قبل أن يصبح أصغر عضو بالديوان الملكي، شغل بنعلي المنصوري عدة مناصب وزارية في السبعينات، ليصبح في أكتوبر 1985، أحد مستشاري الملك الحسن الثاني بعد أن سحب اسمه في آخر لحظة من لائحة حكومة المعطي بوعبيد المعدلة في نفس الوقت، جراء رفض أحمد عصمان لاستوزاره باسم حزبه التجمع الوطني للأحرار. "الأيام" نشرت بشكل حصري أهم مضامين السيرة الذاتية لبنعلي المنصوري المعنونة ب"خطواتي على درب الزمن" والتي يرتقب صدورها بالمكتبات قريبا بعد الانتهاء من طباعتها.
يتحدث المكلف بمهمة بالديوان الملكي، في سيرته الذاتية عما يزيد عن نصف قرن من المسؤوليات التي راكمها منذ أن كان عضوا جماعيا ثم برلمانيا فوزيرا وأخيرا عضوا بالديوان الملكي، كاشفا الكثير من الأسرار والخفايا والكواليس التي لا يعرفها أو يطلع عليها سوى المقربون من المربع الملكي، وهو الذي قضى 15 عاما الأخيرة من حياة الملك الراحل الحسن الثاني ملازما له في كثير من المحطات والأسفار، وشاهدا على عدة أحداث.
بنعلي المنصوري، كشف في سيرته الذاتية، عن مناسبة جرت في جو خاص، حيث لم يتجاوز الحاضرون فيها عشرة أفراد، وكان هو واحدا منهم، وذلك بمدينة إفران، حيث استقبل الملك الحسن الثاني الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد.
وقال المنصوري، إنه "بعد انتهاء المحادثات الرسمية التي دارت بين الاثنين رأسا لرأس، نظم الملك الحسن الثاني للرئيس الجزائري رحلة صيد في غابات مدينة إفران لصيد الخنزير البري"، مبرزا أنها "كانت رحلة صيد ممتعة، تجند فيها عدد كبير من "الحياحة"، مما ساعد على وجود كم وافر من الخنازير في مرمى القناصين، فكنتُ أرى ملامح انشراح كبير على وجه الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد مستمتعا بما يصيبه من صيد، وسط صياح "الحياحة"، كان في منتهى النشاط".
وأضاف المنصوري، أن "المفاجأة الأكبر، ستكون مساءً! فحوالي الساعة الحادية عشرة ليلا، نودي علي للالتحاق بالقصر الملكي، فالتحقت، ووجدت أشخاصا آخرين من المقربين، تمت المناداة عليهم بدورهم، لكن عددنا لم يتجاوز العشرة، كان من بينهم المستشار الملكي أحمد رضا اكديرة، ووزير الداخلية إدريس البصري، والجنرال عبد الحق القادري وآخرين". وتابع: "جلسنا جميعا في قاعة من قاعات القصر في إفران، وانتظرنا بعض الوقت فإذا بالرئيس الجزائري يدخل وصحبته بعض الأشخاص، لا يتجاوزون الأربعة ليستقبل جلالة الملك الجميع، وندخل قاعة أخرى، لنجد جلالته قد هيأ لضيفه الرئيس الشاذلي بن جديد مأدبة عشاء إلى هنا، بدا لنا الأمر عاديا، لكن الطريف في هذه الجلسة الخاصة، هو "التفاتة حسنية" إلى الرئيس الشاذلي بن جديد!".
وزاد أنه "على مسافة الطاولتين -وهما كل ما يشكل هذه المأدبة الخاصة- بدت لي طاولة أخرى وضعت فوقها حلوى كبيرة الحجم، مهيأة بشكل جميل وذوق رفيع. لمن هذه الحلوى؟ هل هي مما يدخل في ترتيبات المأدبة؟ سيخرجني من حيرتي كلام جلالة الملك، وهو يتوجه إلى الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد، مهنئا ضيفه بذكرى عيد ميلاده، متمنيا له موفور الصحة وتمام العافية، ولشعبه كل الرفاه والرقي. مثل هذه الالتفاتة لا تكون إلا من ملك عظيم، وسياسي حكيم، لدولة عريقة أصيلة. إنها من الالتفاتات الذكية للملك الحسن الثاني!".