تعزية ومواساة    لجنة التعليم والشؤون الثقافية والاجتماعية بمجلس المستشارين تصادق على مشروع قانون إعادة تنظيم المجلس الوطني للصحافة    كأس إفريقيا .. صلاح يقود مصر للفوز على زيمبابوي في الوقت بدل الضائع    بلاغ مشترك توقيع اتفاقية إطار للشراكة والتعاون بين المجلس الأعلى للسلطة القضائية ومؤسسة أرشيف المغرب تهم حفظ الذاكرة القضائية    افتتاح كأس الأمم الإفريقية بالمغرب: حدث قاري يكشف خلفيات العداء السياسي    تراجع عن الاستقالة يُشعل الجدل داخل ليكسوس العرائش لكرة السلة... وضغوط في انتظار خرجة إعلامية حاسمة    ميسور: حملة واسعة لتوزيع المساعدات الإنسانية لفائدة الأسر بالمناطقة الأكثر هشاشة بجماعة سيدي بوطيب    ماذا تريد الدولة من اعتقال الأستاذة نزهة مجدي؟    بصعوبة.. مصر تفوز على زيمبابوي 2_1 في أول ظهور بالكان        مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال ال 24 ساعة الماضية    نيويورك.. زهران ممداني يفاجئ مشجعي أسود الأطلس في مطعم مغربي    تحضيرات المنتخب المغربي تتواصل استعدادا لمباراة مالي    موندو ديبورتيفو تشيد بحفل افتتاح كان 2025 بالمغرب    حموشي يقرّ صرف منحة مالية استثنائية لفائدة جميع موظفي الأمن الوطني برسم سنة 2025        بركة: دراسة ترسي حماية جديدة لآسفي.. ونراجع المناطق المهددة بالفيضانات        الحسيمة.. حادثة سير خطيرة على الطريق الوطنية قرب بني عبد الله    نشرة انذارية جديدة تحذر من تساقطات ثلجية كثفة وامطار قوية    الارتفاع ينهي تداولات بورصة الدار البيضاء    إقليم ميدلت.. تعبئة ميدانية للسلطات تنقذ خمس عائلات من الرحل حاصرتها الثلوج بجماعة أيت يحيى    في ندوة وطنية بأزمور لمختبر السرديات: الخطاب والمرجع في النقد المغربي    «لماذا يخطئ المثقفون» صامويل فيتوسي الانحياز الفكري والأخلاقي أمام امتحان الحقيقة    مجموعة «فوضى مورفي» للكاتبة خولة العلوي .. شغف ووعي ورغبة في كتابة نص مختلف    نبض بألوان الهوية المغربية والإفريقية: عرس كروي رفيع المستوى في افتتاح الكان        تصنيف فيفا .. المغرب يحافظ على المركز 11 عالميا    ختام السنة برياض السلطان تروبادور غيواني بادخ    يومية "آس" الرياضية الإسبانية: براهيم دياز.. قائد جديد لجيل واعد    انتقادات حقوقية لتراجع تصنيف المغرب في تنظيم الأدوية واللقاحات    تحقيق ل"رويترز": في سوريا الجديدة.. سجون الأسد تفتح من جديد بمعتقلين جدد وتعذيب وابتزاز    أزيلال .. القوات المسلحة الملكية تطلق خدمات المستشفى العسكري الميداني بجماعة آيت محمد    ريدوان يطلق أولى أغاني ألبوم كأس أمم إفريقيا "ACHKID"    توقعات أحوال الطقس غدا الثلاثاء    الذهب يسجل مستوى قياسيا جديدا مع توقع استمرار خفض الفائدة الأمريكية    خطر صحي في البيوت.. أجهزة في مطبخك تهاجم رئتيك    نهائيات كأس إفريقيا للأمم تعيد خلط أوراق العرض السينمائي بالمغرب    رغم انخفاضها عالميا.. المحروقات بالمغرب تواصل الارتفاع والمستهلك يدفع الثمن    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الاثنين    تيسة تحتضن إقامة فنية في الكتابة الدرامية والأداء لتعزيز الإبداع المسرحي لدى الشباب    ارتفاع أسعار النفط    انقلاب حافلة يودي بأرواح 16 شخصا في جزيرة إندونيسية    سعر الذهب يسجّل مستوى قياسيا جديدا    تفاصيل جديدة بشأن "مجزرة بونداي"    إعلام إسرائيلي أمريكي: نتنياهو يسعى لتفويض من ترامب لمهاجمة إيران    وفاة الممثل الأمريكي جيمس رانسون انتحارا عن 46 عاما    اغتيال جنرال روسي في انفجار قنبلة    الاستيطان يتسارع في الضفة الغربية ويقوّض فرص قيام دولة فلسطينية    مشروبات الطاقة تحت المجهر الطبي: تحذير من مضاعفات دماغية خطيرة    العاصمة الألمانية تسجل أول إصابة بجدري القردة    السعودية تمنع التصوير داخل الحرمين خلال الحج    من هم "الحشاشون" وما صحة الروايات التاريخية عنهم؟    منظمة الصحة العالمية تدق ناقوس انتشار سريع لسلالة جديدة من الإنفلونزا    سلالة إنفلونزا جديدة تجتاح نصف الكرة الشمالي... ومنظمة الصحة العالمية تطلق ناقوس الخطر    استمرار إغلاق مسجد الحسن الثاني بالجديدة بقرار من المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية وسط دعوات الساكنة عامل الإقليم للتدخل    سوريا الكبرى أم إسرائيل الكبرى؟    الرسالة الملكية توحّد العلماء الأفارقة حول احتفاء تاريخي بميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قصة العدوان الثلاثي البريطاني الفرنسي الإسرائيلي على مصر
نشر في الأيام 24 يوم 05 - 11 - 2021

Getty Imagesفرديناند دي ليسبس، الدبلوماسي الفرنسي السابق، الذي أقنع محمد سعيد باشا، والي مصر، بالموافقة على بناء قناة السويس في مثل هذا الوقت من نوفمر/تشرين الثاني من عام 1956 شهدت منطقة الشرق الأوسط أزمة السويس أو ما عرف ب "العدوان الثلاثي" البريطاني الفرنسي الإسرائيلي على مصر. وتقول دائرة المعارف البريطانية إن تلك الأزمة اندلعت في 26 يوليو/تموز من عام 1956 عندما قام الرئيس المصري آنذاك جمال عبد الناصر بتأميم شركة قناة السويس، التي كانت تسيطر عليها فرنسا وبريطانيا. فما هي القصة؟ جمال عبد الناصر: إرث مختلف عليه وجدل لا ينتهي "سقط" من التاريخ 30 عاما، حكاية أول رئيس للجمهورية المصرية
أصل الحكاية
في عام 1854، أقنع فرديناند دي ليسبس، الدبلوماسي الفرنسي السابق، محمد سعيد باشا، والي مصر، بالموافقة على بناء قناة شحن عبر 100 ميل من الصحراء بين أفريقيا وآسيا. وتم توزيع نشرة الإصدار وتشكيل الشركة العالمية لقناة السويس البحرية في 20 ديسمبر/كانون الأول من عام 1858. حقائق عن مصر حكاية السلطان الذي صار ملك مصر والسودان وسيد النوبة وكردفان ودارفور وقد رفضت بريطانيا، التي كانت تنظر بعين الشك إلى نفوذ فرنسا المتزايد في هذه المنطقة، عرض الأسهم، بل ونظمت مقاطعة، مما أدى إلى نقص في المستثمرين، لذلك استحوذت مصر على 44 في المئة من الأسهم. وبدأ البناء في 25 أبريل/نيسان من عام 1859، وتوفي محمد سعيد باشا عام 1867، وخلفه ابن أخيه إسماعيل. وافتتحت القناة في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1869. وفي السنة الأولى من عُمر القناة، كان نحو ثلاثة أرباع السفن التي استخدمتها بريطانية. وبحلول منتصف سبعينيات القرن التاسع عشر، عرض الخديوي إسماعيل، الذي كان قد شرع في تحديث مصر، أسهم بلاده في القناة للبيع بعد تكبده ديونا ضخمة. الملك فاروق: حكاية ملك مصر المتهم ب"التواطؤ" مع هتلر هل أطاحت المخابرات المركزية بالملك فاروق في يوليو 1952؟ وقد اشترى رئيس الوزراء البريطاني بنيامين دزرائيلي حصة مصر مقابل 4 ملايين جنيه إسترليني، لتأسيس النفوذ البريطاني في إدارة هذا الممر المائي الجديد والمهم للغاية. مصلحة بريطانيا الحيوية قدمت قناة السويس لبريطانيا طريقا بحريا أقصر إلى إمبراطوريتها. ومع بزوغ القرن العشرين وازدياد أهمية النفط، وفرت القناة طريقا بحريا قصيرا إلى حقول النفط في الخليج العربي، لذلك كانت بريطانيا ملتزمة بحمايتها. وتعرضت قناة السويس للهجوم خلال الحربين العالميتين. فبعد فترة وجيزة من اندلاع الحرب العالمية الأولى، أعلنت بريطانيا مصر محمية، وتم إرسال القوات البريطانية والهندية لحماية القناة، فيما أرسلت تركيا، التي دخلت الحرب كحليف لألمانيا في عام 1914، قوات للاستيلاء على القناة في فبراير/شباط من عام 1915. آلاف الأتراك كانوا أسرى في معارك شبه الجزيرة العربية حكاية لورانس العرب الذي ستحول السعودية منزله إلى معلم سياحي غاليبولي: المعركة التي سقط فيها مئات الآلاف من الأتراك والحلفاء بين قتيل وجريح وقد تم صد ذلك الهجوم، وبحلول عام 1916 تم دفع الخطوط الدفاعية البريطانية إلى عمق صحراء سيناء لمنع أي محاولة أخرى. Getty Imagesقناة السويس خلال الحرب العالمية الأولى وأدت هزيمة تركيا في عام 1918 إلى تقسيم جزء كبير من الإمبراطورية العثمانية بين بريطانيا وفرنسا، مما ترك بريطانيا تسيطر على حقول النفط في العراق. وفي عام 1922، منحت بريطانيا الاستقلال الاسمي لمصر، لكن مرت عدة سنوات قبل التوصل إلى اتفاق. وقد أعلنت المعاهدة الأنجلو-مصرية الموقعة في لندن عام 1936 أن مصر دولة مستقلة ذات سيادة، لكنها سمحت للقوات البريطانية بالاستمرار في التمركز في منطقة قناة السويس لحماية المصالح المالية والاستراتيجية لبريطانيا في القناة حتى عام 1956، الذي ستقرر فيه مدى الحاجة إلى وجود تلك القوات ويعاد التفاوض بشأنها إذا لزم الأمر. وبعد فترة وجيزة من اندلاع الحرب العالمية الثانية، أرسلت إيطاليا، حليفة ألمانيا، قوات لغزو مصر من ليبيا. وقد أدى الهجوم البريطاني المضاد في ديسمبر/كانون الأول من عام 1940 إلى طرد الإيطاليين من مصر، ولكن في مارس/آذار من عام 1941، هاجمت القوات الإيطالية، معززة بدعم ألماني، الحدود المصرية ودفعت قوات الحلفاء إلى التراجع. ودار القتال في ساحل شمال أفريقيا حتى صيف عام 1942، عندما بدت قوات المحور مستعدة لمهاجمة قناة السويس وما وراءها. وبدأ هجوم قوات المحور الجديد في 1 يوليو/تموز، واستمر معظم الشهر، لكن خطوط الحلفاء صمدت. وفي أغسطس/آب، تم تعيين الجنرال برنارد مونتغمري قائدا للجيش البريطاني الثامن. وفي 23 أكتوبر/تشرين الأول من عام 1942، شن هجوما كبيرا من العلمين أجبر قوات المحور على التراجع. وقد أدت عمليات الإنزال الأنجلو أمريكية اللاحقة في المغرب والجزائر في 8 نوفمبر/تشرين الثاني إلى عزل قوات المحور في تونس، والتي استسلمت في 13 مايو/آيار من عام 1943. وباتت القناة آمنة مرة أخرى.
الطريق إلى الأزمة
تعود جذور أزمة السويس عام 1956 إلى تصاعد القومية في مصر بعد الحرب. ففي عام 1951، ألغى مصطفى النحاس باشا، زعيم حزب الوفد المنتخب حديثا، المعاهدة الأنجلو-مصرية لعام 1936. وسرعان ما تبع ذلك هجمات على الحامية البريطانية، وفي يناير/كانون الثاني من عام 1952 صرحت الحكومة البريطانية بعملية لنزع سلاح قوات الشرطة شبه العسكرية المصرية في الإسماعيلية، والتي كانت تدبر أعمال المقاومة. كان ذلك الاجراء ناجحا، لكن العنف استمر، وتبع ذلك أعمال شغب في القاهرة على نطاق غير مسبوق، وبلغت ذروتها في هجمات يوم السبت 26 يناير/كانون الثاني على الممتلكات البريطانية والأجنبية، وهي الأحداث التي عُرفت فيما بعد باسم السبت الأسود. ودفعت التهديدات البريطانية باحتلال القاهرة فاروق ملك مصر إلى إقالة النحاس باشا، ولكن في يوليو/تموز من عام 1952 تمت الإطاحة بفاروق من قبل مجموعة من ضباط الجيش بقيادة اللواء محمد نجيب. كيف غيرت ستة أيام الشرق الأوسط للأبد؟ وبدلا من الإصرار على حقوق بريطانيا بموجب معاهدة 1936، حاول أنتوني إيدن وزير الخارجية البريطاني التفاوض مع الحكومة الجديدة. Getty Imagesجعلت أزمة السويس من جمال عبدالناصر بطلا في عيون العرب وفي عام 1954، حل البكباشي (العقيد) جمال عبد الناصر محل اللواء نجيب. وكانت لديه ثلاثة أهداف: جعل مصر مستقلة بإنهاء الاحتلال البريطاني، وبناء القوات المصرية لشن هجوم ناجح على إسرائيل، وتحسين وضع الاقتصاد المصري من خلال إنشاء السد العالي في أسوان لري وادي النيل. في 19 أكتوبر/تشرين الأول من عام 1954، تم التوقيع على معاهدة من قبل عبد الناصر وأنتوني نوتينغ، وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية. وكان من المقرر أن تستمر الاتفاقية لمدة 7 سنوات. وبمقتضى تلك المعاهدة كان من المقرر سحب القوات البريطانية من مصر بحلول يونيو/حزيران من عام 1956، وأن تتم إدارة القواعد البريطانية بشكل مشترك من قبل فنيين مدنيين بريطانيين ومصريين. ووافقت مصر على احترام حرية الملاحة عبر القناة، وتم الاتفاق على السماح للقوات البريطانية بالعودة إذا تعرضت قناة السويس للتهديد من قبل قوة خارجية.
مخاوف من سياسة الاسترضاء
في فبراير/شباط من عام 1955، توترت العلاقات البريطانية المصرية مرة أخرى بسبب قرار إيدن بحرمان عبد الناصر من الأسلحة البريطانية التي تعهدت بها لندن. وفي أبريل/نيسان، جاء ونستون تشرشل خلفا لإيدن كرئيس للوزراء. ومع مغادرة آخر القوات البريطانية لمصر، كان عبد الناصر يستكمل شراء طائرات ودبابات وأسلحة سوفيتية الصنع من تشيكوسلوفاكيا، مما قد يساعده في تحقيق أحد أهدافه، وهو تدمير إسرائيل. وعلى الرغم من المظاهرات المناهضة للغرب في مصر، تعهدت الولايات المتحدة وبريطانيا في يناير/كانون الأول من عام 1956 بالمساعدة في تمويل بناء السد العالي الجديد في أسوان. Getty Imagesأنتوني إيدن رئيس وزراء بريطانيا خلال الأزمة لكن الموقف الأمريكي تغير، إذ باتت الولايات المتحدة مقتنعة بأن مشروع السد لن ينجح، وأرادت تقليص الإنفاق على المساعدات الخارجية. كما كانت واشنطن قلقة بشأن شراء عبد الناصر للأسلحة السوفيتية. و أبلغ وزير الخارجية الأمريكي جون فوستر دالاس السفير المصري في واشنطن في 19 يوليو / تموز أن حكومته قررت عدم توفير التمويل لبناء السد. واتخذ سلوين لويد وزير الخارجية البريطاني نفس الموقف الأمريكي. وبعد ذلك رفض البنك الدولي تقديم ما تعهد به لمصر وهو مبلغ 200 مليون دولار. وثائق "تكشف كيف استُبدلت فلسطين بجزيرة القرم" لإقامة إسرائيل وتقول دائرة المعارف البريطانية إن عبد الناصر رد على القرار الأمريكي والبريطاني بإعلان الأحكام العرفية في منطقة القناة وتأميم شركة قناة السويس في 26 يوليو/تموز من عام 1956، متنبئا بأن الرسوم المحصلة من السفن التي تعبر القناة ستدفع تكاليف بناء السد في غضون 5 سنوات. وقد خشيت بريطانيا وفرنسا من أن يغلق ناصر القناة، ويقطع شحنات النفط المتدفقة من الخليج العربي إلى أوروبا الغربية. وعندما فشلت الجهود الدبلوماسية لتسوية الأزمة، أعدت بريطانيا وفرنسا سرا لعمل عسكري لاستعادة السيطرة على القناة. وهكذا بات إيدن، الذي أشار إلى سياسة استرضاء بريطانيا لأدولف هتلر في الثلاثينيات، يدرس القيام بعمل عسكري قد يؤدي إلى سقوط عبد الناصر واستعادة نفوذ بريطانيا في المنطقة. ووجدت بريطانيا وفرنسا حليفا جاهزا ممثلا في إسرائيل، التي تفاقم عداؤها لمصر بسبب إغلاق ناصر لمضيق تيران (عند مصب خليج العقبة) والغارات العديدة التي شنتها قوات الكوماندوز المدعومة من مصر على إسرائيل خلال الفترة ما بين 1955-1956. ومع ذلك، أوضحت الولايات المتحدة أنه لن يتم التسامح مع العمل العسكري غير المبرر.
المعاهدات والتآمر
جلبت نهاية الحرب العالمية الثانية في عام 1945 فترة من التغيير السريع، فقد تبع إنشاء دولة إسرائيل في عام 1948 اندلاع الحرب العربية الإسرائيلية الأولى، وقد جعل تصاعد القومية العربية من الشرق الأوسط منطقة مضطربة. وكانت الولايات المتحدة قد خرجت من الحرب العالمية الثانية كقوة عالمية عظمى، وباعتبارها كانت سابقا مستعمرة هي نفسها، كانت ملتزمة بالإشراف على إنهاء الاستعمار في العالم. وعلاوة على ذلك، كانت الولايات المتحدة تنظر إلى انتشار الشيوعية، التي رعاها الاتحاد السوفيتي، على أنه تهديد للديمقراطية الغربية. وفي محاولة لتعزيز الأمن في الشرق الأوسط ضد النفوذ السوفيتي، وقعت بريطانيا وتركيا والعراق وإيران وباكستان معاهدة تعرف باسم حلف بغداد في عام 1955. لكن مصر، التي كانت تتطلع إلى الاتحاد السوفيتي من أجل التسلح، رفضت التوقيع. Getty Imagesديفيد بن غوريون رئيس وزراء إسرائيل خلال الأزمة وانسحب العراق في وقت لاحق من الحلف، الذي بات غير فعال في منع الحرب الباردة من الوصول إلى الشرق الأوسط. وفي يناير/كانون الثاني من عام 1956، انتخب غي موليه رئيسا للوزراء في فرنسا، ووعد بإحلال السلام في الجزائر، المستعمرة الفرنسية، التي كانت تعيش انتفاضة قومية. لكن وجود مليون مستوطن فرنسي هناك جعل الانسحاب من الجزائر مستحيلا سياسيا، وأدت محاولة موليه لحل الوضع إلى تصعيد العنف. من حادث المروحة إلى تصريحات ماكرون: قصة علاقات جزائرية فرنسية شائكة وفي تلك الأثناء، كانت إسرائيل، القلقة بشأن إعادة تسليح مصر، والتي خاضت معها سلسلة من الاشتباكات الحدودية، تشتري طائرات وأسلحة من فرنسا. وكانت الحكومة الفرنسية تجتمع سرا مع المسؤولين الإسرائيليين، ودعت بريطانيا للانضمام إلى المفاوضات. وفي أكتوبر/تشرين الأول من عام 1956، التقى موليه وإيدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي ديفيد بن غوريون في سيفرس بالقرب من باريس، وأبرموا اتفاقية سرية مفادها أن إسرائيل يجب أن تهاجم مصر مما يوفر ذريعة لغزو أنجلو فرنسي لقناة السويس.
عمل عسكري
أمر بن غوريون الجنرال موشيه ديان، رئيس أركانه، بالتخطيط لشن هجوم على مصر. وفي 29 أكتوبر/تشرين الأول من عام 1956، قاد الهجوم الإسرائيلي إنزال جوي للسيطرة على ممر ميتلا، وتبع ذلك قتال عنيف. Getty Imagesطفل مصري صغير بجوار دبابة بريطانية في بورسعيد خلال أزمة السويس عام 1956 وفي اليوم التالي، أصدرت بريطانيا وفرنسا إنذارا للطرفين لوقف القتال على الفور. وواصل الإسرائيليون عملياتهم، متوقعين هجوما مصريا مضادا، وبدلا من ذلك، كان جيش عبد الناصر ينسحب. وفي 5 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1956، بعد حوالي ثلاثة أشهر و 10 أيام من تأميم عبد الناصر للقناة، بدأ الهجوم الأنجلو-فرنسي على السويس، وقد سبقه قصف جوي أدى إلى تحطيم وتدمير القوات الجوية المصرية. وفي 5 و6 نوفمبر/تشرين الثاني قامت القوات البريطانية والفرنسية بعمليتي إنزال في بورسعيد وبور فؤاد، وبدأت في احتلال منطقة القناة. وفي منتصف ليل 6 نوفمبر/تشرين الثاني، تمت الدعوة لوقف إطلاق النار بناء على إصرار الأمين العام للأمم المتحدة داغ همرشولد. وكانت القوات الأنجلو-فرنسية قد وصلت إلى جنوب بورسعيد، لكنها لم تكن تسيطر بعد على القناة بأكملها عندما تم إيقافها. لقد كانت العملية من الناحية العسكرية في طريقها إلى تحقيق نجاح كبير. Getty Imagesتجمهر مصري حول دبابة بريطانية في بورسعيد خلال أزمة السويس عام 1956 وفي 22 ديسمبر/كانون الأول قامت الأمم المتحدة بإجلاء القوات البريطانية والفرنسية، وانسحبت القوات الإسرائيلية في مارس/آذار من عام 1957.
رد فعل عنيف
من الناحية السياسية، كان التدخل في السويس كارثيا، وقد كان الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور غاضبا. وقد أجبر الرأي العام العالمي، وخاصة الرأي العام في الولايات المتحدة، إلى جانب التهديد بالتدخل السوفيتي، بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على سحب قواتها من مصر. وفي بريطانيا أيضا كان هناك غضب واسع النطاق. وتم إرسال قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة للإشراف على وقف إطلاق النار واستعادة النظام، كما تم تطهير قناة السويس وإعادة فتحها. لكن بريطانيا على وجه الخصوص وجدت أن علاقتها مع الولايات المتحدة ضعُفت وتضاءل نفوذها "شرق السويس" بسبب تلك المغامرة. وبدأت الاتهامات بالتواطؤ بين بريطانيا وفرنسا وإسرائيل عام 1956تطفو على السطح، لكن إيدن نفى ذلك في البرلمان، وحاول تجنب إعطاء إجابة واضحة وقاطعة. وفي 20 ديسمبر / كانون الأول من ذلك العام، قال في خطابه الأخير أمام مجلس العموم إنه لم يكن هناك علم مسبق بأن إسرائيل ستهاجم مصر. ولم يكن ذلك صحيحا. وفي يناير/كانون الثاني من عام 1957، تدهورت صحة إيدن كما تضررت مصداقيته السياسية بشدة، واستقال. Getty Imagesكان الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور غاضبا من الهجوم ونجا غي موليه، رئيس الوزراء الفرنسي، وظل في منصبه لفترة أطول على الرغم من الانتقادات الشديدة، لكن حكومته انهارت في يونيو/حزيران من عام 1957 بسبب الضرائب التي فرضها لدفع ثمن الحرب الجزائرية. وتوترت العلاقات الأنجلو أمريكية بسبب أزمة السويس، ولكن مع استمرار حلفاء الحرب الباردة في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في التعاون. وبحلول عام 1962، تبنت بريطانيا نظام صواريخ بولاريس الأمريكي. ومع ذلك ، فقد ظهر توازن القوى الحقيقي في عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية بشكل صارخ، وتعرضت هيبة بريطانيا لضربة قاسية. خرج ناصر من أزمة السويس منتصرا وبطلا لقضية القومية العربية والمصرية، ولم تحصل إسرائيل على حرية استخدام القناة، لكنها استعادت حقوق الشحن في مضيق تيران، وفقدت بريطانيا وفرنسا معظم نفوذهما في الشرق الأوسط نتيجة لهذه الأزمة. مذبحة القلعة: كيف تخلص محمد علي من منافسيه في حكم مصر بضربة واحدة؟
محطات مهمة في تاريخ مصر
* حوالي 3000 قبل الميلاد - مملكتا مصر العليا ومصر السفلى تتوحدان، وتشهد الأسر الحاكمة التالية ازدهارا في التجارة وابتكار تقاليد حضارية عظيمة.
* 332 قبل الميلاد - الاسكندر المقدوني يغزو مصر ويؤسس مدينة الإسكندرية. تحكم الأسرة المقدونية مصر حتى عام 31 قبل الميلاد.
* 31 قبل الميلاد - تخضع مصر للحكم الروماني. الملكة كيلوباترا تنتحر بعد أن دحر جيش اوكتافيان الروماني جيشها.
* 33 ميلادية - دخول المسيحية إلى مصر. المسيحية تنمو وتنتشر، وتأخذ مكان الديانات المحلية بحلول القرن الرابع.
* من القرن الرابع الى القرن السادس - إقليم مصر الروماني يصبح جزءا من الامبراطورية البيزنطية.
* 642 - الفتح العربي.
* 1517 - استيعاب مصر ضمن الدولة العثمانية.
* 1805 - القائد الألباني محمد علي باشا يؤسس أسرة تحكم مصر حتى عام 1952، وقد كانت اسميا تتبع الدولة العثمانية.
* 1869 - الانتهاء من حفر قناة السويس، ولكن تكاليف شق القناة وغيرها من البنى التحتية كادت أن تفلس الدولة المصرية، وأدت إلى سيطرة بريطانيا تدريجيا على البلاد.
* 1882 - بريطانيا تسيطر على مصر.
* 1922 - فؤاد الأول يتوج ملكا لمصر، وتنال البلاد استقلالها، ولكن النفوذ البريطاني يبقى قويا حتى أواسط الخمسينيات.
* 1948 - مصر والعراق والأردن وسوريا تدخل في حرب مع إسرائيل.
* 1956 - بريطانيا وفرنسا وإسرائيل تغزو مصر بعد تأميم قناة السويس.
* 1981 - اغتيال الرئيس أنور السادات على يد متطرفين إسلاميين، ويخلفه نائبه حسني مبارك.
* 2011 - الإطاحة بمبارك في انتفاضة "الربيع العربي."
https://www.youtube.com/watch?v=ETOUALw2EIs (وثائقي بي بي سي عن أزمة السويس باللغة الإنجليزية)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.