كشفت الرئاسة الجزائرية عن تلقي الرئيس عبد المجيد تبون، أمس الإثنين، اتصالا هاتفيا من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تبادلا التهاني بمناسبة عيد الفطر المبارك. واتفق الرئيسان، وفق بيان للرئاسة الجزائرية، على "لقاء يجمعهما في أقرب الآجال"، ليؤكد هذا الإعلان، ما سبق للرئيسين تأكيده في شتنبر الماضي، في مكالمة هاتفية أيضا، حول اعتزامها اللقاء قريبا.
ويأتي هذا الاتصال الهاتفي، في وقت تشهد العلاقات بين البلدين أسوأ حالاتها، حيث تبدي الجزائر قلقا كبيرا من الدور الإماراتي في المنطقة، وهو ما انعكس في حملات سياسية وإعلامية مركزة تحذر من الخطر الإماراتي، لكن دون أي تصريح رسمي من قبل البلدين عن وجود قطيعة دبلوماسية بين البلدين.
وفي البداية، ظل الحديث الجزائري عن الإمارات محصورا في الإعلام، غير أنه أُعطي بعد ذلك، صبغة رسمية، بإصدار المجلس الأعلى للأمن في الجزائر، بيانا أبدى فيه أسفه لما قال إنها "تصرفات عدائية مسجلة ضد الجزائر، من طرف بلد عربي شقيق"، وهو ما فُهم مباشرة على أنه تحذير للإمارات.
وتلا ذلك، اتهام صريح من قبل الرئيس الجزائري للإمارات، بإشعال نار الفتنة في جوار الجزائر ومحيطها، قائلا في تصريح سابق: "في كل الأماكن التي فيها تناحر، دائما مال هذه الدولة موجود. في الجوار، مالي وليبيا والسودان. نحن لا نكن عداوة لأحد، لأننا محتاجين إلى الله عز وجل وإلى الجزائري والجزائرية. نتمنى أن نعيش سلميا مع الجميع ومن يتبلى علينا فالصبر حدود".
وفي الساحة السياسية الجزائرية، لا يمر أسبوع إلا وتظهر تصريحات من قادة أحزاب تحذر من الدور الإماراتي، حيث دعت المرشحة الرئاسية والأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون، في أكثر من مناسبة، إلى تقويض العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة وتأميم الشركات الوطنية التي استحوذت عليها، وذلك بسبب ما قالت إنها "الأعمال العدائية التي تقوم بها هذه الدولة ضد الجزائر".
وأوضحت حنون بعد لقائها بالرئيس تبون قبل أشهر، أنها أكدت "على الخطر الذي تمثّله دولة الإمارات حيث أعلنت الحرب على بلادنا من خلال مخططات إجرامية تحاول تنفيذها لزعزعة استقرار بلادنا خدمة للكيان الصهيوني، ممّا يطرح حسبها "ضرورة تقويض حضورها في بلادنا دفاعاً عن تكاملها وسيادتها وأمنها".
وسبق لسياسي آخر هو عبد القادر بن قرينة رئيس حركة البناء الوطني المشاركة في الحكومة، أن حذر في عدة مناسبات من الدور الإماراتي في المنطقة عقب انقلاب النيجر الأخير، مشيرا إلى أن هناك دولة خليجية وظيفية، توجد دائما وراء لعبة زرع الخلافات والفرقة في المنطقة".
وتأتي هذه الاتهامات "غير الرسمية" للإمارات، بعد أن سجلت علاقات الجزائر بدول الجوار في الساحل، بعض الاضطرابات خاصة مع مالي التي اتهمت الجزائر بالتدخل في شؤونها.