ظل هذا الجو والمناخ موظفيها إلى ضرورة الالتزام بالحياد، وهنا أذكر كذلك بأن بعثة "المينورسو" بالصحراء المغربية، هي مكونة من عدة جنسيات مختلفة، تشتغل في هذه المراقبة، ومن يشتغل الآن في عناصر المراقبة التابعين لجيوش بلادهم، ويصبحون يشتغلون تحت راية الأممالمتحدة، فإن هذه الدول تمارس السياسية كذلك، وبالتالي لا يمكن أن يكون هذا العنصر يعمل بسياسة دولته في اتجاه نزاع مفتعل هو الصحراء المغربية، إذن يجب على هؤلاء في ظل هذه البروباغندا الإعلامية المدعومة من الجزائر، أن يلتزموا بالحياد.
ولفت الخبير المغربي، أنه "بطبيعة الحال الأممالمتحدة تنبه عناصرها بضرورة الحياد تجاه الأطراف، وهذا ليس بالشيء الغريب، فأي انزلاق أي عنصر ما خارج هذا الحياد، فالمغرب يرصده وبالتالي الرباط لن تتراجع ّإلى الوراء، بل تذهب إلى التظلم لدى دواليب الأممالمتحدة المخصصة، منها هيئة المينورسو ومجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة.
وأشار إلى أن "المغرب اليوم أصبح معادلة صعبة بالتالي فإن الأممالمتحدة انتبهت إلى هذا الحزم الصادر من الرباط، وحتى لا تصبح كذلك بعثة "المينورسو" طرفا في النزاع المفتعل حول الصحراء، ومن الضروري أن تعيد وتذكر بنظام ومبدأ عمل بعثة الأممية بالصحراء المغربية، الذي هو الحياد، وبالتالي فإن أي انزلاق أو تجاوز لهذا الحياد يمكن أن تكون له نتائج غير سوية ولا تفيد الأممالمتحدة، بل وتجلب لها التشويش والاتهامات.
يشار إلى أن جبهة البوليساريو قد أعلنت في 13 من نونبر الماضي انها باتت في حل من الإلتزام باتفاق وقف إطلاق النار الموقع سنة 1991، وذلك بعد تنفيذ القوات المسلحة الملكية لعملية غير هجومية لفتح وتأمين معبر الكركارات، ومنذ ذلك الوقت، اعتادت على إصدار بلاغات تتحدث فيها عن قيام وحداتها العسكرية بتنفيذ هجمات على الجدار الدفاعي.