هل يكفي استيراد الأغنام؟ الناجي: "إجراء ريعي" يفتقر لإستراتيجية المدى البعيد

بهدف توفير عرض كاف من الأضاحي، لجأت الحكومة إلى فتح باب الاستيراد المؤقت للأغنام، إلا أن هناك تخوف من عدم سد هذه الآلية للخصاص المهول من رؤوس الأغنام خاصة مع توالي سنوات الجفاف، وقصور إجراءات الحكومة في توفير عرض وطني يلبي حاجات المغاربة ويوفر لهم أضاحي العيد بأثمنة مناسبة.


الأستاذ بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط محمد الناجي، أكد أن المغرب لم يعد يتوفر على القطيع الكافي من الأبقار والأغنام، جراء توالي سنوات الجفاف، وأيضا بسبب ضعف الحكامة المعتمدة في القطاع الفلاحي.


وأضاف الناجي، في تصريح ل"الأيام 24″، أن الحكومة لم تتخذ الإجراءات اللازمة والمناسبة لاستباق هذا التراجع الكبير في القطيع المغربي، مبينا أن الاستثمار في مجال تربية الأبقار والأغنام لم يعد مغريا للمستثمرين بسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج جراء الزيادات الصاروخية لأسعار العلف التي يتم استيرادها من الخارج.


وأوضح أنه أمام وضعية تراجع القطيع الوطني، كان أمام الحكومة خياران: إما تشجيع المنتوج المحلي للحفاظ على القطيع أو اللجوء إلى سبل أخرى وعلى رأسها الاستيراد، الذي يستفيد منه كبار الموردين المعروفين الذين لديهم انتماءات سياسية معينة ويطبعه "الريع"، على حد تعبير الناجي.


وسجل أن الاستيراد هو الوسيلة الوحيدة لدعم السوق وتوفير عرض كاف في ظل "التآكل الفظيع للقطيع الوطني من الأبقار والأغنام"، منبها إلى أنه كان ينبغي اعتماد سياسة بعيدة المدى لدعم المنتوج المحلي وتحقيق الأمن السيادي في هذا القطاع عبر برنامج وطني للدعم المهيكل يساهم في توفير قطيع وطني للسنوات وللأجيال المقبلة.


ويرى الناجي، أنه ينبغي التفكير بشكل استراتيجي في تعزيز القطيع الوطني من خلال دعم الكسابة وصغار المنتجين من خلال نهج "دعم مهيكل وليس دعما مناسباتيا أو دعما نخصصا للاستيراد"، مبرزا أن "هذا ورش كبير، لكن الحكومة كسولة ولا تفكر في عمل هيكلي على المدى البعيد بل تشتغل على الحلول الجاهزة والساهلة".


هذا، وأكد الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، اليوم الخميس، أن الحكومة تعمل على مضاعفة استيراد الأغنام الموجهة للذبح في عيد الأضحى المقبل، قياسا بالعام الماضي.


وقال بايتاس، خلال لقاء صحافي عقب الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة، أن "هناك رغبة في مضاعفة أرقام استيراد أضاحي العيد خلال هذه السنة، حيث يتم الحديث حاليا عن جلب 600 ألف رأس من الأغنام، وقد يتجاوز الرقم هذا السقف".


وشدد الوزير على أن وضع آلية للاستيراد لا يكفي لبلوغ الاستجابة المرجوة، مشيرا إلى أن الحكومة تعمل على "تبسيط المسار الذي تم سلكه السنة الماضية وتقنينه، من أجل تسهيل عملية الاستيراد، ومرور العيد في ظروف جيدة".


وكان وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، قد أفاد في معرض جوابه على سؤال شفوي حول "التدابير المتخذة لاستقبال عيد الأضحى" بمجلس المستشارين، أول أمس الثلاثاء، بأنه تم، إلى حدود اليوم ترقيم حوالي مليوني رأس غنم، في إطار الاستعدادات لعيد الأضحى.


وسجل الوزير أنه تم تجهيز 34 سوقا مؤقتا لتعزيز الأسواق الموجودة، وتسجيل 210 آلاف وحدة تسمين، مشيرا إلى فتح استيراد المواشي مؤقتا للسنة الثانية على التوالي، وإطلاق طلب عروض خاص بالأغنام الموجهة لعيد الأضحى بحجم 600 ألف رأس، قابلة للزيادة.