تفاجأت الأسر المغربية في الأيام القليلة الماضية من مدراء المدارس العمومية التي تحمل صفة "الريادة"، بعد توزيع على أبنائها "مطبوعات" بالأبيض والأسود على شكل مقررات دراسية، دون معرفة أسباب لجوء هذه المؤسسات إلى هذا الأسلوب الجديد في الدراسة، وهو ما أثار تساؤلات كثيرة حول مسار طباعة الكتب المدرسية الخاصة بهذا المشروع التربوي الحديث.
وحسب مصادر "الأيام 24″، فإن مجموعة من مدارس الريادة إلى حدود الآن توصلت فقط بمقررات المستوى الابتدائي الأول، في انتظار استكمال توزيع الكراسات الدراسية على باقي المستويات في غضون الأيام المقبلة، مؤكدة أن "الأسر المغربية وأيضا الأطر التربوية رفضت هذه الصيغة الجديدة المتعلقة بتوزيع أوراق "الفوطوكوبي" على التلاميذ".
وحسب ذات المصادر، فإن أغلب المعلمين في الأيام الأخيرة دخلوا في فترة تكوين لمدة ثلاثة أيام، وذلك من أجل إتقان مجزوءة "التعليم الصريح" وتنزيلها انطلاقا من اليوم الثلاثاء 19 نونبر الجاري، عن طريق موقع إلكتروني تابع للوزارة يتم من خلاله استخراج الدروس على شكل مطابع ورقية.
وفي هذا الصدد، قال عبد الوهاب السحيمي، الفاعل التربوي، إن "وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة لم توفر لمدارس الرياضة مقررات دراسية، وهذا جاء نتيجة القرارات الارتجالية التي تتخبط فيها الوزارة المعنية، علما أنه لا أحد يمتلك المعلومات الكافية حول هذا المشروع التربوي".
وأضاف السحيمي، في تصريح ل"الأيام 24″، أنه "إلى حدود اللحظة ننتظر نتائج هذا المشروع الجديد الذي وضعته وزارة التربية الوطنية والتعليم، من أجل معرفة مساره هل سيتم تعميمه على الجميع أم سنضطر إلى وضع حد له، إذا تبين أن هناك فشل في تنزيله".
وبعد أن أعرب السحيمي، عن أسفه الشديد ل"الارتباك" الذي يشهده هذا المشروع، سجل أن الوزارة المعنية بهذا الإصلاح لم تمتلك رؤية واضحة، حيث تهدر بشكل مستمر الزمن التربوي، لافتا إلى أن "الإصلاح التربوي لا علاقة له بالمدرسة الرائدة".